سينما الشباب .. مصطلح بدأ يظهر من جديد، ويعلن عن نفسه بقوة، فهو التطور الطبيعى بعد حالة من الركود الفنى .. يبث الامل فى مياه السينما الراكدة، ويتناول الموضوعات بجدية بعيدا عن افلام العنف والاثارة، باثارها السلبية .
قدم مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الاخيرة ثلاثة افلام لمخرجين شباب فى اول اعمالهم الروائية ومنحهم شهادة ميلاد فنية جديدة احدهم فى المسابقة الرسمية وهو» دخل الربيع يضحك».. اخراج نهى عادل الذى حصل على اربع جوائز، والثانى «أبو زعبل 89» اخراج بسام مرتضى الذى حصل على ثلاث جوائز .. والثالث «مين يصدق» اخراج زينه اشرف عبد الباقى.. الذى شارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.
والافلام الثلاثة حصلت على إشادات واسعة من الجمهور، عقب عرضها الأول فى مهرجان القاهرة السينمائى وجميعهم اخذوا الفرصة ونجحوا جماهيريا وفنيا، ليعلنوا عن بداية مرحلة جديدة من السينما الشبابية، او كما يقولون نحن قادمون وبقوة.
بدأت الفنانة الشابة زينة اشرف عبد الباقى مخرجة فيلم «مين يصدق» التمسك بالفرصة، خاصة انها درست السينما اكاديميا فى امريكا وساعدتها موهبتها وخلفيتها الفنية وتربيتها فى بيت فنى مع والدها الفنان اشرف عبد الباقى «ابنة الوز عوامة».. واقامت عرضاً خاصاً للفيلم بالتجمع الخامس حضره نخبة كبيرة من نجوم الفن.. والفيلم يعد التجربة الإخراجية الأولى، ويلعب بطولته الفنان يوسف عمر والفنانة جايدا منصور بالإضافة إلى مشاركة متميزة للنجمين أشرف عبد الباقى وشريف منير.
تدور أحداث الفيلم حول «نادين» التى تعيش تأزما مع والديها نتيجة لعدم اهتمامهم بها، تتعرف على شاب محتال يُدعى «باسم»، يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام الذى تفتقده، تتطور العلاقة بينهما ليخوض الاثنان رحلة فى عمليات النصب التى تورطهما فى العديد من المشاكل، مما يضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.
المخرجة زينة عبد الباقى أكدت عن سعادتها بعرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى، خصوصا وأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ عام وذلك بعد تأجيل دورة المهرجان فى العام الماضى.
قالت : تعمدت أن تكون فكرة الفيلم بسيطة حتى استطيع التركيز فى التفاصيل الإخراجية خصوصًا وأننى اتخذ أسلوب الواقعية منهجًا فى عملى، هذا بخلاف شعورى بأننى منحت فرصة عظيمة فى سن صغير، وهذا لا يحدث للآخرين بسهولة لذلك اخترت أن يكون الأبطال شباباً حتى استطيع التعبير عنهم بشكل أفضل، ربما لا تتوفر لهم مثل هذه الفرصة كثيرا.
اضافت : درست الإخراج فى نيويورك دراسة احترافية، وحصلت على العديد من الكورسات فى لندن، وبدأت رحلة عملى فى سن الرابعة عشر، ولكن لم يكن لدى رغبة فى العمل بالخارج، وكل تفصيلة تعلمتها فى الخارج كان لابد أن أتعلمها بالطريقة المصرية خصوصًا وأننا نقدم سينما تعبر عنا وهذا كان أصعب ما فى الأمر، والحقيقة أننى تعلمت هنا كثيرًا لأننى أحب السينما المصرية وأريد أن أكون جزءًا من هذه الصناعة العريقة.
أكدت زينة أن والدها دائمًا حريص على دعم الشباب على مدار تاريخه الفنى، فهذا هو منهجه فى الحياة دائمًا، وقالت: والدى هو أكبر سند وداعم لى، ورغم أننى كنت مترددة من هذه الخطوة كان يقوم بتشجيعى ويقنعنى بها، وحتى عندما كنت أشعر بخوف وتوتر خصوصًا أثناء التصوير كطبيعة أول تجربة روائية طويلة لى مع فريق عمل كبير، كان وجوده دائمًا يزيدنى ثقة.
وأشارت زينة إلى مساحة الحرية التى منحها لها والدها دون تدخله فى أى تفاصيل، وقالت: بابا كان ألطف شخص فى اللوكيشن، ولا يتدخل أو يعلق على أى شىء، كان مستمع جيد فى أى تفاصيل محددة أطلبها فى تصوير المشهد، ولكن بالرغم من ذلك كنت أشعر بتوتر من وجوده فقط لأننى أريد أن يشاهد أفضل ما لدى من قدرات إخراجية.
وتابعت أن نفس الأمر حدث مع النجم شريف منير زينة تشكر والدها على دعمه وقبوله المشاركة فى الفيلم ويقول: شرف كبير لى أن يوجد اسمه بمشروعى، وبالرغم من علاقة الصداقة التى تجمع بين عائلتينا منذ زمن بعيد لكنه كان شديد التقدير لى فى عملى ويقدس جيدًا فكرة احترام المخرج وتعليماته بالإضافة إلى إلتزامه الشديد فى المواعيد، وتقديم أفضل أداء لديه.
أما عن أبطال فيلمها الفنان يوسف عمر والفنانة جيدا منصور، أعربت زينة عن حماستها الكبيرة لهم، وقالت: يوسف وجايدا لديهما موهبة فنية كبيرة وتشرفت كثيرًا أن يكونا أبطال تجربتى الروائية الأولى خصوصًا وأن لديهم إخلاصاً كبيراً فى تنفيذ كل تفصيلة بالعمل بالإضافة الى أنهما كانا يمنحونى آراءهما فى بعض الأمور ويستمعان إلى آرائى أيضًا جيدًا، وأشعر بامتنان كبير لهما لخوضهم معى هذه التجربة .
وحول الصعوبات الإخراجية التى واجهتها فى فيلم «مين يصدق»، أكدت زينة عبد الباقى أن الصعوبة تكمن فى الضغط الذى كانت تشعر به وليس فى فكرة عملها كمخرجة، وذلك لحرصها أن يكون فريق العمل بجميع أفراده فى راحة تامة واعتزاز بما يقدمه فهذا أكبر تقدير يمكن أن تمنحه لفريق عملها.
تحدث النجم اشرف عبدالباقى، عن موهبة ابنته زينة كمخرجة قائلا إنها مميزة وهو مؤمن بها ولقد أثبتت نفسها فى الأفلام القصيرة.
وأضاف عبد الباقى أنه بالطبع يدعم زينة وكان أول من قرأ السيناريو وأعطاها عدة ملاحظات وقد أعجبه للغاية، فهى فكرة شبابية مميزة، كما أن زينة مسيطرة جدا داخل موقع التصوير ولا يريد أن يجاملها ولكنها على قدر عال من التركيز.
قال :النجم شريف منير، انا سعيد بتجربة الفيلم مؤكدا على رغبته فى دعم وتشجيع الطاقات الجديدة .. مضيفا بالرغم أن دورى ليس كبيرا بالفيلم لكنى تحمست لتجربة زينة ومشاركة الوجوه الشابة بالفيلم لأنهم فى حاجة للدعم والمساعدة كما أن زينة هى ابنة صديقى أشرف عبد الباقى فهى مثل ابنتى، والحقيقة أننى وجدتها شخصية مثقفة ومتفتحة، لديها رؤية ووجهة نظر وطموحاً.
وتابع :هذا بخلاف أننى أعجبت باختيارها بطلين من الشباب فهذا هو التطور الطبيعى أن تخرج طاقات جديدة للسينما، والحقيقة أن يوسف عمر وجايدا منصور وجهان متميزان وكانا يعملان بمنتهى القوة والطاقة .
أكد يوسف عمر بطل الفيلم أنه يعتبر دوره فى فيلم «مين يصدق» نقلة نوعية فى مشواره الفنى، وقال: الشخصية مميزة وبها تحديات كبيرة، فمنذ قراءتى الأولى للسيناريو شعرت أنه سيكون دورًا مختلفًا عن أى عمل قدمته أو رشحت له من قبل وحصرنى فى قالب معين «الشاب الجميل» وهذا بالنسبة لى تحد، يحسب للمخرجة أيضا لأننا حضرنا واشتغلنا كثيرًا وهذه خطوة مهمة لى قبل التصوير جعلتنا نعمل فى أجواء أكثر متعة واحترافية.
وأضاف: أجسد دور ميكانيكى نصاب، لديه قصة مأساوية فى طفولته، ما استدعى منى ضرورة الاحتكاك والتعرف على هذا العالم عن قرب، وقمت بالفعل بالنزول لأكثر من ورشة حتى أقدم معايشة حقيقية خلال الأحداث.
أما جايدا منصور بطلة الفيلم، فأعربت عن سعادتها بردود الأفعال التى تلقتها عقب عرض الفيلم، مؤكدة أنه كان بمثابة حلم كبير لها حيث إنها سبق وعملت بالعديد من المسلسلات لكنها لم تخض تجربة العمل بالسينما من قبل، منوهة أنها منحت فرصة عظيمة فى أخذ مساحة البطولة المطلقة لفيلم صناعة بالكامل من الشباب الذين تمثلهم.
وحول استعدادها لشخصية «نادين» التى جسدتها بالأحداث، قالت جايدا: أجرينا العديد من البروفات التحضيرية مع المخرجة لمدة شهر، وهناك مشاهد عملنا عليها كثيرًا وقمنا بارتجالها فى البروفات ثم اعتمدناها فى التصوير بعد ذلك، بالإضافة إلى مذاكرتى للشخصية لأننى من الشخصيات التى تحب الدخول فى حالة «الكاركتر» قبل التصوير حيث أقوم بارتداء ملابس مثلها أو التحدث بنفس طريقتها.
وأضافت: وجود مخرجة شابة مثل زينة، منحنى قدراً أكبر من الأريحية فى العمل، فهى شخص لديها إطلاع على كل جديد بالإضافة إلى المرونة التى تتمتع بها فى التعامل، فهى تعرف جيدًا متى تنفذ وجهة نظرها أو تستمع لوجهات نظر الآخرين
والحقيقة أن جزءاً من تميز زينة خلفيتها التمثيلية حيث إنها حصلت على العديد من ورش التمثيل بجانب دراستها للإخراج مما جعلها قادرة على التعامل بشكل أكثر احترافية مع الممثل.
أما عن شريكها فى البطولة الفنان يوسف عمر، أكدت جيدا أنه ممثل جيد ولديه كاريزما كبيرة، وأضافت: يوسف ساعدنى كثيرًا قبل التصوير فى إزالة الحواجز بيننا حتى تظهر علاقة الحب التى تجمع بيننا على الشاشة طبيعية.