تحقيق الأمن القومى والحفاظ على المصلحة الوطنية يأتى على رأس أولويات «القيادة السياسية» فالأمن القومى لدى «ولتر ليبمان» هو أن الدولة تصبح آمنة عندما لاتضطر للتضحية بمصالحها المشروعة لتجنب الحرب وعندما تتوفر لديها القدرة على حمايتها.. من التعريفات الأخرى للأمن القومى هو أنه الترجمة المبسطة لمفهوم المصلحة القومية التى يتوجب على الدولة أن تبذل قصارى جهدها والسعى الدءوب لتحقيقها.. تلك هى المهمة الأساسية «للقيادة السياسية» فى ظل الأزمة الحالية التى فرضت مواجهة العديد من التحديات ومصادر التهديد للأمن القومى المصرى لاسيما تداعيات حرب غزة وموجات الغضب التى أعقبتها .. لقد لعبت مصر دور «المحاور الرئيسي» والوسيط بين إسرائيل والمجتمع الدولى والسلطات فى قطاع غزة ..بيد أن الوضع الراهن فى الصراع وتلك الممارسات والمحاولات الإسرائيلية التى لاتقتصر فقط على تصدير القضية لمصر ولكن نهوها وذلك ما تحذر منه «القيادة السياسية» التى تدرك جيداً أبعاد الموقف وما ترمى إليه إسرائيل.. كما أن موقف المجتمع الدولى وتلك الحالة من التعاطف والتظاهرات العالمية التى حدثت مع بداية الأزمة المؤيدة للشعب الفلسطينى سرعان ماخب تلك المشاعر بمرور الأيام مع الموقف المؤازر لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة والغرب.
.. ويرى البعض أن التهجير يعد بمثابة «نكبة ثانية» تذكرنا بالتطهير العرقى الذى حدث فى 1948 عندما تم تهجير مايقرب من 1.7 مليون فلسطينى وتسجيلهم كلاجئين من قبل و»كالة غوث اللأجئين»التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على يد الميلشيات الصهيونية.. لذلك يجب أن نعى جيداً حقيقة المخاطر الذى تسعى الولايات المتحدة والغرب لإنهاء القضية وغلق ملفها للأبد وتلك حقيقة يعلمها الفلسطينيون تماماً..
لقد كان الموقف المصرى الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بداية الأزمة هو الرفض الواضح والصريح بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم وذلك حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية وتكرار تداعيات النكبة الأولى قبل ٥٧ عاما حيث لم يتمكن الفلسطينيون الذين أجبرها على ترك وطنهم من العودة إليه مرة أخري.. وتواصل مصر دورها الداعم الفلسطينيين من خلال تقديم المساعدات التى تمكن شعب غزة من التمسك بأرضه كما تمارس مصر دورا دبلوماسيا صاعدا من أجل التهدئة والوقف الدائم لإطلاق النار للبدء فى إقامة السلام العادل من خلال حل الدولتين.
من هنا لابد أن يتكاتف الشعب المصرى ويصطف وراء قيادته السياسية ويدعم موقفها لمواجهة كل التحديات.