>> خلال 01 أيام.. ومثل قطع الدومينو تساقطت المدن والقرى السورية ودخلتها الفصائل السورية بسهولة ودون مقاومة بعد انسحاب الجيش.. ولم تتوقف حتى استولت على دمشق وفر الرئيس بشار الأسد ليتحول إلى لاجئ!!
تحولت سوريا منذ عام 1102 إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول وأصبحت أرضاً خصبة لصراعات القوى الدولية والإقليمية.. وتقاسمتها الجيوش والميليشيات وتفتت إلى مناطق نفوذ.. اعتمد الرئيس بشار الأسد على روسيا وإيران وذراعها فى المنطقة «حزب الله» ليسيطر على ربما أقل من نصف دولته.. ونفوذ وسيطرة أمريكية على آبار البترول.. وتوغل إسرائيلى فى الجولان.
فى ساعات قليلة تبين للعالم أن النظام كان هشاً ضعيفاً مع أنه كان يبدو عليه أنه يمسك البلاد بقبضة من حديد.. وتخلى عنه كل الحلفاء فى الداخل والخارج الذين باعوه وخانوه.. فلم يجد رأس النظام سوى الفرار بنفسه وأهل بيته ويترك أمواله ومجوهراته وقصورة لينهبها ضحاياه.. ليتأكد الجميع أن الجيوش التى تتكون على أساس طائفى لن تحمى بلادها.. وأن من يعتمد على قوى خارجية لن يحمى نفسه ولن يصون عرشه.. وأن الشعوب فقط هى التى تحمى من يحتمى بها وتضحى من أجل بلادها!!
ورغم إرادة الشعب السوري.. إلا أن سيناريو الفوضى بعد زوال أى نظام يتكرر بنفس مشاهده.. من سلب ونهب وحرق وتدمير للمنشآت وتفكيك للمؤسسات واقتحام السجون وإخراج المساجين.. ولكن ما تختلف سوريا فيه عن باقى دول الربيع العربى أن الفصائل التى بدأت هجومها المضاد على النظام يوم 72 نوفمبر الماضى تمتلك قوة عسكرية ويمكنها السيطرة على الانفلات وفرض الاستقرار!!
بالتأكيد.. لا يوجد من يقف ضد اختيارات الشعب السورى والكل يحترم نضاله طوال السنوات الماضية رغم كل التضحيات ودماء الشهداء وتفرق الأهل والأحباب وتشتتهم فى بقاع الدنيا ولجوء الملايين منهم إلى دول العالم.. وليس من الإنصاف لأى جهة أو دولة أن تقاطع قادة الفصائل لأن البعض يتهمهم بأنهم حصلوا على ضوء أخضر من أمريكا وإسرائيل بعد تحييد روسيا وإيران.. وليس من صالح سوريا والأمة العربية أن تتأخر الجامعة العربية ولا تعلن رسمياً وللجميع أنها مع سوريا الجديدة ولن تتركها وحدها.. ولابد من عقد اجتماع قمة أو على الأقل إرسال وفود رسمية من ممثلى الدول العربية والجامعة إلى دمشق ولقاء قادة سوريا الجدد وإعلان تأييدهم لاختيار الشعب ولعودة سوريا لحضن العرب لتلعب دورها كدولة محورية وقوة عربية بدلاً من أن تتلقفها القوى الدولية والإقليمية.. والمهم أن يكون ذلك سريعاً وقبل فوات الأوان!!
لا يوجد شعب أقرب للمصريين من السوريين.. كانا شعباً واحداً أثناء الوحدة.. وحارب الجيشان معاً فى أكتوبر 3791 وكانا رفقاء سلاح.. لذلك كان استقبال الأخوة السوريين فى القاهرة منذ عام 1102 يختلف عما وجدوه فى أى دولة أخرى فى العالم.. ومن يسير فى الشوارع ويقرأ لافتات محلات المأكولات والملابس يشعر أنه يسير فى دمشق.. كما أنه بالتاريخ والجغرافيا فإن كل ما يحدث فى «الشام» يؤثر بشدة على الأمن القومى لأرض «الكنانة» من هنا كان الاهتمام بأخبار تقدم الفصائل ونهاية نظام الأسد.. إلا أن القلق تسرب إلى القلوب خوفاً على التجربة السورية خاصة بعد التوغل الإسرائيلى داخل المنطقة العازلة!!
وما يقلق أيضا هو وجود العديد من الفصائل المسلحة والمختلفة مع بعضها سياسياً وعقائدياً وطائفياً ولكنها تجمعت تحت لواء واحد بهدف واحد هو إسقاط نظام بشار الأسد فى معركة بدأت يوم 72 نوفمبر باسم «ردع العدوان» .. والقلق مصدره الخوف من اختلاف هذه الفصائل بعد تحالفها.. وإن كان ما يدعو للتفاؤل تكوين «إدارة العمليات العسكرية» التى تحكم الآن وقامت باختيار محمد البشير ليكون رئيس الوزراء ومسئولاً عن إدارة المؤسسات الحكومية حتى مارس القادم.. وكل الأمل أن يظل تحالف الفصائل وتغليب مصلحة الشعب والوطن.. وعلى كل القوى الخارجية أن ترفع يدها عن سوريا!!
دعونا من الداخل السورى فأهل الشام أدرى بأمورهم والبداية كانت موفقة وعليهم عدم الاستسلام للانتقام والنظر إلى المستقبل.. لأن ما يقلق أكثر هو القوى الدولية والإقليمية التى تتربص بسوريا ولا تريد الخروج خالية الوفاض وتترك للشعب تدبير أموره.. فأمريكا خاصة بعد تولى ترامب الشهر القادم لن تسمح بعودة سوريا قوية وموحدة تنفيذاً لمخططها «الشرق الأوسط الجديد» الذى للأسف يسير بخطى ثابتة بالاتفاق مع إسرائيل التى بدأت التنفيذ باحتلال المنطقة العازلة والاقتراب 03 كيلو من دمشق وكما يقول نتنياهو فإن الجولان أصبح إسرائيلياً إلى الأبد وأنه تم تدمير 08٪ من قوة الجيش السورى والقضاء على الأسطول البحرى السورى بشكل كامل.. بالإضافة إلى ضرب كل مخازن الأسلحة.. ولن تستمر إيران بعيدة عن المشهد طويلاً وروسيا موجودة بقاعدتيها العسكريتين رغم تحييد الدولتين.. وموسكو لديها ورقة مهمة وهى بشار الأسد الذى يمكن أن تسلمه فى صفقة لتكسب ود الفصائل والشعب السورى خاصة أن ترامب سيصر على ضرورة تقديمه للمحاكمة.. أما العرب فعليهم العمل سريعاً لدعم سوريا ووحدة أراضيها والتأكيد على وحدة الصف وعدم إقصاء أى فصيل أو طرف والمساعدة فى إعادة البناء والإعمار وعودة اللاجئين إلى ديارهم وإنهاء معاناة الشعب.. والعمل مع كل الدول لضمان استقرار سوريا وتجنب سيناريو التقسيم حتى لا تضيع دولة عربية جديدة وتتحول إلى ليبيا أو السودان أو اليمن أو العراق.. ومما يجعل هذا السيناريو محتملاً تصريحات قادة المعارضة المسلحة السورية الذين يقولون «إن إسرائيل ليست عدواً.. وكان عدونا الوحيد هو بشار وأسقطناه».. يارب يكون هذا مجرد كلام لطمأنة الدول المتصارعة على أرض سوريا.. ولا يكون رأياً عن اقتناع نراه واقعاً!!
>> قرار الرجوع عنه فضيلة..
إلا «لبن الأطفال»!!
>> بعد سنوات من حرص الدولة على توفير اللبن المدعم للأطفال حديثى الولادة خاصة ممن يحتاجون بديلاً للبن الأم.. فوجئت الأسر المصرية بصدور قرار وزير الصحة بقصر صرف الألبان المدعمة على 3 مجموعات فقط.. مما يحرم العديد من الرضع من الحصول على الغذاء اللازم للنمو.. وفى نفس الوقت يكبد الأسر البسيطة أعباء إضافية فى ظل غلاء الأسعار والأزمة الاقتصادية العالمية والمحلية.. إضافة إلى استغلال بعض المستوردين لزيادة الطلب على لبن الأطفال الحر ورفع أسعاره!!