غدا يمر 71 عامًا على تأسيس صحيفة «الجمهورية» لكى تصبح صوتا ولسانا للثورة التى قادها الضباط المصريون الاحرار عام 1952على النظام الملكى الذى كان يحكم مصر فى ذلك الوقت، وتنقل تحركات وفعاليات الثورة التى تحولت إلى ثورة شعبية شارك فيها ملايين المصريين لترسى مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فتحولت من مجرد صحيفة مؤدلجة تتحدث باسم أشخاص يقودون ثورة.
استمرت صحيفة «الجمهورية» داعمة للشعب المصرى طوال مرحلة التأسيس والعدوان الثلاثى على مصر صوتا قويا ولسانا صادقا بالحقيقة وتوجيه المصريين إلى ما يحدث من عدوان على بورسعيد وتنقل لهم بطولات المقاومين الذين كانوا يتصدون ببساطة للغزاة، ثم تنقل إلى أبناء بورسعيد ما يتحدث به الشعب وما يقدمه لهؤلاء الابطال من دعم مادى ومعنوى وعسكرى فى الوقت الذى فرض فيه الغزاة الحصار على بورسعيد لتيئيس أهلها وإثنائهم عن الاستمرار ولكن صحيفة الجمهورية كانت بمثابة السلاح المعنوى المهم فى تلك المعركة.
كانت صحيفة «الجمهورية» بمحرريها وكتابها سندًا للجيش المصرى الذى تعرض لهزيمة كبيرة عام 67 ولم يسن كتابها أقلامهم ضده ولكنها كانت أداة من أدوات البناء والتوجيه المعنوى لتساهم فى تحويل الهزيمة إلى انتصارات متعددة من خلال ما كانت تقوم به القوات المسلحة فى حرب الاستنزاف من بطولات وتدمير لقدرات العدو الإسرائيلى من بورسعيد شمالا إلى السويس جنوبا، مما كان له دور كبير فى إعادة بناء جسور الثقة بين الجيش والشعب.
ويوم السادس من اكتوبر 1973 تسابق محرروها ومصوروها العسكريون إلى التواجد وسط الجنود العابرين لخط بارليف الذى بناه الاسرائيليون شرق القناة ونقلت أنباء النصر ورفع علم مصر على أرض سيناء وتابعت تحركات الجيش المصرى لحظة بلحظة وصولا لتحرير آخر نقطة فى سيناء.
طوال الواحد والسبعين عاما الماضية أخدت صحيفة «الجمهورية» خط ونمط الصحافة الشعبية التى تتحدث بلسان الناس واقتربت بأخبارها وتحقيقاتها من البسطاء تنقل صوتهم ومطالبهم لصانع القرار ولم تتغيب أو تحيد عن ذلك الخط يوما واحدا ووقف أبناؤها فى ميدان التحرير يوم 25 يناير بجانب المصريين الذين كانوا يهتفون «عيش..حرية.. عدالة اجتماعية»، ولم تغب يوم 30 يونيو عن التواجد بين المصريين فى جميع الميادين الرافضين لجمهورية الاخوان الارهابية.