إذن ..»الحلم».. كما أراه ـ والرؤية الحق لله ـ بحق علمه وجميل صبره.. قد بات بزماننا الحالي.. «وسياسته».. أشبه بأمنية وحلم بعيد المنال ..»إلا».. لمن جعله.. «رجاء صادقا».. من الله وقد اجتهد فى إحقاق ذاك الرجاء.. على تفاعله المعنوى النفسى وعلى مادية عمله.. «السياسي».. فى الأرض والناس.. أي.. من اجتهد فى إقامة.. «الذكر الحكيم».. على نفسه سياسيا.. أي.. من اجتهد بالتطهر من.. «خيانة الله ورسوله سياسيا».. وتحوط بسؤال أهل الذكر.. (43/ النحل).. مشورة وإحقاق ..أي.. من آمن حقا ويقينا بأنه لن.. «يتزكي».. إلا بفضل الله ورحمته عليه.. (21/ النور).. أي.. من اتقى صفات سمات.. «اليهود والذين أشركوا».. عمليا سياسيا.. وذاك اجتهاد قام عليه دليل الحق.. بقول الله ..»لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون».. (٩/ الممتحنة).. ويقول أيضا ..»يأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور».. (13/ الممتحنة).
الحليم.. أعتقد أنه أحد عباد الله المخلصين ..»المقربين».. نعم.. أحد من حق عليهم.. شدة الابتلاء العبودى لله ..»سياسيا».. نعم.. أحد من تكلف برسالة من الله وأتم حقها وهو قانت لله ..»ومن الصابرين».. وعجبا أن كل منا قد تكلف ..»بالرسالة أو برسالة».. ومنا من نال القرب ورفعته.. وأكثرنا من استحب الضلالة ودنوها ..نعم.. فعلى كل رجل منا أن يفكر فى ذلك قبل فوات الآوان .
الحليم ومثاله.. فى إطار وسياق ما حاولنا ذكره.. «والتذكير به».. لنفسى أولا ولمن شاء بعد ذلك.. أرى والرؤية الحق لله ـ أن الحليم هو من ..»أحق».. على تفاعله المعنوى وعمله المادي.. «سياسة الرحمة».. حتى فى قصاصه وقتاله المفروضين من الله ..أي.. جعل الرحمة هى أول ما يفكر فيه ويتدبره ويحاول اعقاله من.. «أمر أو شيء».. ثم يعمل بذلك ..»سياسيا».. فى الأرض والناس.. وذلك لأن الله سبحانه كتب على نفسه القدسية الرحمة .. (54/ الأنعام).. فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.. وذاك أعظم مثال لحلم الحليم.. فماذا عن أمثلة عبيد وعباد الله.. حينئذ.. يأتي.. «إبراهيم الحليم الأواه».. الذى كان من شيعة ..»نوح».. كأول مثال بعد أن أنجاه الله من.. «جحيم نار النمرود».. ثم يأتي.. «إسماعيل».. الذى قدره الله ووصفه.. «بالحليم».. ثم يأتى بإذن الله من هو من.. ذرية ونسب إبراهيم وإسماعيل.. «وهو محمد».. نبى الله ..»الأمي».. ورسوله.. عليه وعلى رسل الله جميعا الصلاة والسلام ..»لا نفرق بين أحد منهم».. ولكننا نبحث فى إحكامات آيات الله عنهم.. وذلك بتفضيل بعضهم على بعض.. ورفع بعضهم درجات.. (٢٥٣/ البقرة).. فقد كلم الله موسى تكليما .. وأيد الله عيسى ابن بالروح القدس.. وكلاهما من بنى إسرائيل ..»بنى يعقوب».. من دون ..»اليهود والذين أشركوا».. أما عن مثال ..»محمد».. فقد قال الله تعالى عنه.. «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. (107/ الأنبياء).. إذن ..»الرحمة».. سمة وعنوان..»الحليم».
بما سبق ..نود التذكير بذكر بعض الأمور.. «وعقالها السياسى علميا».. بمقياس.. «الحلم ورحمته».. (١) من سمة أهل البيئة العربية ..ضبط الكلم شعرا.. ومن سمة تحريف عداوة.. «اليهود».. للذين أمنوا هو ..»الطعن».. فى حق الكتب السماوية.. بل وكتابتها بأيديهم ثم يقولون ..»إنها من عند الله».. وقد استبدلوا ..»التلمود بالتوراة».. ولذا أرسل الله نبيه ورسوله ..»محمد».. «أمي».. لا يقرأ ولا يكتب وخاصة الشعر.. حتى تكون رحمته المهداة للعالمين هى ..»ذكر حكيم».. قائم حقه على أغيار زمان محمد وحتى أخر الزمان.. ذكر لا يستطيع جن أو إنس إحكام ..»آية منه».. أو الإتيان بمثلها.. وذلك لمن شاء حق علم ..»سياسي».. نافع دنيا وآخرة.. (٢) كفى أصالة أهل ..»مصر».. شرفا أنهم نسلا من.. «ذرية الحليم ..»إسماعيل».. الذى جاء نسله من زيجة ..»الحليم الأواه إبراهيم بهاجر المصرية».. واكتسابهم سمة ..»الحلم».. القائم على حق العلم والصبر الجميل.. والذى به ينتصرون على ..»كل ابتلاء».. (٣) وتتعظم رفعة قدر ..»مصر».. بذكرها بالقرآن المجيد مرات عديدة.. وبما حباها الله من أصول..»نعماء».. مادية ومعنوية .. «نعماء».. لم ولا ولن يجوز عليها ..»الفقر والعوز قط».. مهما جار الزمان عليها أحيانا.. كابتلاء على كرامة أهلها.. (٤) كما لا يجوز على أى ..»مصرى أصيل».. الهجرة منها.. أو التهجير القسرى عليها.. كما لن يجوز هجرة.. «نيل نهرها عنها».. وإن حدثت تلك ..»الخطيئة حينا».. فسوف تزول بإذن الله ..»قريبا».. هى وابتلاؤها..ليبقى شرف مصر وأهلها قائم إلى يوم الدين ..»بإذن الرحمن الرحيم».
وإلى لقاء إن الله شاء