من أعظم النجاحات التى تحققت فى السنوات الأخيرة، بناء علاقات دولية قوية مع العالم المتقدم بشكل متوازن، ويرتكز على تبادل المصالح والاستفادة المتبادلة، والاحترام بين الدول لذلك، فإن «مصر ـ السيسي» تحظى بتقدير كبير لدى دول العالم، واستعادت ثقلها ودورها الإقليمى بشكل واضح، وبات العالم يعول عليها كركيزة محورية تساهم فى حفظ الأمن والسلم الإقليمى والدولي.
الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بزيارة غاية فى الأهمية إلى الدنمارك ضمن جولة لشمال أوروبا تتضمن إلى جانب كوبنهاجن، النرويج وأيرلندا، وهو أول رئيس مصرى يزور الدنمارك هذا البلد الذى نجح فى تحدى الطبيعة وحولها إلى حالة نجاح اقتصادى لافت، جعلها تقف فى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً فى الكثير من المجالات سواء النقل والشحن البحرى ولديها شركات دولية هى الأهم فى العالم بالإضافة إلى مجالات الطاقة المتجددة من الرياح وتتطلع أيضاً للتعاون مع دول فى مقدمتها مصر تحظى بموقع استراتيجى فريد، وأيضاً قدرات وإمكانيات بحرية هائلة، وقدرة على توليد الطاقة النظيفة من الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى التطور الكبير فى مجالى الصحة والتعليم وهى حالة فريدة لتحدى الظروف الطبيعية والمناخية وتطويعها لتحقيق التقدم الكبير والذى ينعكس على مستوى دخل ومعيشة المواطن الدنماركى وأيضاً انتشار الشركات والخبرات فى الكثير من دول العالم.
الحقيقة أن الاستقبال الكبير والحفاوة البالغة التى استقبل بها الدنماركيون الرئيس السيسي، على المستويين الرسمى والشعبى من الملك فريدرك العاشر، ورئيسة الوزراء والبرلمان، يعكس مكانة مصر وقيادتها وحرص الدنمارك على تطوير العلاقات مع القاهرة، وترفيع مستوى علاقات البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية، لتضاف الدنمارك إلى القائمة الطويلة من الشراكات المصرية مع الكثير من دول العالم المتقدم سواء الولايات المتحدة، أو الصين أو روسيا والاتحاد الأوروبي، ودول أوروبا، والبرازيل وتركيا، والهند، وهناك عوائد كثيرة من جولة الرئيس السيسى فى شمال أوروبا، والبداية كانت من الدنمارك التى عكست تفاصيل ومضمون الزيارة الكثير من الرسائل المهمة، وتعد الجولة إضافة قوية، لنجاحات الدبلوماسية الرئاسية التى صنعت الفارق فى مسيرة هذا الوطن على كافة المستويات والأصعدة، السياسية، وأيضاً تقارب الرؤى والتنسيق بين القاهرة وعواصم العالم وإيجاد مساحات مشتركة للتفاهم والعمل والجهود على تسوية الأزمات فى المنطقة وتحقيق المصالح المصرية، فى إطار مسيرة البناء والتنمية، وجذب الاستثمارات والتعريف بما لدى مصر من فرص وقدرات وأيضاً الاستفادة من خبرات وقدرات هذه الدولة المتقدمة.
الشراكات الاستراتيجية مع دول العالم المتقدم، لا تأتى من فراغ أو صدفة، فالدول المتقدمة رأت فى مصر الكثير من القوة والقدرة والندية والثقل وفرص عظيمة، لذلك فإن حرص هذه الدول على التقارب مع مصر هو دليل قوة ونجاح الدولة المصرية، والتى تتبنى سياسات متوازنة وتدعو إلى السلام والبناء والاستقرار والعدالة والمساواة، وتقود أكبر ملحمة بناء تنموى واقتصادى وبناء الإنسان أيضاً.
زيارة الرئيس السيسى للدنمارك، ناجحة بكل المقاييس وحققت أهدافها، بداية من اختيار الدنمارك ودول شمال أوروبا ثم من الاستقبال والحفاوة الكبيرة التى قوبل بها الرئيس السيسي، تعكس الحرص على تطوير العلاقات مع مصر وترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية فهذه الدول لا تقدم على أى خطوة إلا بحسابات دقيقة، وتقديرات تقوم على ما تحصل عليه من عوائد، ثم يعكس الاستقبال الكبير والترحيب من ملك الدنمارك فريدريك العاشر، مكانة الرئيس السيسي، وحجم التقدير لمصر وقيادتها، ثم ترفيع العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية، وتوقيع مذكرات تفاهم بينهما للتعاون فى مجالات كثيرة تحقق العوائد للبلدين.
من أهم الرسائل التى تؤكد وترسخ سياسات الدولة المصرية وما يحرص عليه الرئيس السيسي، هو لقاء برؤساء الشركات الكبرى العالمية، حيث اجتمع برئيس شركة شركاء كوبنهاجن للبنية التحتية، والتى تسعى لتعزيز استثماراتها فى مصر فى قطاعات الطاقة النظيفة والمستدامة خاصة فى ظل الفرص الواعدة ذات الصلة المتاحة بالسوق المصرية وإنتاج الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، والتقى الرئيس السيسى أيضاً مجلس إدارة مجموعة شركة «إيه بى موللر ميرسك» والتى تعمل بقوة فى مصر لتطوير بعض محطات الحاويات المصرية بهدف تحويلها إلى محطات عالمية لتداول الحاويات فى شرق وجنوب المتوسط وأيضاً لديها مشروعات لإنتاج وتزويد سفنها بالوقود الأخضر بما يجعل مصر مركزاً إقليمياً لعمليات الشركة سواء تجارة الحاويات أو إنتاج الوقود النظيف، ومن الخطوات المهمة خلال الزيارة إلى جانب ترفيع مستوى العلاقات هو المؤتمر الاقتصادى المصرى الدنماركى وإطلاق مجلس الأعمال بين البلدين بحضور رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات المصرية والدنماركية فى ظل النجاحات التى تحققت رغم التحديات الإقليمية والدولية، وقدرة الاقتصاد المصرى على تجاوزها والفرص التى باتت كثيرة فى كافة القطاعات والبيئة المناسبة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتمكين القطاع الخاص، والتيسيرات والمميزات التى يوفرها الاستثمار فى مصر بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجى الفريد لمصر.
الحقيقة أن لقاءات الرئيس السيسى شهدت عرضاً شاملاً للإمكانيات والقدرات والفرص الاستثمارية التى باتت تحظى بها مصر بعد سنوات البناء والتنمية.
زيارة الرئيس السيسى للدنمارك كانت حافلة وثرية، وحققت نتائج غاية فى الأهمية على كافة الأصعدة سواء الاقتصادية، والاستثمارات والخبرات المتبادلة، والفرص الكثيرة فى مصر وما وصلت إليه بالإضافة إلى الصعيد السياسي، لتقارب الرؤى حول أزمات المنطقة، سواء القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى على غزة وجنوب لبنان والسودان واليمن وسوريا وأمن البحر الأحمر والتأكيد على الرؤية المصرية، بأهمية الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وأيضاً وقف إطلاق النار، والتسويات السياسية للأزمات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية والعمل على التسوية السياسية.