فجأة.. اشتعل الصراع أكثر وأكثر فى سوريا بين عشية وضحاها وسقط المزيد من الضحايا وكشرت الأنياب المشبوهة عن أغراضها فسالت الدماء وتهدمت المنازل فوق رءوس أصحابها ليتكرر سيناريو العنف والتقتيل والنسف والتدمير..
وكأن الصورة الموجعة هى نفس الصور التى يشهدها الناس فى غزة منذ أكثر من 14 شهرا متتالية.
لكن ما تتسم به هذه المعارك الجديدة أن أعداء الأمس يتعاملون مع بعضهم البعض ليتفقوا على كلمة سواء وكأن الكوارث تزول آثارها بفعل الزمن وهذا غير صحيح بطبيعة الحال..
المهم.. فى ظل تلك الظروف فإن السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
هل من المصلحة العربية بصفة عامة ومصلحة السوريين بصفة خاصة أن يبقى بشار الأسد على قمة النظام فى سوريا أم حان الوقت للبحث عن البديل؟!
بكل المقاييس إزالة الأسد عن مقعد الحكم يخلق معارك أشد وأعنف وسوف يترك نتائج طاغية لن يكون من السهل التعامل معها بحسن نوايا أو بصدق توجهات لأن القلوب مليئة بمشاعر الألم والرغبة فى الانتقام وضرورة البحث عن معادلة أكثر تجاوبا وأسرع فهما وإدراكا..
وعلى الجانب المقابل فلنكن صرحاء مع أنفسنا:
وهل الاستمرارية بالنسبة لبشار الأسد تعصف بمقدرات السوريين الذين تتضاعف أزماتهم.. ومشاكلهم لتبدد تطلعاتهم يوما بعد يوم..؟!
الإجابة التلقائية والعادية.. نعم وألف نعم..!
إذن ما هو الحل؟
الحل مهما اختلفت الرؤي.. ومهما تعارضت المصالح فيظل الخيار الثانى هو الأوفق إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا..وإلا تحوَّلت سوريا إلى عراق آخر وتمزق أهلها إلى شيع وأحزاب صغيرة وإلى متطرفين وغير متطرفين كما هو الحال فى اليمن وليبيا والصومال وغيرها وغيرها.
وفى جميع الأحوال.. إذا لم ينتبه السوريون إلى ما يحاك ضدهم فسوف تميد بهم الأرض مما لا يبقى عليهم ولا يذر..!
>>>
على الجانب المقابل فهناك وطن عربى آخر يغلى ويذرف أبناؤه الدم من العيون بدلا من الدموع الحائرة ألا وهو السودان وها هو عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى يستنجد بمصر لحماية بلاده من الأخطار المحدقة التى تحيطها فى خبث ونذالة وفقدان ضمير مما تسمى بقوات الدعم السريع التى يمكن أن تعمل لصالح جهات خارجية إمعانا فى إعادة تقسيم السودان.
وهكذا.. تتضح لنا خبايا وأسرار شبح التقسيم والتجزئة – لا سامحهم الله.
>>>
ولعل ما يثير مشاعر القلق والتوتر بل والخوف والحزن ما صرح به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والذى غلفه فى صورة تهديد شديد وقاسى النزعة بقوله.. إذا لم يتم حل مشكلة الرهائن قبل موعد تنصيبه فى 20 يناير القادم فسوف يضرب الفلسطينيين فى غزة ضربة لم يعهدوها من قبل باستخدام أسلحة لم تخطر على بالهم.
التصريح ولا شك يذكِّر العالم كله بالتصريح الذى سبق أن أدلى به الراحل هارى ترومان والذى أعقبه بضرب اليابان بالقنبلة الذرية فحدث ما حدث وضاعت كل إنجازات البشرية على مدى عقود وعقود.
فهل يتكرر نفس السيناريو؟
الله وحده أعلم..
>>>
الآن.. اسمحوا لى أن أنتقل بكم إلى واحة الأمن والأمان وإلى مهد المحبة والود والتعاطف الوجدانى .. مصر التى أخذت تركز خلال الفترة الماضية على تطوير وتحسين وتعميق الوعى لدى المصريين والآن يمكن القول إنها نجحت إلى حد كبير.. والدليل أن الناس جميعا أدركوا أن ارتفاع قيمة الجنيه فى مواجهة الدولار لن يكون بالهجوم والصياح وإصدار البيانات الحماسية بل لابد من العمل والإنتاج وزيادة حجم الصادرات والنهوض بالسياحة.
المهم.. أن هذه الأمور أصبحت أساس الفكر الجديد وإن شاء الله تتحقق الأهداف ولننتظر ونرى وعندئذ نقيم الحفلات والليالى الملاح.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
قبل أن أنهى كتابة هذا المقال.. خطر ببالى سؤال عابر رأيت أن أشرككم فى الإجابة عنه.
السؤال يقول:
هل ارتفاع أسعار زينة العام الجديد يستحق أن تجأر بشأنه الأصوات شاكية أو محتجة أو معترضة؟!
لا.. يا سادة.. إن هذه الهدايا ليست طعاما أو شرابا أو حتى شحذا لهمم أناس بسطاء أو غير بسطاء.. إنها تلكيكة من التلكيكات إياها والتى نعلن جميعنا أننا لا نعترف بها ونرفض التعامل معها.
>>>
و..و.. شكراً