103 وفد يشاركون استجابة لدعوة مصر.. وتوافق على ضرورة وقف العدوان
عبد العاطى: مصر قدَّمت 70 ٪ من المساعدات التى دخلت للقطاع .. وندعو لإعلان تعهدات مالية ملائمة
فى إطار جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية فى قطاع غزة، ولمواجهة الكارثة الإنسانية التى يعانى منها أبناء الشعب الفلسطينى، استضافت القاهرة المؤتمر الوزارى لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى غزة أمس تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركة 103 وفود دول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية.
قال الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، فى كلمته أن مؤتمر القاهرة الوزارى يأتى فى ظل المأساة غير المسبوقة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى فى القطاع نتيجة العدوان الغاشم الإسرائيلى المستمر.
أضاف أن ما يحدث فى قطاع غزة مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، وهو ما يؤكد ضرورة إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة، من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية بالقطاع وإحياء الاقتصاد المحلى.
وأشار عبد العاطى إلى أن العدوان الإسرائيلى على غزة خلف دمارًا هائلًا، يزيد من أعبائه عجز مؤسسات المجتمع الدولى والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطينى الشقيق وتوقف الانتهاكات المستمرة التى ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلى للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى. وأوضح أن العدوان فاق كل الحدود، إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفى مشاهد مروعة تعجز الكلمات عن وصفها، مشيرا إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعى للفلسطينيين بالمخالفة الفادحة للقانون الدولى الإنسانى والقانون الدولى.
وأضاف أنه على مدار 13 شهرًا وقف المجتمع الدولى متفرجًا أمام ما يتم ارتكابه من أفعال بشعة، ومشاهد قتل للأطفال والنساء، وتشريد للسكان المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصف سيارات الإسعاف واستهداف العاملين فى المجال الإنسانى، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة الذين أودى القصف بحياة أكثر من 173 منهم، غالبيتهم من شهداء وكالة أونروا، إضافة إلى تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة للوكالة فى قطاع غزة من بينها أكثر من 65 مدرسة، تدميراً بشكل كامل لذا إقرار التشريع غير القانونى لحظر عمل وكالة أونروا.
وزير الخارجية أكد رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية، وسياسة التهجير للشعب الفلسطينى، مشددًا على ضرورة انسحاب إسرائيل فورًا من الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
كما أكد أنه حان وقت التراجع عن سياسة المعايير المزدوجة، ودعا إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولى للكارثة الإنسانية فى غزة، لافتًا إلى أدوار مصر فى هذا الملف، بما فى ذلك إنشاء أول مخيم إيواء فى جنوب غزة، وتقديم نحو 70 ٪ من المساعدات التى دخلت القطاع.
من جانبه، توجه رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى، بالشكر لمصر على دعمها الثابت للشعب الفلسطينى، وبذلها جهوداً حثيثة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لقطاع غزة. وأضاف أن إسرائيل تستخدم التجويع المتعمد والممنهج سلاحًا فى الحرب، وأن قطاع غزة لا يزال يعانى حرب إبادة مستمرة على مدار أكثر من عام.
فى السياق، قالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، إن الهدف من المؤتمر هو تأمين المساعدات الإنسانية ووصولها إلى الشعب الفلسطينى فى غزة وتحقيق وقف إطلاق النار الفورى وتمهيد الطريق لإعادة الإعمار. وأضافت أنه لا شىء يبرر العقاب الجماعى الذى يتعرّض له الشعب الفلسطينى من قِبل الاحتلال الإسرائيلى. وأوضحت أن الأونروا لا بديل لها لإيصال المساعدات إلى القطاع.
كما طالب فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة الأونروا «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين»، بتقديم استجابة إنسانية واسعة النطاق لإنهاء الوضع الكارثى فى قطاع غزة، وضمان الظروف الآمنة والفعّالة من أجل استمرار العمليات الإنسانية هناك. وأكد أهمية ضمان الظروف الآمنة والفعّالة من أجل استمرار العمليات الإنسانية فى قطاع غزة، موضحًا أن الوكالة قدّمت على مدار 75 عامًا الخدمات التعليمية للاجئين فى فلسطين والأردن. وأضاف أن الوكالة تحفظ لفلسطين هويتها منذ تأسيسها، وأنه لا مؤسسة قادرة على تعليم مئات الآلاف من الأطفال فى غزة سوى وكالة الأونروا.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان إن غزة تتعرض لإبادة وحشية، مؤكدًا ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى والاعتراف بالدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين فيها وضرورة تنفيذ وقف فورى لإطلاق النار فى غزة. وأضاف أن توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية يهدد حل الدولتين وإنه لا يمكن قبول تفاقم المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة.
بينما قال وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى إنه يجب الضغط على الأطراف المعنية لإنهاء الحرب فى غزة، وإن الأزمة الإنسانية ستتفاقم فى قطاع غزة من دون وكالة الأونروا، داعيًا إلى تمكين مؤسسات الأمم المتحدة لا سيما الأونروا. وأضاف أن للشعب الفلسطينى الحق فى إنشاء دولة مستقلة والعيش بسلام وأنه يجب تنفيذ حل الدولتين لإنهاء الأزمة الراهنة، وأن حل النزاع الفلسطينى -الإسرائيلى مفتاح استقرار وسلام المنطقة. وأوضح أنه يجب وقف إطلاق النار فورًا وفتح المعابر وإدخال المساعدات. وصرح بأن الأردن يخطط لتعزيز المساعدات فى غزة بإدخال 250 شاحنة يوميًا وأن الوضع فى غزة أسوأ مع المجاعة وتواصل القتل.
قال وزير الخارجية العراقى فؤاد حسين إن العراق يدعم الجهود الدبلوماسية لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة داعيًا الدول الأطراف فى ميثاق روما الالتزام بمذكرة اعتقال نتنياهو، وبتوفير المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطينى فى غزة. وأضاف أن للشعب الفلسطينى الحق فى إقامة دولة مستقلة، وإن سياسة الاحتلال فى استخدام التجويع سلاحًا يفاقم المجاعة بالقطاع وسط مواصلة الاحتلال الإسرائيلى عدوانه دون أى مراعاة للقانون الدولى.
كما أدان وزير الخارجية الكويتى الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح تشريعات الاحتلال لحظر أونروا وانتهاكه للقوانين الدولية. وحذر من خطورة ازدواجية المعايير على مصداقية المنظومة الدولية، مضيفًا أن الكويت لم يدخر جهدًا فى إغاثة سكان غزة عبر تسيير الجسور الجوية وأن الوضع فى غزة مروع ويبرز حجم الكارثة الإنسانية الهائلة.
من جانبها، أكدت وزيرة التنمية الدولية البريطانية آنيليز دودز التزام المملكة المتحدة المستمر بتحقيق الاستقرار فى المنطقة ومناقشة كيفية تخفيف المعاناة فى غزة عاجلًا مع الأمم المتحدة. وأوضحت إن بلادها تتعهـد بتقديم 126 مليون دولار للأراضى الفلسطينية المحتلة هذا العام، لتوفير الخدمات الحيوية للمدنيين فى غزة، من خلال الوكالات الشريكة. وأضافت إن الوضع فى غزة كارثى وأن الملايين فى حاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى، مع بداية الشتاء. وأوضحت أن التمويل البريطانى المعلن عنه حديثاً يشمل 8.9 مليون دولار لدعم إضافى للأونروا.
وطالب وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو برؤية سياسية تضمن التعايش وتلبية طموحات الشعب الفلسطينى. وأضاف أن حل الدولتين هو الحل الذى يضمن السلم والأمن بالمنطقة، داعيًا إسرائيل إلى السماح لوكالة أونروا بممارسة مهامها فى فلسطين والسماح بإنفاذ المساعدات إلى غزة وفتح المعابر كافة. وأضاف أنه سيعمل على حشد 50 مليون يورو لدعم الاستجابة الإنسانية فى غزة. ودعا إلى إطلاق سراح المحتجزين فى غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وقال وزير خارجية إيطاليا أنتونيو تاجانى إن بلاده مستعدة للعمل على إعادة إعمار قطاع غزة عبر الشركات الإيطالية، مثمنًا جهود مصر فى دعم الاستجابة الإنسانية فى غزة، داعيًا المجتمع الدولى إلى تسريع المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما ودعا إلى وقف إطلاق النار فى غزة أسوةً بوقف إطلاق النار فى لبنان.
فى السياق، قال الهلال الأحمر المصرى إنه يعمل على تقديم الدعم لسكان غزة والمصابين الذين يتلقون الرعاية الصحية فى مصر تحت إشراف وزارة الصحة المصرية بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطينى. وأضاف أن نحو 50 ألف عامل متطوع يعملون لضمان وصول الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين فى قطاع غزة، داعيًا إلى توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين فى غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع.