> لعب العمل الخيرى على مدى سنوات التاريخ أدوارا مؤثرة فى حياتنا.. فإلى جانب مهام الحكومة فى الإنشاء والتعمير وإنشاء البنى التحتية.. وجد من يتقدم الصفوف ليقوم هو الآخر بعمل الخير مقتفيا فى ذلك آثار الصحابة الكرام والسلف الصالح.. ومن هنا كانت البدايات ممثلة فى الأسبلة والتكايا للطعام والشرب.. ثم تطور الأمر بعد ذلك ليتواجد إلى جانب ذلك المشافى ودور العبادة والمدارس بمختلف المراحل التعليمية.. وكان المتبرع يقصد من وراء ذلك ابتغاء مرضاة الله .
> تلك كانت مقدمة أردت بها بيان فضيلة العمل الخيرى وقد ذكرنى بهذا العمل.. أمر جرت أحداثه فى قريتى سبك الضحاك.
وملخص هذا الأمر قيام أحد أبناء القرية بتبرع كريم وهو عبارة عن مساحة أرض تتجاوز الخمسة آلاف متر مربع من أجل إقامة مشاريع خيرية للنفع العام سواء كان ذلك فى صورة مستشفى للعلاج بمختلف التخصصات أو مجمع مدارس »ابتدائى – إعدادى – ثانوي« أو غير ذلك.
> ولم يكن المستشار بشير أحمد عبدالعال ــ رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق – هو النموذج الأول من أبناء سبك الضحاك من يبادر بعمل الخير.. فقد سبق الرجل كثير من أبناء هذه القرية »النموذج والقدوة« فى العمل الخيرى الأهلى نذكر على سبيل المثال لا الحصر.. السيد مصطفى بسيونى حيث كان الرجل من أوائل من وضع بذرة العمل الخيرى بالقرية عندما تبرع بمبنى كامل يستغل كمدرسة للتعليم الإعدادى »بنين وبنات« وعندما آل المبنى للسقوط سارع أبناء هذا التاجر الصدوق «الحاج مصطفي» باستعادة المبنى القديم والتبرع بأرض بديلة أكثر اتساعًا لإقامة مدرسة «مصطفى بسيوني» أيضاً كان من رموز الخير فى ذات القرية الاقتصادى الكبير الأستاذ عبدالستار العطار.. رجل الصناعة والاقتصاد الذى لم يبخل بماله على أبناء »سبك« أيضاً حيث كان هو الآخر من المبادرين وكانت له الأيادى البيضاء من خلال إنشاء المسجد الجامع والذى ألحق به مؤخراً مستوصف طبى هذا علاوة على دار الأيتام فى الجهة المقابلة للمسجد.. ناهيك عن توفير العديد من فرص العمل لأبناء قريته فى مشاريعه المتنوعة.. إلى جانب هؤلاء كان هناك العمل الخيرى المتميز الذى دشنه الحاج «أنور سعد » حيث أنشأ الجامع الكبير فى أطراف القرية بالإضافة إلى إقامة صرح تعليمى أزهرى »معهد أنور أحمد الاعدادى الثانوى .
الأمر لم يقف عند هذا الحد بل ان هناك من رجالات هذه القرية من قام بما هو مستطاع وان لم يكن على ذات الدرجة من الثراء وهنا أذكر الحاج »منير موسي« هذا المعلم القدوة من رجال التعليم فى القرية الذى كانت له بصمته من خلال تبرعه بإقامة العديد من المشروعات الخيرية فى بلدته سبك حيث أقام مسجد الإيمان والمستوصف الخيرى ودار الحضانة ومساهماته الفعالة فى إنشاء معهد «الفتيات» الأزهرى الإعدادى الثانوي.
– إن ما ذكرته قدر يسير من أعمال الخير الأهلية التى قام بها رجال صادقون فى أفعالهم قبل أقوالهم ولعل ما قام به المستشار بشير أحمد عبدالعال رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق هو امتداد لأعمال جليلة قام بها من سبقوه من أبناء قريته.. ولعل استقبال اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية للمستشار بشير وتحيته على هذا التبرع دليل على تشجيع الدولة وتقديرها لكل يد تعمل لأجل رفعة الوطن.