الصورة أبلغ من كل خطاب، فما يرد إلينا على مدار الساعة من صور وفيديوهات من بلاد الشام الحبيبة يؤكد مخاوفنا أن تلك البلاد صاحبة الحضارة قد تتحول إلى قندهار جديدة، وبعيدا عن الايديولوجيات المتداخلة والصور المركبة والتزييف العميق والخداع البصرى، نرصد الحقائق التالية:
أولا: تسيد جبهة تحرير الشام وقائدها المكنى بأبو محمد الجولانى على لسان الجماعات والتنظيمات الإسلامية أو اسمه الآخر أحمد الشرع كما يردده الغرب والدول الإقليمية الداعمة له للمشهد يعنى أن هناك تنسيقاً أمريكياً مع بعض القوى الإقليمية على شكل المرحلة الحالية فى حكم سوريا.
ثانياً: تحرك تلك الجماعات المسلحة جاء فى أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان وفور تصريح نتنياهو بأن الأسد يلعب بالنار، وهذا يؤكد ان اسرائيل من تدير المشهد حتى ولو كان بشكل غير مباشر.
ثالثاً: يبدو ان الولايات المتحدة تركت الأمور تسير وفق هوى اسرائيل انتظارا لوصول ترامب إلى البيت الأبيض ليتولى زمام الأمر وفق خططه التى تدعو لتوسيع مساحة اسرائيل.
رابعاً: أما ايران التى خسرت اذرعها الطويلة بعد تقليم أظافر حماس وحزب الله فلا تملك – الآن – ما يمكنها من وقف الزحف السنى إلى دمشق، وربما يخشى الإيرانيون من اصطيادهم عسكريا على ارض الشام وستكون المواجهات مع اسرائيل والسنة المدعومين من بعض القوى الإقليمية.
خامسا: يبدو ان العراق سيعيش أزمة جديدة بوجود فصائل مسلحة سنية متناحرة على حدوده تستهدف التنظيمات الشيعية مثل الحشد الشعبى وغيرهم.
سادساً: هناك أزمة كبرى ستشتعل بين الجولانى ومظلوم كوبانى زعيم قوات سوريا الديمقراطية فى شمال سوريا.
سابعاً: ستتحول بلاد الشام إلى مأوى لجميع اخوان العالم وستصبح لهم دولة مرشد سنى على غرار دولة المرشد الشيعى.
ثامناً: سيتحول اخوان سوريا واخوانهم من اخوان العالم ومطاريد مصر وتونس والأردن واليمن والتنظيم الدولى إلى قنابل موقوتة تهدد دول الخليج ومصر والاردن وتعيد التوتر فى الإقليم المشتعل.
تاسعاً: قيام اسرائيل باحتلال جبل الشيخ والقنيطرة والتوغل فى الداخل السورى والوصول إلى مشارف دمشق يمثل نكسة جديدة تفوق فى كارثيتها ما حدث فى 67 ولن تخرج اسرائيل من ارض احتلتها مجانا ودون إطلاق رصاصة واحدة.
عاشراً: كان الجولانى يخطب فى الجامع الأموى ويقول لبيك يا أقصى بينما الجولان مسقط رأسه تناديه والقنيطرة تدكها المدفعية الاسرائيلية دون ان يتحرك له جفن أو حتى يصرخ فى العالم ان ينقذوا بلاده من الاحتلال الاسرائيلى
حادى عشر: يبدو ان قادم الأيام سيكون سيئا لسوريا حيث الأطماع من بعض القوى الإقليمية.
ثانى عشر: السوريون فرحون لرحيل الاسد كما فرح العراقيون برحيل صدام وكذلك كما فرح الليبيون برحيل القذافى فهل سيكون مصير سوريا كمصير ليبيا أو العراق؟ أتمنى ان أكون مخطئا ولا نجد دمشق كما قندهار جديدة.