تحل ذكرى التأسيس الـ 71 لجريدة الجمهورية العريقة اليوم 7 ديسمبر، وهى الجريدة التى أسستها حكومة ثورة يوليو المجيدة عام 1953 لتكون صوت الثورة النابض، وجسراً إضافياً فى نسيج واحد يربط الشعب المصرى العظيم وقواته المسلحة، لتمثل باكورة صحافة ثورة يوليو المدافعة عنها والمتبنية لأفكارها وأهدافها ولتكون أول صحيفة يومية تصدر عن الثورة وتعبر عن لسان حال الشعب المصرى الملتف حول ثورته المجيدة.
وكفى فخراً لجريدة الجمهورية العريقة أن يكون تأسيسها والإشراف عليها على يد شخصية تاريخية عظيمة، وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وقد مثلت الجريدة منذ تأسيسها، وخلال السنوات والعقود التى تلتها، مرآة كاشفة وعاكسة لأولويات ومحددات السياسة الخارجية المصرية، وقد كانت خير عون فى نقل مقاصدها وأهدافها عبر المراحل التاريخية المختلفة، لتمثل بحق ومنذ بدايتها لسان حال الأمة الطامحة للتحرر والمعادية للاستعمار والمنادية بعدم الانحياز والمدافعة عن حق تقرير المصير للشعوب المستضعفة حول العالم، ولتمثل إحدى الأدوات الأساسية المعبرة عن عهد جديد لمصر الحديثة الطامحة لشغل مكانها الملائم والذى تستحقه فى طليعة الأمم الحرة والمتقدمة.
لقد مثلت جريدة الجمهورية عبر السنوات التى تلت تأسيسها أكثر من مجرد جريدة يومية، فهى مؤسسة متكاملة تُعنى بكافة المجالات والتخصصات التى تهم الشعب المصري، بما فى ذلك الجوانب السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية والفنية والثقافية والتكنولوجية والعلمية والدينية وغيرها. وقد كان لهذا النطاق الواسع من التداخل والاهتمامات الصحفية دور كبير فى أن تتحلى الجريدة بشعبية كبيرة لدى أبناء الشعب المصرى من كافة الفئات والطبقات والاهتمامات، وهو ما جعلها إحدى الصحف القلائل التى تتواجد باستمرار فى قمة ترتيب التوزيع والمتابعة فى مصر.
وعلى المستوى الشخصي، تحتل جريدة الجمهورية الغراء ذكريات لا أنساها، حيث سبق لى المشاركة فى رحلة أوائل الثانوية العامة التى تنظمها الجريدة بصورة دورية خارج مصر كجزء من دورها الاجتماعى الكبير وسعيها لدعم المتفوقين وتمكينهم من التعرف على الثقافات المختلفة. ويشاء القدر أن أكون فى استقبال نفس الرحلة التى دأبت جريدة الجمهورية على تنظيمها عقب مرور أكثر من 30 عاماً على مشاركتى بها كطالب، وذلك خلال عملى سفيراً لجمهورية مصر العربية فى برلين.
وختاماً، فإنه يطيب لى فى هذه المناسبة الكريمة، أن أتقدم لجريدة الجمهورية ولأعضاء مجلس إدارتها وهيئة تحريرها ولكافة العاملين بها، بخالص التهنئة بمناسبة حلول ذكرى تأسيسها الـ 71، مُشجعاً إياهم على الاستمرار فى مسيرة الجريدة الحافلة، باعتبارها احدى الروافد الأساسية لذاكرة الأمة المصرية، ومكتسباً مهماً لدولتنا الحبيبة فى نضالها من أجل التحرر والاستقلال والحرية والكرامة.