فى كل مراحلها التاريخية ورغم كل ما مر بها ــ ولا يزال ــ من تحديات داخلية او اقليمية او دولية.. فإن مصر العظيمة لم يحدث مرة ان تنكبت لمبادئها ودورها ورسالتها ولم يحدث مرة ان خانت عهدها او حنثت بوعودها او تمردت يوما على قناعاتها وايمانها بقيم ــ وظلت «أم الدنيا» متمسكة ــ رغم كل الصعوبات والتحديات والازمات ــ بقيم النبيل والشرف والامانة والاخلاص لشعبها الابى الصامد الصابر.. وتحرص «أم الدنيا» رغم جسامة التكاليف وضخامة التحديات ان تظل الدرع الواقية لامتها العربية والاسلامية ولسانا قويا وسنداً فاعلاً لعمقها الافريقى ولسائر الدول والشعوب المحبة للسلام والعيش المشترك الامن والمتكافئ والمتطلعة إلى التنمية والازدهار.
وكأن «مصر الكنانة» تعيش على كوكب اخر لا تعترف بالمعادلات المادية او الانانية او الانتهازية لهذا العالم وكأنها تقبض بيديها على الجمر وسط عالم لا يرحم.
وتتضاعف الازمات والتحديات هذه الفترة و4 اعاصير وازمات عالمية بدأها «كوفيد 19» فى «عز» ما حققته مصر من معدلات نمو ضمن الاعلى عالميا ثم لم تلبث حتى اضيف اليها اثار وتوابع ونتائج ومتالب وآلام الحرب الروسية ــ الاوكرانية وانعكاسها على الحبوب والاقماح «الأهم فى مصر وشعبها» وما تعانيه مصر والعالم من ارتفاع مذهل فى اسعار الحبوب والوقود وتعثر سلاسل الامداد يضاف اليها هذه الكارثة الانسانية لما بعد السابع من اكتوبر الماضى وحرب الابادة والتجويع التى تخوضها اسرائيل ضد اشقائنا الفلسطينيين وما تكبدته ولا تزال تتكبده مصر من خسائر يومية وكل ساعة وكل دقيقة والاخطر هذه الحرب الرهيبة بالفتن والشائعات لم تترك شيئا فى مصر من انجازات او معجزات إلا استهدفته بالأكاذيب والشائعات يروج لها مخابرات وقوى معادية لمصر وشعبها ويجذبون اليهم بعضا ممن لا يفقهون حديثا ويصفق لهم بعض الانتهازيين وهواة الشهرة الزائفة ولا يهمهم حصاد ما يفعلون.
ورغم هذا كله تسير مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وتمسك بالأخلاق والقيم.
تتحالف امريكا وقوى الشر لتدمير غزة وحصارها وابادتها مساندة لاسرائيل ودرعا واقية لها من اى مساءلة دودلية فإذا «بمصر السيسي» تقف قوية صلبة شامخة ترفض بكل قوة تصفية القضية الفلسطينية او تهجير ابناء غزة قسرا على حساب مصر سيناء وبرفض الرئيس السيسى العبور الامن لمزدوجى الجنسية ومن بينهم امريكيون وبريطانيون وفرنسيون والمان إلى الاراضى المصرية إلا إذا سمحت اسرائيل بعبور المساعدات الغذائية والانسانية لأهالينا فى غزة وبينما تدمر اسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطينى تهرول مصر لكى تعيد اصلاحه وتهيئته لعبور المساعدات وهرولة كل السياسيين والقادة فى العالم إليه وتقف مصر على صلابتها لا تخشى تهديدا او اسطولا او حاملة طائرات او بوارج ومدافع وتضع خطا احمر عند محور «فيلادلفيا» حماية لابناء الشعب الفلسطينى وتعلن مصر رفضها حرب الابادة والتجويع وتسارع فترسل 80 فى المائة مما وصل غزة من مساعدات «من مصر وحدها» ليس هذا فقط بل ترسل طائراتها العسكرية للمناطق المعزولة والمحرومة وبينما يتعطش العالم الانتهازى لأى كسب مهما كان محدودا ويتعاظم الحصار الاقتصادى لمصر أملاً فى تركيعها او اثنائها لكى تعدل عن مواقفها الصلبة المساندة للحق الفلسطينى.
وبينما يتحسس العالم طريقه تفاديا للصدام مع دولة الاحتلال الاسرائيلي.. تتحرك الطائرات المصرية بصحبة شقيقاتها من الامارات صوب شمال غزة ومنطقة جباليا لتصل بالمساعدات إلى «العمق الفلسطينى الغزاوي».. والاهم من المساعدات الغذائية وانزالها فإن «ازيز» الطائرات المصرية والاماراتية فى سماء غزة يشد من عضد ابنائها «ابناء الشعب الفلسطينى واطفاله».
وحتى هذه الخطوة الجسورة الجبارة لم تخل من ملاسنات اهل الشر والفتنة وذبابهم الالكترونى وجيوشهم عبر التواصل الاجتماعى ينشرون الاكاذيب والبهتان ولم تردعهم صور الناس او احاديثهم التى يشكرون فيها مصر وقيادتها.
وبينما يتسابق العالم لكسب رضا العم سام وحلفائه من الاوروبيين سعيا للمكاسب ودرءا للمضار فإن مصر القوية القادرة تقف جبلاً صامداً امام كل محاولات الهيمنة والتفتيت والسطو على ثروات المنطقة ومحو الهويات الوطنية وذوبان الجيوش النظامية وتغذية وتسمين وجلب الميليشيات المسلحة طائفية أو عرقية او مأجورة لا يهم.. وترفض مصر بكل قوة كل هذه المحاولات وتقف لها بالمرصاد علناً وعلى رءوس الاشهاد.. فيما يتوارى البعض خوفاً وطمعاً وترفض مصر بكل قوتها تغذية الحرب الدائرة فى السودان وتعلن رفضها تدخل أى قوة اجنبية وترفض مصر تفتيت ليبيا وتقسيمها وتقف مصر بقوة خلف وحدة الاراضى السورية ومساندة بكل القوة لشعبها وحقه فى استرداد ارضه المحتلة وتقف مصر إلى جانب الحق اللبنانى فى السيطرة على موارده وحماية حدوده وجنوبه وشماله ووحدة العراق ودرء الخطر عنها.. الخ.. وبينما تحاول الكثير من الدول الانكفاء على نفسها وطرد الاغراب عنها وإذا مصر العربية الاصيلة تقف فاتحة ذراعيها لكل من يلجأ اليا.
ورغم كل ما تمر به مصر من ازمات وتضخم واسعار ومشكلات فى الحبوب وسلاسل الامداد فإن مصر العظيمة تتقاسم اللقمة مع 9 ملايين انسان اختاروها طوعاً وكرها كى تكون لهم ملاذا امنا ووجدوا فى اهلها ورحابهم الامن والامان والطيبة والحنان والوئام.
وبينما ترى بعض الدول فى هؤلاء المهاجرين او اللاجئين سلاحا للابتزاز والتهديد والتلويح به خوفا وطمعا فان مصر العظيمة ترفض ان تحول الملايين التسعة إلى «سلعة» فى سوق النخاسة لكى تجنى من ورائهم وبسببهم اكبر المكاسب لانها مصر المبادئ والقيم وطوال عمرها لم ترفض استقبال اى انسان يلوذ بها..مهما مر او يمر بها من متاعب او ضائقة وبينما العالم كله او معظم الدول فيه وقد ودع شرف الكلمة ووضع القانون الدولى الانسانى فى مهب الريح وطوى اوراق «حقوق الانسان» الورقة تلو الاخرى وتراجع عن حق تقرير المصير وحق الدفاع الشرعى عن الارض والعرض تقف مصر السيسى فى المحافل الدولية تعيد تذكير العالم بالمبادئ والقيم الانسانية الخالصة.. تعيد بناء منظومة القيم العالمية التى تؤكد حق الانسان بشكل عام والفلسطينى بشكل خاص فى وطن دائم امن ودولة تحفظ له حقوقه وتلزمه بواجباته.
ترفض ان يكون «حق الدفاع عن النفس» ذريعة لحرب ابادة وتجويع وتركيع لابناء شعبنا فى فلسطين المحتلة.
ترفض مصر القوية ان يعيش العالم بمعايير مختلفة مزدوجة تارة هنا واخرى هناك وكأن الانسان فى ارض غزة يختلف فى حقوقه وواجباته عن الانسان فى اوكرانيا.
ترفض مصر القوية ان يتحدث العالم عن عدة صواريخ غيرمؤثرة فيما ينس ببنت شفه عن ضرب اسرائيل للعمق السورى او اللبنانى او العراقي.. الخ.
ووسط كل هذه التحديات اثبت الشعب المصرى للعالم كله انه «البطل».
التف حول القائد الرئيس عبدالفتاح السيسى يشاركه احلامه وامانيه فى وطن عزيز قادر قاهر يصون مقدراته ويحمى ثرواته ومقدساته ويذود بقوة وثبات عن امته العربية وعمقه الافريقي.
آمن برؤية الرئيس السيسى نحو بناء بنية تحتية قوية صلبة كانت ولا تزال وسوف تظل الاساس لاى استثمار اجنبى وعربى قادم.. رفض بكل قوة كل دعاوى اهل الشر والفتنة ومهما تفننوا ونصبوا كمائن وحبكوا القصص والروايات والشائعات فقد نبذهم الشعب المصرى ورفض كل مزاعمهم وتحريضهم.
وسوف يدعم الله مصر والمصريين ويظللهم بفضله وكرمه وجوده واحسانه.
وبعد ايام قليلة يأتى رمضان.. وكل عام وانتم بخير.