يضرب به المثل فى الحلاوة والنقاء.. وينصح به خبراء التغذية والأطباء للسليم شفاء وغداء، وللسقيم علاج ودواء.
وخير دليل على فوائد العسل هو حال النحلة والنحال، تبلغ سرعتها 56 كيلومترا فى الساعة، وتمارس عملها طوال حياتها بنشاط وحيوية ولياقة بدنية، أما النحال ففى معظم الأحوال يتمتع بصحة جيدة، وتتأخر علامات الشيخوخة فى الوصول إليه خاصة فى المشيب.
يتدرج لون العسل بين الأخضر الفاتح والأسود الداكن مروراً بدرجات اللونين الأحمر والبنى وهو سائل حلو المذاق ثقيل القوام، يتكون من رحيق الأزهار الذى تجمعه شغالات النحل، وتضيف إليه بعض الخمائر فى معدة العسل الموجودة فى بطونها، وهو بسيط التركيب سهل الهضم سريع الامتصاص.
يتوقف نوع العسل ومذاقه على نوع الأزهار التى يجمع منها، مثلاً يكون فاتح اللون بين الأبيض والأخضر إذا كان من زهرة البرسيم، وأسود اللون إذا كان من زهور حبة البركة، وأحمر اللون إذا كان من زهرة حبة البرتقال.
والعسل عظيم الفائدة للجهاز الهضمى والبطن والعين وسائر البدن، استخدمه ابقراط فى علاج الجلد، كما استخدمه ابن سيناء فى علاج أمراض القلب، ويضيف إليه البعض الخل العادى لتنظيف الأسنان والمحافظة عليها ويستخدمه الأطباء فى الخارج كمطهر للجروح بعد العمليات الجراحية، وفى بعض جزر البحر المتوسط أنواع من العسل فى لون البلور، وفى شيلى وأمريكا الجنوبية زهرة تزداد فيها نسبة السكر يقبل عليها النحل.
ومن نعم الله على الناس أن عسل النحل موجود فى جميع قارات العالم باستثناء المناطق القطبية الشمالية والجنوبية لأنها خالية من مقومات الحياة بالنسبة للنحل.
استخدم الإنسان العسل منذ فجر التاريخ كشراب وطعام ودواء واستخدمه المصريون القدماء فى التحنيط.
وأشهر أنواع نحل العسل المصرى والإيطالى والألمانى والكرنيولي، ويتكون العسل من مواد سكرية وفيتامينات وأملاح معدنية وقليل من البروتين وهو مع رغيف الخبز البلدى يمثل وجبة متكاملة.
وغذاء ملكات النحل يشتمل على نسبة عالية من المواد الغذائية والفيتامينات والمواد السكرية ويميل لونه نحو الأبيض وهو أثقل قواما من العسل تتغذى عليه الملكات طوال حياتها والذكور فى مرحلة من حياتها، وهو الذى يوفر للملكة حجما أكبر ومقومات الخصوبة والتكاثر وكذلك الذكور.
ومن الأمور الشائعة لدى كثير من الشعوب إطلاق اسم عسل على بعض أطفالهم خاصة الصغار منهم على سبيل التدليل ومنهم المصريون الذين يستخدمونه كلفظ شائع فى الحوار بينهم يدل على المحبة والاستحسان بينهم ولاسيما من الأجداد فى النداء على الأحفاد.