أصبح الناس يريدون أن تكون التصريحات الصادرة عن الحكومة مطابقة للواقع القائم.. بمعنى أن هذه الأسعار التى حددتها وزارة التموين لبعض السلع لا يجوز أبدا أن يفاجأ المواطن بأسعار مختلفة.
>>>
نعم.. ربما تأتى الحكومة وتقول إنها فعلت ما عليها .. وهذا لمسناه جميعاً..فالمشكلة فيمن يصرون على السير فى تيار الجشع والطمع اللذين ثبت أنه مهما طال بهما الزمن فلا يصح فى النهاية سوى الصحيح.
أيضا لقد زادت خلال الأيام الماضية نبرة تشجيع الاستثمار والمستثمرين وإزالة أى عقبات تصادفهم مع سرعة إصدار التراخيص اللازمة.
بكل المقاييس المستثمرون لا يبغون أكثر من ذلك لكن المهم التطبيق العملى فكم سمعنا – وهم طبعا – عن فكرة الشباك الواحد والذى لقى ترحيبا كبيرا من جانب كل أصحاب رءوس الأموال الذين يحسبون كل دقيقة ضائعة ومدى تأثيرها على تكلفة المشروع وبالتالى انعكاس هذا الشباك على ثمن السلعة بالنسبة للمستهلك وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا فهذا الشباك الواحد يظل حتى الآن أملا ينتظره أصحاب الشأن بشغف ولهفة.
>>>
أيضا الناس يريدون أن يكون الكلام عن الدولار وسعره سواء فى البنوك أو السوق الموازية ومدى توافره كلاما عمليا لكن الملاحظ حتى الآن أن مشكلة هذا الدولار مازالت قائمة..
ببساطة شديدة المصانع التى تحتاج إلى مستلزمات إنتاج مستوردة من الخارج هل يستطيع أصحابها فتح اعتمادات أو تحويل دولارات بصفة رسمية نقدا أم أن العقدة مازالت قائمة وهى عقدة كما نعلم كلنا متشابكة الخيوط التى ليس من السهل حلها إلا بتوفير العملة الصعبة.
>>>
على الجانب المقابل فلا أحد ينكر أن الدولة التى تبذل قصارى جهدها لمواجهة المشاكل بكل ما أوتيت من قوة لكن الناس من حقهم أن يروا النتائج على الأرض وفى رأيى أن هذه النتائج مازالت تحتاج وقتا لكى تؤتى بثمارها.
من هنا يثور السؤال:
ما الذى فى وسعنا عمله كمواطنين والحكومة من أجل تحقيق نوع من انسيابية الحياة وسط ظروف اقتصادية صعبة لسنا نحن المسئولين عنها بل فرضت علينا فرضا؟!
>>>
بداية لابد أن تسرى فى المجتمع مشاعر عامة وأحاسيس مشتركة بضرورة زيادة الإنتاج بنسبة كبيرة ودون انتظار.
لا جدال أن هذا الهدف ليس من السهل تحقيقه بين يوم وليلة وبالتالى ستظل الأوضاع كما هى على مدى شهور قادمة إن لم يكن سنوات.
هذا صحيح لكن أن تعلم الجماهير مسبقا أنها مطالبة بعمل أشياء هذا فى حد ذاته يخلق مناخا من الراحة والاطمئنان أما بالنسبة للحكومة فيقع عليها المسئولية الأكبر وفى رأيى أنها قد أخذت تخطو خطوات عملية وواقعية لكنها فى حاجة إلى أن تقيم جسورا أوثق من التعاون بينها وبين رجال الأعمال من جهة وبينها وبين الجماهير من جهة يعنى عليها أن تتصل برجال الأعمال أصحاب المشروعات المتوقفة بسبب عدم توفر العملة الصعبة وتستمع إليهم لاسيما وأن كثيرا منهم يقولون إن بيدهم الحلول والتى أهمها السماح لهم بإيداع مبالغ من العملة الصعبة فى البنك ثم يقومون بتحويلها بلا عقبات أو مشاكل.
أيضا لابد من الإسراع فى عملية الإفراج الجمركى عن البضائع الموجودة على أرصفة الموانئ لاسيما وأن رئيس الوزراء كان قد أعلن منذ أيام عن انفراجة طال انتظارها.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
هكذا يتأكد بالدليل العملى أن يدا واحدة لا تصفق بل لابد من تكاتف جميع الأيادى وتلاحم مختلف الصفوف.
>>>
و..و..شكرا