لا شك أن مشروع رأس الحكمة يُعد من المشروعات العملاقة التى سيتوفر معها الدخل السياحى والكثير من فرص العمل فى مختلف المجالات.. فإذا نظرنا لقطاع السياحة وما يمكن تحقيقه من هذا المشروع سنجد أن مكاسبه ستكون كثيرة جدا إن شاء الله.. فتصريح د.مصطفى مدبولى يشير إلى أن المستهدف ان تستقبل المنطقة عند اتمام المشروع حوالى ٨ ملايين سائح قابلة للزيادة ان شاء الله.. وهو ما يسهم فى توفير حوالى مليون وستمائة الف فرصة عمل جديدة فى مجال السياحة فقط.. بمعدل مائتى الف فرصة عمل لكل مليون سائح.. حسب تقديرات منظمة السياحة العالمية.. إلى جانب ان قطاع السياحة يسهم فى تشغيل حوالى ٧٢ صناعة وخدمة اخري.. وهو ما يعنى توفير فرص عمل اضافية فى هذه الصناعات والخدمات.. هذا الى جانب ما سيتم استخدامه فى التجهيزات المختلفة للفنادق التى سيتم انشاؤها من اثاثات مختلفة ستتيح فرصة جديدة أمام المصانع والشركات المصرية المختلفة لتسويق وترويج بضائعها.. إن هذا المشروع سيدفع حركة العمل للدوران فى مختلف القطاعات.. وفى مختلف التخصصات.. وايضا سيسهم فى تنشيط حركة السياحة على مدار العام ليس فى منطقة رأس الحكمة فقط.. بل سيمتد لكل المناطق والمحافظات المجاورة لها.. ومن المتوقع ان تشهد مختلف المناطق المحيطة به طفرة سياحية كبيرة.. وان يتدفق السياح الى سيوة ومطروح.. وايضا الى الاسكندرية.. أو يمكن ايضا ان يتجهوا إلى القاهرة وزيارة الاهرامات والمتحف المصرى الكبير.
وهكذا فإن مشروع رأس الحكمة مع اكتماله سيغير خريطة السياحة فى المتوسط.. وستصبح رأس الحكمة بما يخطط لها من مشروعات واحدة من اجمل بقاع المتوسط.. بمياهها ورمالها.. وستنافس كل المنتجعات السياحة على شواطئ المتوسط.. وسيسهم فى ان تحصل مصر على نصيب عادل من حجم هذه الحركة، التى لم نحصل عليها لسنوات طويلة.. وسيتغير هذا مع استغلال هذه المنطقة.. أو استغلال الساحل الشمالى بأكمله.
إن العائد من مشروع رأس الحكمة ليس فقط 35 ملياردولار.. بل هذا الرقم هو البداية ان شاء الله.. وسيرتفع العائد بما يمكن ان يضخ من عملة صعبة من الجانب الاماراتى خلال عمليات الانشاء.. والمقدر بحوالى مائة وخمسين مليار دولار.. وبعد الانتهاء من الانشاءات فإنه من المتوقع ان يكون العائد كبيراً، فإلى جانب ملايين فرص العمل التى ستتيحها المشروعات المختلفة فى رأس الحكمة، فإن الايرادات ايضا ستكون كبيرة وستكون رأس الحكمة رافداً جديداً من روافد العملة الصعبة وستحصل مصر على 35٪ من هذه العائدات.
مشروع رأس الحكمة مشروع كبير ولم يعلن عن كل تفاصيله، بعد ولكنه مشروع ناتج عن دراسة جادة استغرقت قرابة العامين.. ومن المتوقع ان تستغرق عمليات الانشاءات عدة سنوات.. وستتوفر خلال هذه السنوات الفرصة للعديد من شركات المقاولات المصرية للعمل فى المشروع.. وهو ما يتيح فرص عمل جديدة للشباب فى هذه الشركات.. ومع نهاية المشروع فإن خريطة الساحل الشمالى ستكون قد تغيرت تماما.. ويتم الربط بين مدينة العلمين الجديدة ورأس الحكمة لتصبح منفذاً ومطلاً جديداً لمصر على المتوسط.
إننا منذ زمن بعيد نحلم بزيادة الطاقة الفندقية فى منطقة الساحل الشمالي.. ونفرح مع افتتاح فندق جديد يمكن ان يسهم فى تحقيق هذا النمو.. ولكن مع إعلان د.مصطفى مدبولى أن المشروع يتضمن انشاء 300 ألف غرفة فندقية.. ويسهم هذا الرقم فى زيادة عدد الغرف السياحية فى مصر.. ويسهم هذا الرقم فى زيادة حجم توقعاتنا لمنطقة الساحل الشمالي.. بعد ان يكون لدينا منفذ على المتوسط يستوعب ٨ ملايين سائح بصفة مبدئية.. ويمكن ان يتضاعف العدد مع الترويج للمنطقة بعد افتتاحها.. ويدلل على نجاح هذا المشروع، نجاح الفنادق التى افتتحت مؤخراً فى الساحل الشمالى فى الترويج السياحى للمنطقة.. واستقبالها خلال موسم الصيف سائحين من أوروبا والدول العربية.
مشروع رأس الحكمة بداية سلسلة مشروعات تنموية ضخمة مماثلة.. وأعتقد أنه قريبا سيعلن عن مشروع مماثل.. ولعله يكون مدينة سفنكس الذى يتم الإعداد له حاليا وسيشمل المنطقة من مطار سفنكس وصولاً لمنطقة سقارة.. وما يمكن ان تتضمنه هذه المنطقة من استثمارات تتكلف المليارات وستكون عائداتها مليارات ايضا.. بالاضافة لملايين فرص العمل التى ستوفرها للشباب ايضا.. وما يخطط لمدينة سفنكس ايضا تفاصيله كثيرة جدا.. ويعد احد المشروعات الضخمة التى ستغير وجه المنطقة تماما.
إن مصر تسابق الزمن لجذب الاستثمارات فى مختلف المجالات.. ومشروع رأس الحكمة أحد المشروعات التى ستحقق هذا.. ليضاف إلى آلاف المشروعات الجديدة التى تم تنفيذها أو جار العمل بها فى أنحاء الجمهورية.. ومن المؤكد أن الاعلان عن مشروع رأس الحكمة أثر بالايجاب على توفر العملة الصعبة وعلى مناخ الاستثمار فى مصر.. وساهم بشكل كبير فى تحسين الصورة الذهنية للاستثمار فى مصر.. وسيسهم ايضا فى زيادة الاقبال الاجنبى على الاستثمار فى مصر.
إن مصر مستقبلها واعد بإذن الله.. ويبشر بالخير الكثير.. وتحيا مصر.