71 عامًا.. ليس عُمْرُ جريدة بل عمر «الجمهورية» التى أصدرت الجريدة لتعبر عنها وتحمل أفكارها وتتبنى شعاراتها، وطوال العقود السبع لم تتخاذل الجريدة يومًا عن رسالتها ولم تتراجع عن ثوابتها التي هي بالأساس ثوابت الجمهورية المصرية.. ما بين «الجمهورية» الجريدة والجمهورية الدولة، رباط متين وسياق لم يختلف، من يومها الأول تترجم الجريدة خطوط الجمهورية وثوابتها لتصل إلى كل الشعب الذين هم قراء الجمهورية، تماس فى الكلمة وترابط فى الحروف وتوحد في المبادئ ومثلما رصدت وساهمت في بناء الجمهورية الأولى، فهى الآن تمارس نفس الدور بمهنية وموضوعية ووطنية مع الجمهورية الجديدة. صنع أجيالًا تتعامل مع الصحافة كانتماء مثل الوطن.
على جدران الجريدة تطل علينا صورة الزعيم مؤسس الجمهورية، دولة وصحيفة، جمال عبد الناصر الذى حول حلمه إلى واقع من خلال إخلاص صديقه أنور السادات لتسجل الجريدة لحظة بلحظة ميلاد الجمهورية وترسيخ قيمها وتحقيق مبادئها الثورية الستة، وتخوض معاركها ضد الكارهين لحرية الشعب واستقلالية الدولة، وتتصدى بسلاحها القلمى النافذ لكل المتطرفين وأصحاب الأفكار المسمومة، وتفضح المتآمرين، وفى الوقت نفسه تدعم مؤسسات الدولة وتبنى وعيًا وترسخ القيم والثوابت المجتمعية، وتساند كل مشروع وطني من أجل أن ينجح.
التاريخ طويل والمعارك ممتدة من الرئيس عبد الناصر وتأسيس «الجمهورية» الأولى، إلى القائد عبد الفتاح السيسى وتدشين الجمهورية الجديدة بكل ما تعنيه من مبادئ أولها كرامة المواطن وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة واستقلالية القرار وحماية الأمن القومي.
الجريدة شاهدة على كل ما تحقق على أرض الجمهورية وقادتها، أزمات وتحديات، حروب وثورات نجاحات وإخفاقات، سجل موثق لـ 71 عاما من الجمهورية المصرية، تحكيه بأقلام كتابها، وتناولها الواعي لكل القضايا وانحيازها الدائم للوطن والمواطن وليس الأشخاص.
بداية من ثورة 23 يوليو التي من رحمها صدرت الجمهورية بقرار من زعيم الثورة جمال عبد الناصر وبقيادة بطل الحرب والسلام أنور السادات مرورا بكل ما عاشته مصر من أحداث انكسارات وانتصارات تحديات وبناء عقبات ونجاحات.
واليوم «الجمهورية» تحتفل بعيدها الـ 71 فهى تعيش أجواء جمهورية جديدة تبزغ بأفكار حديثة وثوابت ديمقراطية رائدة، تعايش الجريدة ميلاد الجمهورية الجديدة، بناء وفكرًا وعقيدة وحلمًا، ترصد كل خطوة إنجازًا تحقق على أرض واقعها المبشر بمستقبل واعد، وتقف مدافعة عن الدولة الوطنية ومؤسساتها.
على أوراق الجمهورية جرى تسجيل وتوثيق كل بذرة بناء وضعت على أرض الوطن، وكل فكرة نبتت ونمت واينعت، وكل قرار فتح الباب لتطور، وكل رؤية خلقت مساحة لفكر جديد.
مثلما كانت الجريدة فى انطلاقتها معبرة وناطقة عن الثورة وقيادتها في 52، فهى الآن معبرة ومجسدة لحلم الجمهورية الجديدة، التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسى بقناعة وطنية ورؤية سابقة لعصرها ورغبة في صناعة التغيير والتطور.
ليس هناك مشروع قومى لم تسجل تفاصيله «الجمهورية»، وفي المقدمة بناء الإنسان المصري مصدر قوة الدولة المصرية وبطل القصة من البداية، وكل ما يتم من إعادة بناء للدولة المصرية.
من قناة السويس الجديدة، المشروع الذي أظهر معدن المصريين، وتطوير قدرات الجيش المصرى ليصل إلى مرتبة عالمية راقية ويمتلك كل قدرات الردع لحماية الأمن القومى والمصالح الإستراتيجية.
وإعادة بناء الشرطة الباسلة لتواصل دورها في تحقيق الأمن لكل المصريين.
مرورا بالمناطق الحضرية التى أنقذت سكان العشوائيات من خطر الموت، والمشروع القومى للطرق الذى غير وجه مصر وفتح شرايين جديدة على خريطتها العامرة، وحياة كريمة التي أنهت عقودا من الإهمال للقرى وأهلها وأنصفت 60 مليون مصرى فى التنمية وصولا إلى المبادرات الصحية التي حمت صحة المصريين، مكافحة فيروس «سي» الذي نهش أجساد ملايين المصريين لعقود وتخلصنا من خطره بمبادرة وطنية عبقرية أشاد بها الجميع ومبادرة 100 مليون صحة الأكبر عالميا، ومن رحمها خرجت أكثر من 15 مبادرة صحية أخرى استفاد منها أكثر من 92 مليون مواطن.
والمواطنة التي ترسخت على أرض الواقع فعلاً، ثم خطوات تحقيق حلم توطين الصناعة والـ 155 مليار دولار صادرات.
جريدة «الجمهورية» كانت دائما حاضرة ورائدة وموثقة بالكلمة والصورة والشهادات المتخصصة لكل خطوة إعادة بناء الدولة بعدما كادت أن تنهار تماما تحت حكم الجماعة الإرهابية «الجمهورية» كانت جزءا من مواجهة المخطط الإخوانى على مدار تاريخها، فمنذ صدورها وهي كاشفة لهذه الجماعة الخائنة، عاصرت «الجمهورية» وتابعت حلم القائد عبد الفتاح السيسى يوما بيوم، وواجهت معه ومع مؤسسات الدولة الوطنية كل التحديات تصدت للفكر المتطرف لتكون عونا لرجال القوات المسلحة والشرطة في معركة تطهير مصر من هذا الخطر، فتحت أبواب التنوير عبر صفحاتها بكل السبل ثقافة وفنا، تنمية الوعى وترسيخا لمعانى الهوية الوطنية.
كانت الجمهورية وما زالت صوتًا من قلب الوطن لا توارى ولا تجامل في مصلحة مصر ولا تزايد على أحد، رسالتها المهنية وكل غايتها الوطن وكيف يمكن أن يكون فى المكانة التي يستحقها، لم تتورط «الجمهورية» يوما كقطيع دون وعى فيما يضير الوطن أو يسييء إليه، بل ظلت رائدة تقود الرأى العام بمسئولية وطنية وتنير الطريق لفكر مختلف وتناقش القضايا بعقلية موضوعية، وترصد الواقع بحيادية، ولهذا كان اكتسابها المصداقية التي ضمنت لها الاستمرارية، ولم يكن مصادفة أن يكون مبناها الجديد واحدا من أعلى البنايات فى الشارع الأشهر وسط القاهرة، فبقدر علو مكانتها لدى القارئ بقدر ما كان علو بنائها، ويقدر تميز مضمونها بقدر تفرد موقعها فى قلب وعقل كل مصري، فهى الجريدة التي لا يستغنى عنها القارئ في كل مراحل عمره، طالبا يتابع ملاحقها التعليمية الحصرية، ومواطنا لا يجد تفاصيل ما يخصه من أخبار البلاد إلا على صفحاتها وعاملا يتقصى أخباره من متونها ورياضيا يجد لديها التميز والتفرد فى تغطياتها وعاشقا للفن يثق أنها تفرد مساحات للإبداع.
وقبل كل هؤلاء المواطن البسيط الذي ارتبط بـ«الجمهورية» لشعوره إنها القريبة منه المشغولة بهمومه المعبرة عن أحلامه.
إن رسالة «الجمهورية» متواصلة، وقد تشرفت بتولى رئاسة تحريرها وأحاول مجتهدا أن استكمل ما حققته من مكانة بفضل أجيال لا يمكن أن توصف إلا بالمهنية والإبداع ورؤساء تحرير كانوا أصحاب فكر وأخلصوا للمهنة والوطن والجريدة فأسسوا مدرسة صحفية راقية لها منهجها المستقل وثوابتها المهنية، ولديها فريق صحفى متميز بالمهارة والإخلاص، وهذا الجيل الحالي الذي يقود الصحفية يتميز بالمثابرة وعشق المهنة ولا يشغله إلا أن يحافظ على «الجمهورية» العملاقة كي تظل فى مكانتها عند القارئ الذي مازال مرتبطا بها، ويستثمرون فى ذلك قناعة الدولة والقيادة السياسية بالدور الوطنى للصحافة القومية وضرورة الحفاظ عليه، وهو ما تجسد في دعم ومساندة لا تتوقف من خلال الهيئة الوطنية للصحافة ورئيسها المهندس عبد الصادق الشوربجى الذى لا يتردد لحظة فى الاستجابة لكل ما يدعم الرسالة الوطنية للصحافة ويسهم فى الارتقاء بالأداء المهنى وتطور أدواته لتناسب العصر ولتظل منارة للتنوير وتنمية الوعى ومواجهة كل ما يهدد الوطن من مخاطر وتحديات بالكلمة المسئولة والتناول الموضوعي والحفاظ على الأخلاقيات الصحفية.