ما يستنزف فى صراعات تستمر سنوات ينتهى بالحوار فى ساعات.. وبدلاً من النزاعات والتوترات والأزمات نفتح أبواب التعاون والشراكة والمصالح المشتركة وفق محددات ومبادئ ثابتة.. فلا مجال للتدخل فى الشئون الداخلية للدول والاحترام المتبادل يسود وتبادل المصالح وترسيخ التعاون والشراكة تحقق آمال وتطلعات الدول والشعوب.. والانفتاح على الجميع.. ولا دخول فى أحلاف أو معسكرات.. هذه ملامح ورؤى ومبادئ الدبلوماسية الرئاسية المصرية التى استثمرت بأروع ما يكون فى العلاقات الدولية والخارجية لمصر.. وباتت ترتبط بعلاقات قوية وشراكات إستراتيجية مع جميع الدول الكبرى والمتقدمة.. حتى من بينهم صراعات ومنافسات ضارية مع بعضهم البعض.. ورغم ذلك علاقات مصر قوية بالجميع.. ليس هذا فحسب بل تسعى إلى رأب الصدع.. وفتح منافذ الحوار وتغليب لغة العقل وتدعم كافة المبادرات الهادفة إلى تحقيق السلام والاستقرار.. لذلك تعيش أزهى عصور الأمن والاستقرار بفضل حكمة قيادتها السياسية.. فلم تنجرف إلى مغامرات بل التزمت الهدوء والثقة والصبر الإستراتيجى بأرقى أنواع الأدب والترفع.. إنها «مصر– السيسى».
إنجاز من نوع فريد حققته الدولة المصرية على مدار 10 سنوات ومازالت تحقق طفرات وقفزات وتخلق لنفسها شخصية دولية فريدة وشديدة الخصوصية فى علاقاتها الدولية التى تنبع من إرادة وطنية وحكمة بالغة وتوازن دقيق.. ومصداقية وشرف وحرص على تحقيق المصالح المشتركة والاستفادة المتبادلة لتلبية تطلعات الشعوب.
سياسات الحكمة والتوازن والعلاقات الدولية التى تقوم على الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول أو المساس بسيادتها.. جعل مصر تتمتع بخصوصية فريدة ومصداقية عالية سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.. وهو الأمر الذى جعلها تستعيد ريادتها ودورها وثقلها ومكانتها على الصعيدين الإقليمى والدولى.. أيضاً وأصبحت مركزاً للتباحث والتشاور وايجاد حلول للأزمات الإقليمية.. فهى الرقم الأهم فى معادلة الشرق الأوسط.. وركيزة أمنه واستقراره وهى الدولة الأكثر التزاماً بقواعد ومبادئ القانون الدولى وتمسكاً بقرارات الشرعية الدولية.. تحترم الدول ولا تتدخل فى شئونها الداخلية.. ولا تنتهك سيادتها أو أراضيها.. وتبدى دائماً التعاون والشراكة فى كافة المجالات ولا تتأخر عن دعم ومساندة الشقيق والصديق وتسعى بكل جهد ودأب لحل الأزمات فى دول المنطقة وتتبنى رؤية الحوار وتغليب لغة الحل السلمى من خلال التفاوض.
الحقيقة ان استعادة مصر لدورها ومكانتها وثقلها الإقليمى والدولى وتعويل العالم عليها فى أمن وسلام الشرق الأوسط ودورها فى إحداث الاستقرار فى المنطقة.. ومساعيها لحل أزمات بعض دول المنطقة.. بعد سنوات من التراجع الكبير فى الدور المصرى لصالح قوى أخرى قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى.. لكن وفق رؤية وإستراتيجية وحكمة استطاع الرئيس السيسى ان يجعل مصر قوة إقليمية ومكانة دولية وان تتمتع بفرص غزيرة فى الكثير من المجالات.. لذلك فهى الآن مركز لحل الأزمات ومركز إقليمى للطاقة وقبلة لجذب الاستثمارات الأجنبية ودولة عظيمة قوية وقادرة يحسب لها ألف حساب.. وهذا الإنجاز غير المسبوق حيث أصبحت الدولة المصرية قوة إقليمية عظمى يشار لها بالبنان.. وتحظى بمصداقية المجتمع الدولى.. أتوقف عند بعض النقاط المهمة فى السياسة المصرية الخارجية وما حققته الدبلوماسية الرئاسية من صناعة الفارق واستعادة مكانة مصر إقليمياً ودولياً كالتالى:
أولاً: تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى الدولة المصرية وهى فى محنة حقيقية وظروف بالغة الصعوبة.. وحالة من شبه العزلة الدولية بعد أحداث يناير 2011 وإساءات نظام الإخوان الإرهابى للدولة المصرية بقدرها وعظمتها.. لذلك يحسب للرئيس السيسى انه وراء إنجاز فارق وواضح.. فبعد أن كانت مصر تشهد تراجعاً فى الدور والمكانة الإقليمية والدولية وانسحاباً من أدوار كثيرة فى مناطق شتى نجحت فى استعادة الدور والثقل والمكانة وعلاقات الشراكة القوية مع دول المنطقة والعالم على كافة المستويات والدوائر بل وتذهب إلى مناطق جديدة فى العالم لم يقم بزيارتها أى رئيس مصرى قبل الرئيس السيسى.. وهو ما يشير إلى أن مصر منفتحة على جميع دول العالم.
ثانياً: مصر تتبنى سياسات التوازن والحكمة فى علاقاتها مع دول العالم.. ولا تميل على الإطلاق لسياسات الأحلاف والمعسكرات ولا تنحاز لدولة بعينها بل تحرص على بناء علاقات قوية مع جميع دول العالم فى إطار من التوازن والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل.. وهى معادلة عبقرية قلما تجدها فى أى دولة أخرى.. فمصر علاقاتها قوية مع الولايات المتحدة وهى علاقات إستراتيجية ترتكز على المصالح المشتركة.. وكذلك الصين وروسيا وأيضاً الهند والاتحاد الأوروبى والدول الأوروبية.. رغم ما بينها من منافسات قد ترقى إلى حد الصراعات.. لكن مصر لم تنحز لدولة على حساب أخرى وتسعى لتحقيق مصالحها العليا.. وتحظى بنفس القدر من الاحترام والثقة والتعاون مع هذه الدول.. ولا تتدخل فى شئون أحد أو لحساب أحد.. لذلك ليس غريباً هذا الإجماع الدولى على الحرص على مد جسور التعاون والشراكة مع «مصر– السيسى».
ثالثاً: من أهم أسباب هذا النجاح والإنجاز العظيم هو رؤية الرئيس السيسى وتبنيه سياسات التوازن والاحترام المتبادل والندية فى العلاقات وتبادل المصالح والمنافع التى تحقق تطلعات الشعوب.. ولذلك يمكن القول ان مصر وضعت إطاراً ومعايير وضوابط ومبادئ لعلاقاتها الدولية.. فهى تحرص على تعزيز علاقات التعاون والصداقة والاحترام وتعلى من شأن تغليب لغة الحوار والعقل وتجنب الصدام والتصعيد.. وتفسح المجال للتفاوض والحلول السلمية وتلتزم بقواعد القانون الدولى.. لذلك فى أوج المشاكل والخلافات مع بعض الدول.. لم تسئ «مصر– السيسى» لأى دولة قولاً أو فعلاً ولم تتدخل فى شئون أحد وراهنت على المبادئ وأخلاقية السياسة فربحت الرهان.. لذلك من أهم أسباب الأمن والاستقرار الذى تعيشه مصر أنها لم تنجر إلى صراعات.. ولم تغامر بالوطن والشعب.. والتزمت الهدوء الواثق والحكمة التى أتت ثمارها.. وباتت هذه العلاقات التى شهدت توتراً أو خلافاً فى أفضل حالاتها الآن.. بفضل قوة وقدرة الدولة المصرية ومبادئها الرفيعة وقيادتها الحكمية التى التزمت أعلى درجات الهدوء والثقة والشموخ والأدب الجم وتفرغت للبناء وامتلاك القوة والقدرة وخلق فرص جديدة أكثر رحابة لهذا الوطن ليحلق بعيداً فى آفاق التقدم.
رابعاً: عملت مصر على تعزيز العلاقات الأخوية مع دول أمتها العربية من أجل الارتقاء بالعمل العربى المشترك والتكامل والحفاظ على أمن وسلامة دول الأمة العربية.. وتعتبر أن أمنها القومى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى وأيضاً جزء لا يتجزأ من أمن الأشقاء فى الخليج.. وباتت مصر ودول الأمة العربية على قلب رجل واحد تواجه التحديات والتهديدات وتسعى للتكامل والتعاون والتقارب بما يخدم أهداف الأمة فى إحداث التنمية المستدامة.. فقبل أيام وجه الرئيس السيسى التحية والتقدير لشقيقه الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات على مواقفه الداعمة والمساندة لمصر فى هذه الفترة الصعبة.. واستقبل الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى فى إطار بذل المساعى والجهود لاستعادة السودان الشقيق لأمنه واستقراره وأيضاً الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه والتأكيد على الدعم المصرى الكامل لأمن واستقرار السودان.. وتخفيف الأعباء عن الأشقاء فى هذه الفترة الدقيقة.. وتدعو مصر جميع الأطراف للجلوس على مائدة تفاوض لإعلاء المصلحة الوطنية العليا للسودان واستكمال المسار السياسى الذى يحقق آمال وتطلعات السودانيين.. وبالأمس استقبل الرئيس السيسى الفريق الركن ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطنى وقائد الحرس الملكى وأمين عام مجلس الدفاع الأعلى بمملكة البحرين الذى نقل رسالة شفهية للرئيس السيسى من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين فى كافة المجالات بالإضافة إلى الجهود المصرية لإنهاء الأزمة الليبية وإحداث التوافق الوطنى وأيضاً العلاقات المصرية مع العراق والأردن وجهود مصر فى تسوية الأزمات فى اليمن وسوريا والدعم المصرى للسيادة الصومالية على أراضيها.
على الصعيد الأفريقى نجحت «مصر– السيسى» فى استعادة دورها وزخم العلاقات والتعاون والشراكة مع الأشقاء الأفارقة والأبرز أنها استعادت حالة الثقة والمصداقية بفضل جهود الرئيس السيسى المخلصة ودفاعه عن الحقوق الأفريقية فى البناء والتنمية والشراكة العادلة مع الدول المتقدمة والكبرى وايجاد التمويل الذى يراعى حاجة القارة إلى التنمية فى ظل الموارد الهائلة لدى دول القارة.. وأيضاً أحاديث الرئيس السيسى فى كافة المحافل الدولية عن أهمية مساندة جهود التنمية فى أفريقيا ووجود شراكات عادلة تحقق أهداف جميع الأطراف.. وأيضاً فى الدعوة إلى إحداث التكامل الأفريقى وإقامة منطقة التجارة الحرة الأفريقية والربط بين دول القارة سواء عبر الطرق البرية أو السكك الحديدية وغيرها.. بما يجسد نجاح مصر العظيم فى إحداث طفرة فى العلاقات الأفريقية واستعادة الدور والمكانة والريادة المصرية على صعيد القارة السمراء.
مصر تتمتع وتحظى بعلاقات دولية متميزة وشراكات مع معظم دول العالم فى ظل وجود إرادة سياسية متبادلة لتعظيم عوائد هذه العلاقات على كافة الأصعدة وتحقيق الاستفادة المتبادلة سواء مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا والصين والهند وروسيا والبرازيل واليابان وماليزيا وإندونيسيا وتركيا وأذربيجان وأرمينيا واليونان وقبرص.. كل هذه الدول ورغم ما قد يبدو بينها من خلافات وصراعات مع بعضها البعض.. إلا ان المثير والأمر الذى يدعونا للإعجاب ان مصر تربطها علاقات قوية وتعاون وشراكة مع جميع هذه الدول بفضل الحكمة والتوازن والحرص على الانفتاح على الجميع وتبادل المصالح دون الانحياز لطرف على حساب آخر.. فمصر لا تعرف هذا الأمر.. لذلك فهى وسيط نزيه يتمتع بالمصداقية والحيادية.. وبالأمس لفت الرئيس الانتباه فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس وزراء جمهورية أرمينيا فى التأكيد على دعم مصر لكافة المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة جنوب القوقاز ومساندة مصر الكاملة للحوار والتفاوض كإحدى أدوات حل النزاعات سعياً لتحقيق السلام العادل والشامل والسماح بتدشين مرحلة جديدة من النمو والتنمية بما يحقق مصالح شعوب المنطقة.
مصر لديها علاقات قوية مع كافة الدول سواء الولايات المتحدة وأوروبا من ناحية وأوكرانيا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى.. ولديها علاقات قوية وشراكة مع الولايات المتحدة والصين من ناحية أخرى.. وتربطها علاقات قوية وشراكة بالهند من ناحية.. وباكستان من ناحية أخرى ولديها علاقات تاريخية وقوية مع أرمينيا من ناحية ومع أذربيجان علاقات قوية وشراكة من ناحية أخرى واستعادت علاقاتها مع تركيا التى تشهد آفاقاً رحبة فى كافة المجالات من ناحية ولديها علاقات ومصالح قوية مع اليونان وقبرص.. وهنا تكمن عبقرية الدبلوماسية الرئاسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى تمضى بحكمة وتحقق مكاسب وانتصارات وإنجازات كبيرة للدولة المصرية على كافة الأصعدة وتخلق مناخاً خصباً وثرياً للتشاور والتنسيق حول كافة القضايا والملفات والنزاعات والصراعات.. كما تنعكس اقتصادياً وتنموياً على مصر والدول الأخرى.. ونجحت مصر فى توظيف واستثمار هذه العلاقات القوية والشراكات الإستراتيجية فى الاستفادة منها على صعيد تجربة مصر الملهمة فى مجال البناء والتنمية سواء فى الخبرات أو المعايير أو التكنولوجيا أو الدعم الفنى.. أو عقد الاتفاقيات والاستعانة بتجارب التقدم فى هذه الدول وفى زيارات الرئيس السيسى الرسمية على الصعيد الخارجى وفى الدول الكبرى والمتقدمة يحرص على الاجتماع ولقاء كبرى الشركات وعرض الفرص الاستثمارية فى مصر.. وما وصلت إليه من خلال أكبر عملية بناء وتنمية.. لذلك فإن الدبلوماسية الرئاسية حققت لمصر إنجازات هائلة وغير مسبوقة على كافة الأصعدة وفى جميع المجالات وتتسق مع مبادئ «مصر– السيسى».
إن مصر تدعو دائماً للتعاون والبناء والخير والحوار والسلام.. ولا يمكن أن ترضى بالدمار والخراب والحروب.. فلديها سياسات رشيدة وحكيمة وشريفة.
ما تقدمه مصر من دعم ومساندة ودور تاريخى للقضية الفلسطينية ولحقوق الأشقاء المشروعة.. نابع من شرف وحكمة وشموخ القيادة المصرية.. فمصر التى أوضحت للعالم مفهوم أن إيقاف الحرب ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة واستئناف المفاوضات وعملية السلام وصولاً إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود ٤ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية ضرورى حتى بات هذا المفهوم راسخاً لدى دول العالم.. بالإضافة إلى الحفاظ على القضية الفلسطينية وإفشال وإحباط محاولات تصفيتها بالإضافة إلى الدعم السياسى والدبلوماسى والقانونى والإنسانى غير المحدود.. لذلك فإن الدور المصرى الواضح والمحدد والقوى.. والذى جابه ضغوطاً وتحديات غير مسبوقة.. ولم يتنازل قيد أنملة عن ثوابته ومبادئه يستحق أن نفخر بهذا الوطن وقائده العظيم.
هناك أيضاً آمال عريضة.. وحالة من التفاؤل بشأن المفاوضات التى تستضيفها وترعاها مصر فى القاهرة واجتماع كافة الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى تهدئة أو وقف لإطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.. وهو ما يؤكد نبل وقوة وشرف الدور المصرى الذى بات مصدر ثقة لدى دول العالم التى تقدم دائماً الشكر والتحية لمصر وقيادتها السياسية على كافة الأصعدة خاصة أنها قدمت أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لغزة وتعتبره واجباً إنسانياً وأخلاقياً وسياسياً.
مصر تلعب دوراً تاريخياً وغير مسبوق على كافة الأصعدة إقليمياً ودولياً وباتت شريكاً أساسياً فى الحفاظ على أمن وسلامة العالم بفضل حكمة ورؤية قيادتها السياسية.. فهى القوة القادرة التى لا تسمح لأحد أن يتدخل فى شئونها الداخلية أو يمس سيادتها أو يقترب من أراضيها أو يحاول فرض ضغوط وإملاءات.. تلك هى ثوابت «مصر- السيسى» التى لا حياد عنها.