لا يوجد صاحب قرار فى هذا العالم يمكن القول إنه يفتقد الإرادة السياسية؛ لأن هذه الإرادة الربانية إذا غابت أو توارت أو اختفت لتعطلت كافة المراكب»السائرة» وغير السائرة وفقا للهجة المصرية العامية.
وبحكم تجارب السنين والأيام وتعاقب المواقف التى تنم عن حقائق تاهت كثيرا وأخرى مازالت تبحث لأصحابها عن طريق محدد.. لم يعرف بنيامين نتنياهو معنى الإرادة السياسية فى حياته، فهو رجل أهوج موتور يتصور أن الصاروخ والطائرة المسيرة ومدافع الهاون هى أساس التفاهم الوحيد مع الأعداء الذين شاء قدرهم هم الآخرون أن يعيشوا مهمشين لا يعرفون إلى أين يسير بهم من تحكموا فى الاعتداء عليهم ليل نهار ويستعرضون فى بجاحة كيف أن لديهم القدرة على تقطيع الأجساد وتدمير الأنفس والبلدان.
استناداً إلى كل تلك التطورات فقد تفرغ الشرير نتنياهو لممارسة كل ألوان العذاب ضد هؤلاء القوم المغلوبين على أمرهم والذين تركهم اتفاق وقف إطلاق النار لقمة سائغة.. ينفرد بها الجبناء.
فى نفس الوقت الذى مازال مترددا فى تنفيذ الاتفاق مع حزب الله والدليل تهديداته المستمرة لسكان وقرى الجنوب اللبنانى وتحذيراته لهم بعدم العودة إلى منازلهم السابقة وبالفعل التحذيرات والتنبيهات تتنفذ بدقة خشية تعرض هؤلاء القوم إلى ما يعيدهم من جديد إلى المربع صفر.
>>>
لذا.. إمعاناً فى كل تلك الوقائع فإن كلمة الرئيس السيسى بمناسبة اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى ليست مجرد سطور تقليدية أو تعبيرات مكررة بل إنها تعكس إحساساً عميقاً بالمسئولية وتنم عن الألم بسبب عجز المجتمع الدولى عن وقف إراقة الدماء الفلسطينية.
ما قاله الرئيس بالأمس والذى يستكمل به حلقات الموقف المصرى من تلك القضية الأزلية والذى يشهد به الدنيا كلها على أن موقفها الثابت لن يتغير وعلى أن مواجهة الباطل والضلال لا تكون أبدا بالعنف والعنف المضاد وإلا تحولت النتائج المرجوة إلى منصات دائمة للانتقام الضارى الذى لن يزيد النار سوى اشتعال فوق اشتعال وغليان حمم البراكين سوى حقد وكراهية مع كل فجر جديد.
وأخيرا.. تحدث الرئيس بلغة الحضارة والموهبة والعلم حيث قال: أدعو إلى ضرورة ترسيخ ثقافة السلام..
هل يفهم المجتمع الدولى ماذا تعنى ثقافة السلام..؟!
طبعا.. لو كان يعلم ما وصل الحال إلى ما هو عليه الآن.. ومع ذلك فلدى الجميع فرصة لتدبر الأمور وتغليب المصالح العامة فوق جميع نزعات الذات.
>>>
و..و..شكراً