ولم نعد خيل الحكومة الذى لم تعد له فائدة بعد أن تعب وأدى ما عليه وكبر فى السن ولم يعد قادراً على العمل فأصبح عبئاً وجب التخلص منه..!
فكبار السن من أصحاب المعاشات ينتظرهم قانون جديد لرعاية حقوق المسنين وتقديم كافة الخدمات لهم طبقاً لجميع الحقوق الواردة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية ولتوفير سبل حمايتهم فى مرحلة الشيخوخة.
والقانون الجديد يتضمن وجود خط ساخن للتواصل مع كبار السن والمسارعة فى الاستجابة لشكواهم والمساعدة فى حلها.
والقانون بالغ التحضر والرقى والإنسانية والخط الساخن فكرة جيدة إذا كان هناك من سيتواصل مع المسنين ويجيب عن تساؤلاتهم.. وأهم من الخط الساخن أن يكون هناك إدراك مجتمعى بأن الفرصة متاحة للجميع بمن فيهم كبار السن، فالعطاء لا يتوقف عند أى مرحلة عمرية والإبداع قد يأتى متأخراً نتيجة لتراكم الخبرات والمعرفة.. وسن الإحالة للمعاش قد يكون بدافع تجديد الدماء ومنح الفرصة للراحة لمن قضوا سنوات طويلة فى العمل، ولكنه لا يعنى التوقف عن المشاركة، عن الإسهام فى حلول لقضايا ومشاكل المجتمع، ولا يعنى حكماً بالعزلة والإبعاد.. وخيل الحكومة القديمة لها مهام جديدة، ولا يمكن الاستغناء عنها وأى مجتمع لا يمكن أن يحقق تطوراً بدون التوافق والتناغم بين الخبرة والشباب.. وكلما ضاقت الفجوة كان هناك آلية ومنظومة متكاملة تحقق النجاح.
>>>
وأقطع حديثنا المحلى بحديث حول قضية مهمة مازالت مثار اهتمام أصحاب الضمائر الحية.. أتناول فى ذلك قضية الطيار الأمريكى آرون بوشنل الذى انتحر احتجاجاً على المشاركة الأمريكية فى الإبادة الجماعية فى غزة.. وأنقل عن لوكاس جنيغ صديق الطيار الأمريكى قوله إن الإعلام الأمريكى تجاهل هذا الحادث لأنهم يكرهون هذا الطيار الذى مات من أجل غزة ولو كان قد مات وهو يهتف من أجل رهائن إسرائيل لكانوا قد بنوا له ضريحاً فى تل أبيب..!!
وما قاله صديق الطيار كان تلخيصاً لكل القضية.. هذا الطيار هتف من أجل أطفال فلسطين فعاقبوه بالتجاهل.. ولم نهتم نحن فى العالم العربى كثيراً بهذا الطيار مع أن ما أقدم عليه هو مؤشر على وجود جيل جديد من الأمريكيين أصبح أكثر تفهماً للعالم وأكثر احتجاجاً على سياسات بلاده.
والطيار الأمريكى لا يستحق فعلاً ضريحاً فى تل أبيب ولكنه يستحق «مقاماً» فى كل بلد عربي.. هذا الطيار هو صوت الإنسانية فى عالم ازدواجية المعايير.
>>>
ونعود لواقعنا وحياتنا والناس التى تنحت فى الصخر من أجل لقمة العيش الحلال.. وأقول بكل الأمانة إن العمال فى الشوارع.. والعمال فى المصانع.. والعمال فى الحقول.. والعمال فى كل مكان هم الذين يواجهون ويتصدون ويكافحون من أجل لقمة العيش.. أما أصحاب الياقات البيضاء من الأفنديات فهم الذين يأكلونها «والعة».. بالكلام والتنظير.. وافتعال الأزمات لكى يكون لهم أدوار فى حلها.. والإثراء منها والمتاجرة بها..!
>>>
وظلت العروس ترقص فى ليلة فرحها منذ أن بدأ الحفل إلى نهايته فى لياقة بدنية منقطعة النظير وقد ارتدت ثوباً شفافاً يظهر كل مفاتنها بالتفصيل بالغ الدقة وفى عرض صورته كاميرات المعجبين الذين بالطبع سارعوا إلى مواقع التواصل الاجتماعى لنشر كل شيء والتركيز على كل شيء.. وظل العريس «أبوشنب» يصفق للعروس ويحثها على المواصلة ومعه مجموعة من أصدقائه تناوبوا على التصوير معها وقد التصقوا بها تماماً.. وظل العريس أيضاً مبتسماً منتشياً فخوراً بعروسه الفاتنة..! وسألنى من جلس بجواري.. إيه رأيك؟ وابتسمت ولم أعلق.. كلها شهرين ويحدث الطلاق.. دى جوازات تسلية وتجارب..!
>>>
وحملة فى إحدى الدول «الإسلامية».. حملة قوية تطالب بالإفطار العلنى فى شهر رمضان المبارك.. وعدم إغلاق أماكن الترفيه والمطاعم.. وإلغاء أى عقوبة على من يجاهر بإفطاره دون عذر..! والأفضل من الإفطار العلنى أن يطالبوا بإلغاء رمضان أيضاً..!! فيه إيه ياناس.. فيه إيه ياعالم.. اللى يصوم يصوم.. واللى يفطر يفطر.. بس شوية خجل وشوية احترام وشوية مشاعر..!
>>>
وأنا عاشق لفانوس رمضان.. فى هذا الفانوس سحر وجمال غريب وعجيب.. فى هذا الفانوس الذكريات.. كل الذكريات الحلوة.. كل الأيام التى كنا فيها فى انتظار مدفع الإفطار لننطلق بعدها حاملين للفوانيس «وحوى ياوحوي» فى شوارعنا التى كانت تخلو من الشياطين ومن العفاريت.. كنا نحن العفاريت.. عفاريت طيبة تفرح بليالى رمضان.. وتملأ الدنيا بهجة وسعادة.. كنا قناديل أم هاشم المضيئة فى ليالى القاهرة الساحرة.. وفوانيسنا كانت بملاليم وفوانيس هذه الأيام لم تعد بأسعار زمان أصبحت بأسعار الدولار..!
>>>
وجلست خبيرة التغذية أمام الكاميرا تتحدث عن فوائد «الأفوكادو» الصحية وتقول إنه يعزز صحة القلب والمخ والكبد ويقوى المناعة.. ونسيت أو تناست أن تقول للمشاهدين أن سعره أغلى من اللحوم والدجاج والأسماك.. ولم تنتبه أيضاً أن أغلبية المشاهدين لا يعرفون ما هو «الأفوكادو»..! حديثهم عن الخيار والبصل أفضل وأرحم..!
>>>
وستظل يا حليم خالداً فى الذاكرة.. يامن غنيت.. وسترجع يوماً يا ولدى مهزوماً مكسور الوجدان.. وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان..! آه والله يا عبدالحليم.. خيط دخان يتلاشى سريعاً ولم تكن الحكاية أكثر من نوع من الوهم..!
>>>
وارحموا محمد صلاح.. اتركوه لحال سبيله.. وابعدوا التوأم عنه.. صلاح هو أسطورتنا الحلوة.. سيبونا نعيش الحلم الذى لن يتكرر أبداً.
>>>
وأخيراً:
>> ثق بالله وتوكل عليه
فمهما رمت الحياة أثقالها على عاتقك
اعلم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، واطمئن.
>>>
>> وقيل لإعرابية: ما الجرح الذى لا يندمل
قالت حاجة الكريم إلى اللئيم ثم يرده..!
>>>
>> وأقولها مرة أخري..
لو ينكسر داخلى ألف شعور
تبقى كلمتى الوحيدة.. أنا بخير.