يسأل الكثيرون عن سبب تزايد حالات الخروج عن النص، سواء فى الإعلام أو فى الملاعب، ويتسابق بعضهم فى إطلاق الإجابات البعيدة تماما عن دائرتى الصدق والصواب.. رغم أن الأمر قد لا يحتاج كل هذا المجهود أو العناء للبحث فى أسبابه والنتائج المترتبة عليه.
قد يسوقك الحظ لمتابعة خناقة لاعب مع مدربه داخل الملعب وعلى الهواء مباشرة، أو متابعة نجم شهير وهو يجرح ويهاجم فى ناد منافس له، وثالث معروف بميوله واتجاهاته يتصيد الأخطاء ويوزع الاتهامات يمينا ويسارا وبدون دليل.
كلها وقائع وحالات منتشرة من حولنا ووقفنا أمام كل واحدة منها المزيد من الوقت للبحث والدراسة دون بلوغ النهاية الحتمية، وهى الحل الجذرى والضمان العلمى لعدم تكرار ما حدث.. ولكن حان الوقت لمواجهة أنفسنا بالحقيقة الثابتة والتى لا تقبل الشك أو التقليل، وهى أن تعرض أى من المتجاوزين للعقاب أو أى صنف من صنوف الحساب، كان كافيا للحيلولة دون مواجهة نفس الأفعال أو الأقوال المرفوضة مرة أخرى، ولكن مرور هذه الحالات دون وقفة صادقة، ساهم للأسف فى تكرارها وزيادة درجة فداحتها أكثر وأكثر.
دعونا نعترف ببطء الإجراءات والتمييز فى بعض الحالات، وعدم القدرة على الاعتراف بوجود المشكلة من الأصل، إما لسبب معروف ومعلوم أو لغير ذلك من الأسباب.. والأخطر من ذلك أنك تجد من بين هؤلاء من يسعى لالتماس العذر والبحث عن مبررات لصاحب الواقعة، حتى يتجنب الصدام معه أو مع ناديه أو مع إعلام هيئته، وللأسف هذه الحالات صارت أمرا واقعا ولا يخفى على أحدنا بأى شكل من الأشكال.
لم يعد أمامنا سوى التسليم بحتمية مواجهة مظاهر الخروج عن النص وأصحابها والضرب بيد من حديد على كل يسعى لتعكير صفو الرياضة، والابتعاد عن أهدافها المعروفة والمسلم بها وهى التقريب وليس التفريق، الجمع وليس التشتيت، إعلاء قيم التعاون والود وليس التناحر والعراك.. وعندما نمتلك القوة والقدرة على تحقيق ذلك، ستتغير الصورة للأفضل دون شك.