جاءت تطورات سوريا الأخيرة لتضيف جراحا غائرة فى قلب كل مواطن عربى من المحيط الى الخليج.. استيقظ العرب هذا الأسبوع على فاجعة جديدة تزيد من المخاطر التى تحيق بمنطقتنا العربية كلها، فى وقت بقيت مصر قوية شامخة لتعزف منفردة لحن «الصمود والتصدي»، ولينشد أهلها كل أناشيد الحب والعشق لها ومن أجلها «عيشوا كراما تحت ظل العلم، تحيا لنا عزيزة فى الأمم»، نعم مصر كذلك وأكثر، هى أمة عظيمة نشأت لتبقى وتستمر.. ترفض الظلم ولا تستسلم للجبروت.. تسعى للسلام وهى مستعدة للحرب والدفاع عن أرضها ومقدساتها.. تبنى وتعمر لأجل مستقبل ابنائها، تناضل وتكافح للحفاظ على أشقائها العرب وحماية أمنهم القومي.
هكذا كشفت الأحداث الأخيرة بسوريا وقبلها العدوان الإسرائيلى على غزة والجنوب اللبناني، كذلك الأزمات فى السودان وليبيا واليمن مواقف مصر الشريفة والثابتة تجاه كل ما هو عربي، وأكدت الأحداث دعم مصر المستمر للقضايا العربية، ما يجعلنا نحن المصريين فخورون ببلادنا وبشعبنا وجيشنا العظيم، ثم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى آل على نفسه منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم عام 2014 وحتى عامنا الحالى 2024، أن يعمل ليل نهار وأن يبذل قصارى جهده فى سبيل الحفاظ على الدولة المصرية وحماية مؤسساتها، معتمدا فى ذلك على الصراحة والشفافية فى الحكم، وانه لا مجال للالتفاف حول المشاكل التى تعانى منها الدولة والتحديات التى تحيط بها، وأن الأفضل تعريف الشعب بها ومشاركته فى تحمل المسئولية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
لقد حملت رؤية الرئيس السيسى على مدى عشر سنوات، العديد من الأهداف والطموحات الناجمة عن تداعيات أحداث يناير 2011، وبعد القفزة الهائلة التى حققتها ثورة 30 يونيو 2013 والتى بدأت بإقصاء جماعة الإخوان الإرهابية والتصدى للفوضى ومخططات إسقاط الدولة بمحاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار للدولة وامتدت بعد ذلك لتشمل جميع مناحى الحياة بتنفيذ برنامج الإصلاح الإقتصادي، وبنشر المشروعات التنموية فى كل ربوع مصر وبتنفيذ شبكة هائلة من الطرق والمحاور المرورية، وبالقضاء على العشوائيات وتطوير البنية التحتية، كذلك تطوير خدمات التعليم والصحة والتوسع فى الرقعة الزراعية وتوطين الصناعات، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين بالقرى والنجوع، فضلا عن بناء جيش وطنى قوى يحتل مكانة متقدمة بين جيوش العالم.
من هذا المنطلق نجح الرئيس السيسى فى بناء جسور قوية وممتدة بينه وبين المواطنين فى كل أنحاء مصر، ساهمت جميعها فى خلق مناخ من الثقة وايجاد لغة حب وتفاهم بين الشعب ومؤسسة الرئاسة تحدث لأول مرة، هذه اللغة تظهر بشكل واضح فى جولات الرئيس التفقدية للمشروعات التنموية وفى الندوات والمؤتمرات، وفى اعتماد الرئيس على الشباب بالعديد من الملفات، وفى احترامه وتقديره للمرأة، وكذلك رعايته الفائقة لأسر الشهداء ممن فقدوا ذويهم فى معارك البطولة والشرف.
فى جولته الأخيرة بشمال أوروبا يستطيع أى مراقب أن يتبين مدى الرقى والوعى الذى يتميز به فكر الرئيس السيسي، فقد آثر الرئيس ألا ينتهى العام الجارى 2024 دون تحقيق إنجازات جديدة يستفيد منها المصريون وتصب فى مصلحة المشروع التنموى العملاق الذى بدأه الرئيس قبل عشر سنوات، فجاءت زيارات الرئيس لكل من الدنمارك والنرويج وأيرلندا لتؤكد استكمال الدبلوماسية الرئاسية جهود الحكومة المصرية فى توفير المناخ الآمن لجذب الإستثمارات ورءوس الأموال الأجنبية فى إطار طموحات الدولة فى توطين الصناعة وترشيد الاستيراد بما يسمح بتوفير فرص العمل وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، والأهم التأكيد على دور مصر المحورى فى المنطقة والوصول لحل سياسى للقضية الفلسطينية وإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
هذه الأوراق المصرية كان لابد من استعادة بعضها ونحن نودع العام 2024 ليدرك الجميع مدى النجاح الذى حققته مصر على مدى عشر سنوات لحماية شعبها ومؤسساتها وحدودها، كذلك ونحن نترقب الأوضاع الجديدة فى سوريا الشقيقة والتى ستنعكس بالطبع على كل دول المنطقة، مما يعنى الحاجة للمزيد من الحرص والوعى بأهمية الحفاظ على مصر وأمنها القومي، وحماية الوطن ومقدساته.. وللحديث بقية