يعد العنف ضد النساء والفتيات هو أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعا على مستوى العالم، فقد أشارت أحدث التقديرات، إلى تعرض ما يقرب من امرأة واحدة من كل ثلاث نساء فى سن 15 عاماً أو أكثر، للعنف الجسدى أو الجنسى من قبل الشريك الحميم أو العنف الجنسى من غير الشريك أو كليهما مرة واحدة على الأقل فى حياتهن، مما يشير إلى أن مستويات العنف ضد النساء والفتيات ظلت دون تغيير إلى حد كبير على مدار العقد الماضي.
لذلك طالـــب الأمين العام للأمم المتحدة – هذا العام – بضــرورة الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة، ولعل تلك المطالبــــات مســتمرة منذ 1981 عندما اختار عدد من النشطاء الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر – الموافق اليوم العالمى لحقوق الإنسان، لتكون هى الحملة الدائمة لمناهضة العنف ضد المرأة.
يعود اختيار 25 نوفمبر لاغتيال الأخوات ميرابال الثلاثة، كن ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان، تمتعن بدرجة عالية من الجمال، بأمر من الحاكم الدومينيكى رافاييل ترخيو، وكن من معارضين حكم ترخيو الذى اتسم بالديكتاتورية. وفى أحد الأيام تم دعوة الأخوات الثلاثة لحفل فى قصر الحاكم، وهناك تعرضت واحدة من الأخوات الثلاثة للتحرش الجنسى من قبل الحاكم مما دفع ثلاثتهن للانفعال على الحاكم وصفعه أمام الحاضرين وإهانته، فأشتعل غضبه وقرر حينها الانتقام من الأخوات الثلاثة.
بدأ فى مضايـــقة الأخـــــوات ميرابال والتضييق عليهن وفى نهاية المطاف، تحديداً فى 25 نوفمبر 1960، أرسل اثنان من أتباعه للترصد بالفتيات فى طريق عودتهن للمنزل وقتلهن بطريقة وحشية، وتخليداً لهن، أصبح 25 نوفمبر هو بداية الحملة السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة.
تم اختيار اللون البرتقالى ليدل على مناهضة العنف ضد المرأة فى العالم، لأنه لون شروق الشمس، وهو دليل على الأمل والثقة فى أنه يوما ما سيعيش البشر فى عالم خال من كافة أشكال العنف ضد المرأة، وهو ما يتمناه جميع البشر ليس فقط خلال الـ 16 يوما، ولكن طوال العام وكل الأعوام… ولعلنا ندرك هذا العالم الذى يخلو من عنف الانسان ضد اى انسان سواء كان من نفس جنسه أو من جنس آخر « الرجال – النساء «، فالاديان السماوية جميعها تأمرنا قبل ظهور الأمم المتحدة بحرمة الإنسان على الإنسان، وتحث الرجال على الرفق بالنساء ومعاملتهن بالخير والمعاملة الحسنة، وكذا معاملة كافة البشر، وهو ما يجب علينا الالتزام به، لنعيش جميعاً فى سلام.