يسطر شهداؤنا من أبطال القوات المسلحة بدمائهم الذكية تاريخاً مشرفاً للوطن والتضحية من أجله وستظل البطولات التى قدموها خالدة بحروف من نور فى تاريخ مصر وسيظل المجد دائماً وابدا هو تاج شهدائنا الأبرار، ونتيجة لمكانة الشهيد الكبيرة فى قلوب المصريين، تحتفل مصر وقواتها المسلحة فى يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد.
ومع احتفال مصر بـ «يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الذكية تاريخ وطن عريق علم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بجهود أبنائها المخلصين.لم يتردد فى إنقاذ زملائه.. لم يفكر فى نفسه وحاله وماله.. احتضن بقلب الأسد أحد التكفيرين بحزامه الناسف لينفجرا بعيدا عن أفراد الموقع.. ليتحول لأشلاء.. مضحيا بنفسه طالبا الشهادة.. هو الشهيد المقاتل محمد أيمن أبو شويقة ابن محافظة دمياط.
أنقذ 8 من زملائه 2 ضباط، و4 جنود، وإثنين من السائقين، من الحزام الناسف الذى كان يحمله أحد العناصر التكفيرية ، لتفجير الموقع الذى كانت تتم مداهمته بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش، بعدما نزل من العربة «الهامر» فى مقدمة القوة، وسلاحه جاهز فى وضع الاقتحام، أحس العنصر التكفيرى الموجود بالعشة بدخول الجندى البطل إليه، بادر بتفجير نفسه بالحزام الناسف، فاحتضنه الجندى البطل، وجنب رفاقه الموجة الانفجارية الضخمة، التى حولّت جسده الطاهر إلى أشلاء.
المقاتل محمد أيمن أبو شويقة، ابن محافظة دمياط ، من مواليد مركز كفر سعد، قرية الإبراهيمية القبلية، حاصل على مؤهل متوسط دبلوم ثانوى صناعى قسم زخرفة، لم يتجاوز عامه العشرين، فهو من مواليد 1 يناير 1995 ، وكان يفصله عن عيد ميلاده الحادى والعشرين 15 يوما فقط، قدم حياته فداء لتراب سيناء ، والتحق بالقوات المسلحة فى 20 أكتوبر 2014، وعمل مع رفاقه من وحدات الصاعقة فى شمال سيناء.
كان المجند البطل متميزا بين أقرانه فى اللياقة البدنية، وكان أيضا ضمن مجموعات المهام الخاصة، التابعة لوحدات الصاعقة فى شمال سيناء، التى تشترك فى المهام والعمليات الخطرة، وكانت هناك مهمتان على كاهل وحدات الصاعقة تنفيذهما ليلة استشهاده، الأولى تأمين فوج أجازات مجندين، والثانية مداهمة بؤرة إرهابية بقرية المساعيد بالعريش، وكان من المقرر أن يشترك المجند البطل فى مهمة تأمين الفوج، إلا أنه أصر وطلب من قائده المباشر تغيير المهمة ليشارك فى المداهمة ويلقى ربه شهيدا من أجل تراب الوطن.
كان البطل أحد أبناء وحدات الصاعقة الأشداء، الذين رسموا على قلوبهم وجه الوطن، وصارت الشهادة فى سبيله أسمى غاياتهم، حتى يصبح من الذين قال فيهم الله تعالي: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، فقد أقسم الشهيد على الثأر لزملائه وأصدقائه من الشهداء، الذين فاضت أرواحهم الطاهرة فى الكتيبة 101، وأثناء الهجوم على أكمنة الشيخ زويد ورفح، وكل من قدموا دماءهم الطاهرة فداء لتراب سيناء المقدس، ليحيا كل مصرى ومصرية فى أمن وأمان.
كانت أروع الأمثلة فى البطولة والفداء، التى ضربها أبو شويقة، حينما استجاب لنداء السماء، وكان المجند قبل استشهاده يعرف أن خطواته تلك يخطوها نحو زميله الذى اُستشهد قبله بأيام، محققًا رؤية فى منامه رأى فيها زميله الشهيد يأكلان سوياً تحت شجرة، وكان المُجند قد رآها ورواها لضابطه وزملائه ليلة استشهاده.
قال عنه قادته: «لم تكن الابتسامة تُفارق وجهه فى ذلك الصباح ونحن فى طريقنا للمأمورية « والذى شعر بأنها نظرات الوداع، ولحظات ما قبل الزفاف إلى الجنة، للقاء صديقه الشهيد.
القوات المسلحة أقامت جنازة عسكرية مهيبة للجندى البطل فداء لما قدمه فى خدمة وطنه، حضرها قيادات القوات المسلحة، من الجيش الثانى الميداني، ووحدات الصاعقة، إلى جانب قيادات مديرية أمن دمياط، تكريما للبطل الذى فاضت روحه وهو يدافع عن حق كل مصرى فى الأمن والحياة.