لا تقل إن رأسك يكاد ينفجر من هول ما يحدث فى المنطقة من أحداث متسارعة وحروب تشتعل وميليشيات إرهابية مدججة بأحدث الأسلحة تتحرك فجأة، لتشن هجمات على بعض المدن السورية فى حلب وإدلب وحماة، أو كيف وافقت اسرائيل وأمريكا على وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان، رغم أنه لم يتوقف.. ولا تسأل نفسك كثيراً عن جدوى «طوفان الأقصي» فى ٧ أكتوبر من العام الماضى أو تطرح على نفسك السؤال المؤلم: ماذا حقق «طوفان الأقصي» لفلسطين وشعبها وللمنطقة؟!، فالإجابة تجعلنا نموت ألماً وحسرة، وكأن قطع الشطرنج تتحرك لحساب الشيطان، سواء عن قصد أو غير قصد.. ولماذا تتسارع الأحداث بشكل مذهل، وكأننا نشاهد أحداث فيلم أكشن هوليوودى أو حتى فيلم هندى «بوليودي»، فى عدم منطقية أحداثه؟!.. فالأمور تخرج عن السيطرة والمخطط تتواصل مراحله.. ربما نعود بالذاكرة للماضى القريب، وتسأل نفسك لماذا كان الإرهاب على سيناء؟، وماذا كانت أهدافه؟، ومن كان يقف وراءه؟!
الحقيقة، أن الإجابة باتت حاضرة الآن بشكل أكثر على أرض الواقع.. إذا ربطت بين ما يجرى فى غزة من حرب إبادة على أكثر من مليونى فلسطينى فى القطاع، من أجل إجبارهم على النزوح وطردهم من أراضيهم، فى مسلسل التهجير وتصفية القضية.. كان الإرهاب فى سيناء مرسوماً لتحفيز البيئة المناسبة، إضعاف السيطرة للدولة المصرية على سيناء، ومن ثم يسهل التهجير إليها.. لكن مصر تختلف، عصية لديها جيش وطنى عظيم، نجح باقتدار فى القضاء على المخطط الشيطانى بدحر الإرهاب.
سؤال مهم أيضا، لابد أن تطرحه على نفسك: لماذا هذا الهجوم المفاجئ من الميليشيات الإرهابية فى سوريا على حلب وادلب وحماة؟، وما سر هذه الأسلحة المتطورة والإمكانات والقدرات الضخمة التى تمتلكها وكيف وصلت إليها؟، إن الميليشيات الإرهابية لديها مسيرات متطورة، لتدرك أن أمريكا واسرائيل وراء هذا التحرك مع قوى إقليمية أخري، هى من نفذت القرار الصهيو- أمريكي.
السؤال أيضا: ما علاقة إيران بما يحدث وما هو الرابط بين إيقاف العدوان الاسرائيلى على جنوب لبنان، ثم بعد إعلان الاتفاق تنطلق الميليشيات الارهابية إلى شن هجماتها على بعض المدن السورية والسيطرة على الطرق الدولية والمحاور الاستراتيجية فى سوريا، التى تنقل الإمدادات إلى لبنان وتحديداً إلى حزب الله؟.. أولاً، الهجوم الاسرائيلى على جنوب لبنان جعل حزب الله يسحب قواته وعناصره من سوريا، وأيضا تشتيت إيران فى جبهات مختلفة لا طاقة لها بها سواء فى الاتفاق والدعم بين لبنان واليمن وحماس والفصائل العراقية، ثم تخفيف تواجد قواته فى سوريا، ثم إشغال روسيا فى الحرب مع أوكرانيا.. كل ذلك مخطط وممنهج لإضعاف القدرة والدعم لسوريا من حزب الله وإيران وروسيا المنشغلة بحربها مع أوكرانيا.. وبالتالى لم يتبق إلا الجيش السوري، الذى لم يعد كما كان بسبب دخوله فى مواجهات مستمرة .. والسؤال أيضا: ما هى أهداف هجمات الميليشيات الارهابية على المدن السورية؟!
الحقيقة، أن هذه الأهداف تصب فى صالح الكيان الصهيونى وتمضى وفق ما خطط له بنيامين نتنياهو مجرم الحرب، فيما أعلنه عن تغيير الشرق الأوسط، ويمضى فى إطار مخطط اسرائيل الكبري، أعود للسؤال المهم: من كان وراء الإرهاب وتنفيذه فى سيناء؟، ومن كان الداعم القريب من الحدود المصرية؟!.. وعلينا أن نعود إلى ما حدث فى مؤامرة يناير 2011 واستهداف سيناء واختراق الحدود واستهداف عناصر الأمن المصرية وإشاعة الفوضى والإرهاب فيها.. وللأسف الشديد، هم من يتاجرون بالدين ويرفعون شعاراته ويتسترون براياته، ولم نشهد طلقة واحدة تجاه العدو الصهيوني، وتساءلنا كثيراً أين الأقصى من هؤلاء؟، هل كان الأولى استهداف الجيش المصرى العظيم، الجيش العربى الذى هو ركيزة الأمة العربية، أم استهداف جيش العدو المحتل للأراضى العربية والمقدسات الإسلامية؟!.. وهدف السؤال، هو التأكيد على أن هذه الجماعات والميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان الارهابى أو التى خرجت من رحم هذه الجماعة، تديرها أجهزة مخابرات معادية وهى مجرد أدوات تنفذ أهداف المخطط الصهيو- أمريكي، وتحظى بدعم ورعاية أمريكا وبريطانيا واسرائيل وأطراف إقليمية أخري.. من هنا يجب أن نطرح أسئلة مهمة على عقل المواطن المصرى حتى يعرف قيمة وطنه وقيادته وقيمته كمواطن مصري، بأن هذا الوطن سيظل عصياً وهو الصخرة التى تنكسر وتتحطم عليها المؤامرات والمخططات، وأنه دائما يصنع الفارق ويحقق المستحيلات.
أولاً، هل عرفت لماذا مصر ترفض وجود كيانات أو جماعات أو ميليشيات موازية؟، ولماذا تخلص المصريون من تنظيم الاخوان الارهابى وخطورة استمراره فى مصر على وحدة وسلامة وبقاء هذا الوطن؟، ولماذا نجحت مصر وامتلكت الإرادة والشجاعة والبسالة فى القضاء على الارهاب فى سيناء وسائر ربوع البلاد؟!
ثانياً، هل عرفتم قيمة وعظمة ما حققه الرئيس السيسي، هذا القائد العظيم.. عندما اتخذ القرار التاريخي، تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى العالم وتحويله إلى أقوى جيوش المنطقة وأحد أقواها فى العالم؟.. هل عرفتم قيمة الفكر والرؤى فى إقامة القوات العسكرية العصرية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وامتلاك مصر لأسطول بحرى شمالى وآخر جنوبي؟.. هل عرفتم قيمة صفقات التسليح براً وجواً وبحراً وحاملات الطائرات، انها قضية وجود، وهى التى تعد صمام الأمان والضامن لأمن واستقرار هذا الوطن؟
ثالثاً، هل أدركتم ما يراد ويحاك لمصر وانها هى الهدف فيما يجرى فى المنطقة وانها هى الجائزة الكبرى والهدف النهائى للمخطط؟.. هل تتابعون كيف تتغير آليات الحرب وأدواتها وتنتقل من أسلوب لآخر، ما بين حروب تدميرية تقليدية مباشرة إلى حروب بالوكالة من خلال دعم الميليشيات الارهابية، التى تمسك قوى الشر بـ «ريموت» تحريكها على الأرض، ثم أسباب حرب الأكاذيب والشائعات والتشكيك على مدار الساعة.. وهل عرفتم لماذا تم تدمير العراق وليبيا وما يجرى الآن فى السودان، لاحظ أن حدود مصر مع ليبيا 1200 كيلو متر ومع السودان أكثر من ألف كيلو متر؟.. وهل عرفتم لماذا تتمادى إثيوبيا فى تعنتها وأسباب ما يجرى فى البحر الأحمر؟!.. فالهدف فى النهاية هو مصر.. من هنا فإن الالتفاف والاصطفاف حول القيادة السياسية شديدة الوطنية والإخلاص والشرف، هو واجب وطنى وإدراك أن ما يروج من أكاذيب وشائعات هو أمر مقصود، فى إطار الحرب والمؤامرة على مصر.. لأن الشعب المصرى هو صمام الأمان لهذا البلد.. وهم يدركون، أقصد «قوى الشر» ذلك.
تحيا مصر