جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شمال أوروبا والتى تضمنت الدنمارك والنرويج وأيرلندا وهى الأولى لرئيس مصرى تعد قيمة مضافة إلى نجاحات الدولة المصرية فى بناء علاقات دولية قوية تقوم على التعاون والشراكة وتبادل المصالح.. وهى مسارات ومنافذ جديدة للاقتصاد المصرى من حيث التسويق للفرص الكثيرة فى مصر التى جاءت من رؤية ملحمة البناء والتنمية فى مصر.. وباتت لدى قناعة بأن هناك فرصاً مصرية ثمينة فى عدد من القطاعات أبرزها الطاقة بكل أنواعها سواء التقليدية أو المتجددة والنظيفة والخضراء المتولدة من إنتاج الهيدروجين الأخضر.. ويأتى بعد ذلك الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. ثم الشحن والنقل البحرى من خلال وصول الموانئ المصرية إلى مصاف العالمية يعززها الموقع الإستراتيجى الفريد لمصر.. وكونها قلب العالم والطريق القريب إلى الأسواق العالمية فى أفريقيا وآسيا وأوروبا والمنطقة العربية.. وجرى خلال السنوات الماضية الاستثمار الذكى فى هذا القطاع الحيوى الذى تحول إلى قوة دفع لصالح الاقتصاد المصرى وأيضاً الصناعة والزراعة والبنية التحتية وما لدى مصر من مناخ جاذب للاستثمارات يقدم تسهيلات وتيسيرات وحوافز والصناعات التحويلية والاقتصاد الدائرى وأيضاً ما وصل إليه الاقتصاد المصرى من تطوير ونمو وقدرة على تجاوز تداعيات المرحلة الصعبة إقليمياً ودولياً.. لذلك فإننا أمام جولة حققت العديد من المكاسب وتسويق الفرص المصرية الثمينة وعرض ما لدينا من مميزات غير مسبوقة.
فى نفس توقيت جولة الرئيس السيسى فى شمال أوروبا كان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء يجتمع بوفد رجال أعمال غرفة التجارة والصناعة القطرية فى الدوحة لعرض ما لدى مصر من فرص كثيرة فى مجالات وقطاعات مختلفة وحجم التسهيلات والحوافز والتيسيرات والضمانات ومقومات وأسباب النجاح.. وهو الأمر الذى أشاد به رجال الأعمال القطريون وأكدوا أن مصر ذات أهمية كبيرة للمستثمرين القطريين.. لذلك فإن هذا النهج المصرى يعد من الجهود والأفكار الخلاقة والتحرك الإيجابى نحو جذب المزيد من الاستثمارات الضخمة من دول ذات اقتصادات قوية ومتقدمة فى مناطق كثيرة من العالم.. ويفسر ذلك حرص الرئيس السيسى على اجتماعه ولقائه رجال المال والأعمال ورؤساء الشركات الكبرى والعالمية سواء فى الصين.. أو أوروبا.. أو فى الدول العربية الشقيقة.. لذلك دائماً أقول إن الدبلوماسية الرئاسية حققت أهدافاً ومكاسب كثيرة وإنجازات عميقة على كافة الأصعدة خاصة الاقتصادية والتنموية وأيضاً فى إحداث شراكات لزيادة التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى والاستفادة من قدرات وخبرات هذه الدول.. وبالنظر إلى التجربة المصرية فى البناء والتنمية وتحقيق التقدم نجد تأثير العلاقات القوية لمصر مع عالمها الخارجى على التنمية وملحمة البناء سواء ألمانيا أو فرنسا.. وروسيا والصين والمجر والهند.. وكوريا الجنوبية.. والولايات المتحدة وبريطانيا وأيضاً الدول العربية والخليجية الشقيقة التى تمثل أكبر الاستثمارات فى مصر وهو نجاح كبير لرؤية الرئيس السيسي.. وترسيخه لعلاقات الصداقة والأخوة والشراكة مع العالم المتقدم والاقتصادات القوية على أسس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.. والتوازن والحكمة بالعودة إلى برنامج زيارات الرئيس السيسى لشمال أوروبا.
حرص الرئيس السيسى خلال زيارته على البعد الاقتصادى والاستثماري.. فى الدنمارك افتتح مع ملك الدنمارك فريدريك العاشر المؤتمر الاقتصادى المصري-الدنماركى وقاما بإطلاق مجلس الأعمال بين البلدين بحضور عدد من كبار رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات المصرية والدنماركية.. وتحدث الرئيس السيسى عن التطورات الإيجابية للاقتصاد المصرى وتوفير البيئة المواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية وتمكين القطاع الخاص وتوفير فرص العمل واستعرض القطاعات الواعدة فى مصر لجذب الاستثمارات مثل الشحن والنقل البحرى والطاقة النظيفة والمتجددة والخضراء والفرص الكبيرة والثمينة أمام الكيانات الاقتصادية والتجارية الدنماركية فى مصر مثل البنية التحتية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعات التحويلية وإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة والخضراء والاقتصاد الدائرى بما يدعم جهود الدولة المصرية لكى تكون مركزاً إقليمياً لسلاسل الإمداد ونقل وتداول الطاقة المتجددة والخضراء على ضوء القرب الجغرافى والموقع الاستراتيجى لمصر.. بالإضافة إلى الفرص التى توفرها المناطق الجاذبة للاستثمار فيها كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. مؤكداً أن الحكومة المصرية لم ولن تدخر جهداً فى تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة والتسهيلات للشركات الدنماركية المتواجدة فى مصر.. أيضاً حرص الرئيس السيسى خلال زيارته للدنمارك على لقاء رئيس شركة شركاء كوبنهاجن للبنية التحتية ثم التقى رئيس مجلس إدارة مجموعة شركة إيه بى موللر ميرسك التى تعمل على تطوير محطات الحاويات المصرية لتحويلها إلى محطات عالمية لتداول الحاويات فى منطقة شرق وجنوب البحر المتوسط وأيضاً مشروعاتها لإنتاج وتزويد سفنها بالوقود الأخضر بما يسهم فى جعل مصر مركزاً إقليمياً لعمليات الشركة سواء فى تجارة الحاويات أو إنتاج الوقود النظيف.. ثم ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.. وأكد الرئيس السيسى خلال حفل العشاء الفرص الهائلة ومزايا الاستثمار فى مصر والموقع الجغرافى الفريد وفى لقائه رئيس وزراء الدنمارك أكد أهمية الارتقاء بعلاقات البلدين الصديقين فى المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والقطاعات الاستثمارية الواعدة فى مصر والتى تحدثنا عنها فى ذات المقال وفى زيارته للنرويج.. قوبل الرئيس السيسى بحفاوة كبيرة.. وشارك فى حفل شاى غير رسمى تلبية لدعوة رئيس وزراء النرويج على شرف سيادة الرئيس السيسى وتكريماً له وهو ما يعكس تقدير النرويج لمصر وقيادتها السياسية وهو إجراء غير معتاد لرئيس وزراء النرويج قيامه باستضافة أى فاعلية لمسئول أجنبى بمقر إقامته.
تحيا مصر