قادته: كان يردد دائمًا.. « مش هانزل من سينا.. إلا ملفوف فى علم مصر»
أم الشهيد: ابنى فى أعلى عليين.. مع الصديقين.. شرفنى فى الدنيا والآخرة
يسطر شهداؤنا من أبطال القوات المسلحة بدمائهم الزكية تاريخاً مشرفاً للوطن والتضحية من اجله وستظل البطولات التى قدموها خالدة بحروف من نور فى تاريخ مصر وسيظل المجد دائماً وابداً هو تاج شهدائنا الابرار، ونتيجة لمكانة الشهيد الكبيرة فى قلوب المصريين، تحتفل مصر وقواتها المسلحة فى يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد.
ومع احتفال مصر بـ «يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الذكية تاريخ وطن عريق علم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بجهود أبنائها المخلصين.
قصة استشهاد البطل شريف عمر تثبت أن أرض سيناء الطاهرة مروية بدماء أبطال من كل المحافظات، ودليل حى ينفى ما يردده الموتورون أن أبناء الكبار والمشاهير، لا يذهبون إلى أرض المعركة، ,لا يذهب إلى سيناء إلا أولاد الفلاحين، أما أولاد علية القوم فلا يذهبون!!
روى قائد الشهيد قصة استشهاد البطل قائلًا: قبل واقعة استشهاده تم تحديد المهمة بتفتيش مكان شديد الخطورة وقال له قائده المباشر «المكان ده ما يبقاش بعيد عليك يا شريف» فرد الشهيد «مفيش حاجة بعيدة يا افندم» وكأنه يقول دا الجنة هناك يا افندم لو سمحت ما تأخرنيش .. كان طلب الشهيد بإلحاح لم اعتده عليه من قبل حيث كان شديد الهدوء والطاعة، وأضاف أن قدم الشهيد كانت أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات فى سيناء.. بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء.. دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء.. فما أن دخل المنزل المستهدف إلا وانفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حي، ثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذي، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر زملاؤه فى الدفاع عنه، ولم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق الأبطال من حصد أرواح التكفيريين الذين ظهروا من خلف المنزل واحداً تلو الآخر.. إنهم جيش مصر خير أجناد الأرض.
فى طريق المداهمة برفح رأى المقدم الشهيد سيدتين عن بعد وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههما فلا شك أنهما تنقلان أخبار تحرك القوات للتكفيريين من هذه المنطقة لكن البطل الشهيد رفض وقال «من إمتى جيش مصر بيقتل نساء، وكانت هاتان السيدتان اللتان أعفى عنهن سبب استشهاده وفقاً لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك .
بطولة المقدم شريف ابن العائلة الشهيرة ، والده وخاله محمد عمر وشوقى غريب، من نجوم الدائرة المستديرة، أما الأم السيدة إيمان غريب تحدثت بكلمات من القلب قالت خلالها «شريف إبنى بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس استثناء، بل تأكيد أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، ويربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يتسابقون نحو الشهادة، ويالها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود.
أضافت أن ابنها نجح قبل استشهاده فى رفح من تعطيل 19 عبوة ناسفة ، وعن آخر دعوة قالتها الأم للبطل الشهيد قبل سفره، قالت دعوت له: «يا رب أشوفك فى أعلى العليين وفى السماء العليا» ولم أدر أن الله سيتقبل منى وأرى ابنى عريس الجنة.
البطل متزوج وله ابنتان، وكان من الضباط المتميزين حيث قضى ست سنوات من خدمته مدرساً فى كلية ضباط الاحتياط، قبل أن ينتقل إلى رفح لمدة عام ، وكان يردد « أنا مش هانزل من سينا إلا وأنا ملفوف بعلم مصر».
تحكى أم البطل أصعب لحظة تمر بها وهى ترى كيف تقف ابنته فريدة وحيدة فى الشقة أو فى الشرفة تحادث صورة والدها الشهيد، وتروى للصورة كيف قامت المدرسة بتمثيل عمل فنى عن بطولة الأب الذى أطلق أسمه على مدرسة الرمل الإعدادية بنات مع توزيع مطويات بها نبذة عن حياته وعرض تقديمى له ليتعرف الجيل الجديد وينشأ على تقدير تضحية بطل تفخر انه والدها.