حال الكرة المصرية لم يكن يسر عدواً ولا حبيباً فى الفترة الماضية، أو بالأحرى منذ 14 عاما عندما حقق منتخبنا كأس الأمم الأفريقية لآخر مرة عام 2010 فى حقبة ذهبية امتدت للفوز بثلاث بطولات متتالية لأقوى بطولة كروية على مستوى المنتخبات فى أفريقيا، ولكن يدور تساؤل الجميع فى الوسط الكروى عن المنتظر من مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الجديد برئاسة هانى أبو ريدة والذى يتولى المهمة بعد أيام ولأربع سنوات قادمة.
المطلوب من مجلس الإدارة الجديد، والذى يضم الكثير من رجال الأعمال والقليل من الخبرات الكروية على عكس ما كان يطلب الجمهور الطامع فى تعديل حال الكرة المصرية، الكثير من أجل إصلاح الأوضاع فى كل مجالات الكرة.
وقبل أن نخوض فى متطلبات إعادة الكرة المصرية للمسار الصحيح، أحب أن أوضح أننى كنت أطالب بأن تدخل قوائم كثيرة للمنافسة على مقاعد الجبلاية ويكون الفوز فى النهاية من نصيب الأقدر على قيادة دفة الكرة المصرية بدلا من دخول القائمة الواحدة الذى يبدو كما لو كان المجلس قد جاء بالتعيين، مثلما حدث فى الدورة الماضية التى تراجعت فيها الكرة المصرية للحضيض، ولكن ما باليد حيلة!!
والحقيقة أن الكرة المصرية تحتاج للكثير من العمل حتى تعود للمسار الصحيح ويكاد يكون العمل مطلوباً فى كل المجالات بدون استثناء المسابقات واللوائح والقوانين والتحكيم والملاعب ومنظومة الناشئين وغيرها من المجالات.
ونبدأ من اليوم وعلى حلقات تقديم النصح للمجلس الجديد فى كيفية التخلص من السلبيات والانطلاق بالكرة المصرية لآفاق اخرى ونبدأ اليوم بالمسابقات المحلية التى تراجعت جدا بالمقارنة بالبطولات المحلية فى باقى انحاء العالم، وكانت المقارنة سابقا تدور بين المسابقات المصرية ونظيرتها فى أوروبا، ولكن فى الفترة الأخيرة بدأت المقارنة تدور حتى بين المسابقات عندنا ونظيرتها فى الدول العربية المحيطة التى تطورت بشكل ملحوظ بالرغم من الفارق الكبير فى التاريخ.
وتحتاج الكرة المصرية إلى الكثير من تطوير المسابقات المحلية، بعيدا عن الفترة الإنتقالية التى أقرها الاتحاد الذى أنهى مهامه مع رابطة الأندية، بإقامة دورى انتقالى من موسمين بنظام مختصر من 25 جولة فقط بدلا من النظام المعتاد من دورين من 34 جولة بما يوفر 9 جولات كاملة.
ولكن المشكلة ستعود حتما عندما يعود الدورى إلى نظامه المعتاد بداية من موسم 2026-2027 ويعود معها ضغط الأجندة وبالتالى فعلى اتحاد الكرة، بالاشتراك مع رابطة الأندية أن يضعوا من الآن كافة الضوابط للمسابقة المعتادة بحيث لا تعانى من أزمات الفترة القادمة.
والنسبة لبطولة كأس مصر أقدم البطولات المصرية وهى المسابقة التى يختص بتنظيمها اتحاد الكرة نفسه، فعلى إتحاد الكرة أن يضع برنامجها على مدى الموسم وفى أوقات محددة فى الأجندة أسوة ببطولة كأس إنجلترا المعروفة باسم FA Cup حيث يتحدد سنويا مواعيد دقيقة لإقامة كل أدوار البطولة على مدى الموسم على أن تقام المباراة النهائية فى ختام الموسم بعد انتهاء الدوري، بدلا من النظام المعتاد بتكدس مباريات الكأس كلها فى نهاية الموسم كما حدث فى الموسم المنصرم أو تأجيل الأدوار الحاسمة للموسم التالى كما حدث فى المواسم الأربعة الأسبق.
ونفس الحال بطولة كأس الرابطة التى يجب تحديد مواعيد دقيقة فيها مع وضع الضوابط الكافية لإقامتها بدون الدوليين فى مواعيد الأجندة الدولية حتى لا تؤثر على باقى الارتباطات.
وأواصل فى حلقات قادمة تقديم كل ما يحتاجه الاتحاد القادم لتطوير الكرة المصرية، وأفلح إن صدق.