ترتيب المنطقة وتقلص نفوذ طهران أهداف ما يحدث الآن
بعد ساعات من تفعيل الهدنة بين إسرائيل ولبنان شنت تنظيمات مسلحة هجوما واسعا على حلب وإدلب الأمر الذى يمكن النظر إليه على وجود ارتباط بين هذين الملفين والعلاقة وضحت بشدة بعد تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الرئيس السورى بشار الأسد مؤخرا قبيل اندلاع هجوم المسلحين بما وصفه اللعب بالنار.
بالنظر إلى هذين الملفين يمكن القول إن إيران هى حلقة الوصل بيهما فبحسب المحللين والخبراء السياسيين ما يحدث فى المنطقة هو عملية تقليص لنفوذ طهران وحلفائها فى المنطقة.
فى المقابل يرى خبراء آخرون أن الوضع فى سوريا يتعلق بإعادة ترتيب المنطقة فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، التى سيتولى زمام الحكم فى البيت الأبيض فى يناير القادم بعد أن تم تشكيلها من أعضاء مؤيدين تماماً لإسرائيل ولأمنها.
فقبل بداية الهجوم على حلب بيومين وقبيل تفعيل اتفاق الهدنة فى لبنان بساعة واحدة شنت تل أبيب غارات قوية استهدفت المعابر البرية الشمالية ما بين لبنان وسوريا منها معابر غير رسمية فى منطقة وادى خالد بالإضافة إلى الدبوسية وجوسيه فى ريف حمص وثلاثة جسور على النهر الكبير الفاصل بين البلدين كما استهدفت للمرة الأولى معبر العريضة فى ريف طرطوس مما أدى إلى إغلاق تلك المعابر بشكل تام وخروجها عن الخدمة نهائياً.
لذلك من خلال هذه المؤشرات لا يمكن للمراقب الفصل بين الحدثين كما أنه من الصعب أن يكون من قبيل الصدفة.
هذه الجماعات المسلحة شنت هجوماً على مناطق خاضعة للسيادة السورية فى محافظتى حلب «شمال» وإدلب المحاذية لها «شمال غرب» وفقاً للمعطيات على الأرض وتقود المعركة بشكل أساسى التنظيم الذى أطلق على نفسه مسمى هيئة تحرير الشام التى عرفت سابقاً بـ»جبهة النصرة» وهى مرتبطة بتنظيم بالقاعدة الإرهابى وتضم عدة فصائل متحالفة معها بدعوى تحرير البلاد من التواجد الإيراني.
وفقاً لما أشارت إليه التقارير الإخبارية انسحبت معظم الميليشيات الإيرانية بعد هجوم الفصائل المباغت.
بالعودة للوراء قدمت إيران وروسيا منذ أكثر من عقد من الزمان القوات والأسلحة لمساعدة الرئيس الأسد فى القضاء على داعش والجماعات الإرهابية التى سيطرت على أراض واسعة فى البلاد بعد أحداث 2011 «ما يسمى بالربيع العربي» ودعمت بعض الدول والقوى الإقليمية والدولية هذه الجماعات الإرهابية وخلال عدوان إسرائيل على لبنان اضطر حزب الله اللبنانى إلى تحويل تركيزه نحو إسرائيل من أجل درء هذا العدوان على بلاده فسحبت الجماعة قواتها من سوريا إلى لبنان فى محاولة لتعزيز خسائرها بعد أن ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بالجماعة على مدى عام تقريباً تمثلت فى قتل زعيمها حسن نصر الله والقضاء على معظم كبار القادة فى الجماعة فضلاً عن تدمير جزء من قدرته الصاروخية بحسب ما ذكرته ما ذكرته سى إن إن.
أيضاً قضت تل أبيب على بعض قادة الحرس الثورى الإيرانى من خلال عدد من العمليات داخل سوريا ولبنان كان آخرها العميد كيومرث بور هاشمى المستشار العسكرى الإيرانى الكبير فى سوريا قتل فى حلب بحسب وسائل إعلام رسمية إيرانية.
ومع انشغال حزب الله بالحرب فى لبنان وانخراط روسيا بالحرب فى أوكرانيا قامت الفصائل المسلحة بالهجوم على حلب.
ووصفت الشبكة الأمريكية أن ما يحدث هو مقدمة لإنهاء هذا الوجود فى كل سوريا والقضاء على مشروعها الإقليمى مشيرة إلى بدء تقلص النفوذ الإيرانى فى المنطقة.
فى هذا الصدد قام الرئيس السورى بزيارة إلى موسكو الخميس الماضى فى زيارة تم الإعداد لها منذ أوائل نوفمبر الماضى لبحث ملفات تتعلق بإعادة إحياء المحادثات المتوقفة لتطبيع العلاقات مع تركيا ومراجعة الدور العسكرى الإيرانى فى سوريا بالتنسيق مع روسيا بحسب ما ذكرته الشرق بلومبرج.
وكشفت مصادر «الشرق»َ بأن موسكو تسعى إلى إعادة الطرف السورى والتركى إلى طاولة المفاوضات خاصة بعد الجمود الذى أصاب هذا المسار مؤخرا.
وكانت قد تعهدت موسكو لسوريا بمساعدتها فى استعادة النظام بينما يخوض الجيش الوطنى معارك شرسة من أجل استعادة المناطق التى سيطرت عليها الفصائل الإرهابية.
الخروقات الإسرائيلية لا تتوقف لليوم الخامس.. وعودة النازحين مهددة
بيروت- تل أبيب- وكالات الأنباء:
تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية فى لبنان بشكل متسارع بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يومه الخامس حيث توغلت قوات الاحتلال فى عيتارون واعتدت على سكان الخيام.
وترافق ذلك مع قصف مدفعى استهدف بلدات حولا وعديسة، بالإضافة إلى إطلاق النار على مواطنين فى صف الهوى بمنطقة بنت جبيل، ما أدى إلى إصابة مدنى لبناني.
كما استشهد شخصان وأصيب آخران فى غارة إسرائيلية على بلدة رب الثلاثين فى النبطية جنوب لبنان، وحذّر الجيش اللبنانى والجمعيات الأهلية من مخاطر القنابل العنقودية والصواريخ والقذائف غير المنفجرة المنتشرة فى المناطق المستهدفة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة 4 أشخاص بجروح فى هجمات إسرائيلية على مناطق فى جنوب البلاد، وأوضحت الوزراة أن 3 أشخاص منهم طفل فى السابعة من عمره، أصيبوا فى هجوم إسرائيلى على سيارة فى قرية مجدل زون جنوب لبنان.وأضافت الوزارة أن شخصا آخر أصيب فى غارة إسرائيلية على قرية البيسارية القريبة من مدينة صيدا بجنوب لبنان فى وقت لاحق.
فى الوقت نفسه، ذكر الجيش الإسرائيلي، أنه شن هجوما على منشأة تابعة لحزب الله فى صيدا تضم قاذفات صواريخ للحزب، وأضاف أنه استهدف أيضا مركبة فى جنوب لبنان زعم أنها محملة بقذائف صاروخية وذخائر وعتاد عسكرى فى إطار رده على انتهاكات وقف إطلاق النار.
وعلى صعيد عودة النازحين، فرض الجيش الإسرائيلى إجراءات مشددة، بما فى ذلك حظر التجوال فى المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، ومنع العودة إلى نحو 260 قرية جنوبية، فى خطوة وصفها مراقبون بأنها استفزازية وتهدف إلى فرض أمر واقع جديد.
وسجل اليوم الخامس لوقف إطلاق النار «المزعوم» ارتفاعا فى نسبة العائدين، حيث وصلت إلى أكثر من 80٪ فى بعض المناطق، لكن القرى الحدودية لم تشهد سوى عودة محدودة لم تتجاوز 10٪. هذا التفاوت يعزى إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، تدمير المنازل والبنى التحتية، وانتشار مخلفات الحرب وغياب الخدمات الأساسية..وفى مناطق مثل قضاء صور وبعض قرى بنت جبيل، بدأت الحياة تعود تدريجيًا رغم المآسى المتمثلة بالفقدان وتدمير الممتلكات. وتشهد هذه القرى حاليًا ورش عمل لإزالة الركام وفتح الطرق وتأمين الحاجات الأساسية كالمياه والكهرباء.