رغم أن الوقت ربما يكون مبكرا، فإن بطولة الدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم قد تشهد منعطفا جديدا فى صراع المنافسة على اللقب خلال الموسم الحالي، حينما يلتقى ليفربول مع ضيفه مانشستر سيتى فى السادسة مساء اليوم بتوقيــت القــاهرة فى قمــة مبــــاريات المرحــلة الـ13 للمسابقة.
وخلال المواسم السبعة الأخيرة، انحصر التتويج بلقب البطولة العريقة على مانشستر سيتى وليفربول فقط، حيث توج بها الفريق السماوى 6 مرات فى تلك الفترة، بينما حصل عليها الفريق الأحمر مرة وحيدة.
ومن المرجح أن يحصد اللقب أى من الفريقين خلال الموسم الحالى أيضا، لاسيما أن ليفربول يتربع على قمة الترتيب حاليا برصيد 31 نقطة، بعد مرور 12 مرحلة، حيث يتفوق بفارق 8 نقاط كاملة على أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، إلا إذا تمكنت إحدى الأندية المنافسة الأخرى من تحقيق المفاجأة واقتناص اللقب من خلال تعديل مسارها خلال المراحل المقبلة مثل تشيلسى أو أرسنال، صاحبى المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد 22 نقطة.
ويدخل كلا الفريقين المباراة، التى تجرى على ملعب «آنفيلد» بدوافع مختلفة، فبينما يأمل ليفربول فى توسيع الفارق الذى يفصله عن أقوى منافسيه فى المسابقة إلى 11 نقطة، فإن مانشستر سيتى يدرك أن هذه ربما تكون فرصته الأخيرة فى الحفاظ على حظوظه فى المنافسة على اللقب من خلال تقليص الفارق إلى 5 نقاط فقط، حال فوزه باللقاء.
ويمتلك ليفربول العديد من الأسلحة التى من شأنها أن تقوده لحصد النقاط الثلاث، يأتى فى مقدمتها مؤازرة عاملى الأرض والجمهور له، فمنذ 11 فبراير 2004، خاض الفريقان 23 مباراة فى آنفيلد بمختلف المسابقات، لم يحقق مانشستر سيتى سوى فوز وحيد، مقابل 14 فوزا لأصحاب الأرض، وفرض التعادل نفسه على 8 لقاءات.
كما تبدو الحالة الفنية والمعنوية لليفربول فى أفضل حالاتها، فبخلاف تصدره ترتيب الدورى الإنجليزي، فإن فريق المدرب الهولندى أرنى سلوت، يحلق فى قمة ترتيب مرحلة الدورى ببطولة دورى أبطال أوروبا برصيد 15 نقطة، محققا العلامة الكاملة حتى الآن، عقب فوزه فى جميع مبارياته الخمس الأولى بالمسابقة القارية، والتى كان آخرها انتصاره الثمين والمستحق 2/صفر على ضيفه ريال مدريد الإسبانى يوم الأربعاء الماضي.
ويتطلع ليفربول للحفاظ على انطلاقته المذهلة مع سلوت، الذى تولى قيادة الفريق خلفا للألمانى يورجن كلوب، الذى رحل عن منصب المدير الفنى بنهاية الموسم الماضي، خاصة بعد تحقيقه 17 فوزا فى لقاءاته الـ19 الأولى التى لعبها مع الفريق بجميع البطولات.
ويرى محبو ليفربول أن الفرصة تبدو مواتية لتحقيق الفريق انتصاره الأول على مانشستر سيتى منذ 16 أكتوبر 2022، عندما فاز على منافسه 1/صفر فى آنفيلد بالتحديد.
كما تبدو جميع أوراق ليفربول الرابحة جاهزة تماما للمواجهة المرتقبة وفى مقدمتها النجم الدولى المصرى محمد صلاح، الذى يسعى لمواصلة هوايته فى هز الشباك للمباراة السادسة على التوالى بالبطولة، بعدما سبق له التسجيل فى شباك تشيلسى وأرسنال وبرايتون وأستون فيلا وساوثهامبتون.
وساهم تألق صلاح فى اللقاءات الأخيرة إلى تقدمه لوصافة ترتيب هدافى الدورى الإنجليزى هذا الموسم برصيد 10 أهداف، ليقلص الفارق الذى يفصله عن النرويجى إيرلينج هالاند «المتصدر»، إلى هدفين فقط، حيث يطمع «الفرعون المصري» فى الظفر بجائزة «الحذاء الذهبي» للمرة الرابعة فى مشواره بالبطولة، بعدما غابت عنه فى الموسمين الماضيين.
ويبحث صلاح عن هدفه الأول فى مرمى مان سيتى منذ الأول من أبريل 2023، بعدما صام عن التسجيل فى مباراتى الفريقين الموسم الماضي، من أجل مواصلة التقدم فى قائمة الهدافين التاريخيين للدورى الإنجليزى الممتاز.
وأحرز «الفرعون المصري» 167 هدفا فى مسيرته بالبطولة حتى الآن، بواقع 165 هدفا مع ليفربول وهدفين مع فريقه السابق تشيلسي، ليحتل المركز الثامن فى قائمة هدافى المسابقة التاريخيين، بفارق 8 أهداف خلف النجم الفرنسى المعتزل تيرى هنري، صاحب المركز السابع.
وخلال الموسم الحالي، يتربع صلاح على قمة ترتيب أكثر اللاعبين مساهمة فى تسجيل الأهداف بالبطولة برصيد 16 مساهمة، بفارق 4 مساهمات أمام أقــرب ملاحقيه، وذلك عقب تقديمه 6 تمريرات حاسمة بخلاف أهدافه العشرة التى أحرزها فى أول 12 مباراة هذا الموسم.
من جانبه، يهدف مانشستر سيتى للخروج من النفق المظلم الذى دخله منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث يدرك لاعبوه أنه لا بديل سوى الفوز باللقاء المقبل إذا أراد التمسك بآماله فى البقاء بصراع المنافسة على اللقب.
ولــم يحقــق السيتــى أى انتصار منذ 26 أكتوبر الماضي، حينما تغلب بصعوبة بالغة 1/صفر على ضيفه ساوثهامبتون «المتعثر» فى البطولة، حيث عجز عن تحقيق أى فوز فى لقاءاته الستة الأخيرة بجميع البطولات، بعدما تلقى 5 هزائم متتالية قبل أن يفرط فى تقدمه 3/صفر على ضيفه فينورد روتردام الهولندى بدورى الأبطال يوم الثلاثاء الماضي، ليسقط أمامه فى فخ التعادل الإيجابى 3/3 فى اللحظات الأخيرة وسط دهشة الجميع فى المباراة الأخيرة للفريق قبل المواجهة الهامة أمام ليفربول.
وباستثناء هالاند، ظهر نجوم مانشستر سيتى بشكل باهت للغاية خلال الموسم الحالي، كما يبدو أن الفريق تأثر بشدة بإصابة نجم الوسط الإسبانى الدولى رودري، الفائز بجائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، كأفضل لاعب فى العالم لعام 2024، الذى سيغيب عن المستطيل الأخضر ربما حتى نهاية هذا الموسم.
وخلال 18 مباراة لعبها مع «السيتيزنز» بمختلف المسابقات هذا الموسم، أحرز هالاند، ، المنضم مؤخرا لقائمة المرشحين للحصول على جائزة «ذا بيست» كأفضل لاعب فى العالم هذا العام، 17 هدفا حتى الآن، فيما لم يقدم أى تمريرة حاسمة لزملائه حتى الآن.
ويعلم لاعبو مانشستر سيتي، الذين تعرضوا لخسارة قاسية صفر/4 على ملعبهم أمام توتنهام هوتسبير فى المرحلة الماضية بالدورى الإنجليزي، أن الفوز فى عقر دار ليفربول سوف يعيد الكثير من الهدوء للفريق بعد الزوبعة التى عانى منها فى الفترة الماضية، كما سيمنح الثقة لجماهيره حول قدرته على المضى قدما نحو المنافسة على مختلف الألقاب مرة أخري.
وتعود أول مواجهة بين ليفربول ومانشستر سيتى إلى 16 سبتمبر 1893، وهو ما يعكس عراقة لقاءات الناديين، فيما يحمل اللقاء القادم الرقم 55 فى سجل مواجهاتهما فى الدورى الإنجليزى بنظامه الجديد، الذى انطلق لأول مرة موسم 1992/1993، علما بأن مباراتى الفريقين الموسم الماضى بالمسابقة انتهت بالتعادل الإيجابى 1/1.