أثار قرار المجلس الأعلى للجامعات بعودة الأسئلة المقالية فى امتحانات العام الدراسى 2025/2024 بجانب نظام «البابل شيت» الجدل مرة أخرى حول مزايا وعيوب كل منهما حيث تم اعتماد خليط من الأسئلة المقالية والاختيار من متعدد فى امتحانات المقررات الدراسية سواء الورقية أو الإلكترونية خاصة مع تطبيق القرار خلال امتحانات الفصل الدراسى الاول .
الخبراء والمتخصصون اكدوا على أهمية عودة الاسئلة المقالية فى اختبارات الجامعات مع الفصل الدراسى الأول 2025/2024 فى جميع الفرق الدراسية بالنظام العام والبرامج النوعية ،واشاروا الى ان نظام البابل شيت الحالى يحد من قدرة الطلاب على التعبير الحر فى الاختبارات بينما الاسئلة المقالية تعزز مهارات التفكير النقدى والكتابة و التفكير والابداع لدى الطلاب خلال دراستهم الجامعية .
«الجمهورية» طرحت الموضوع للمناقشة بين الخبراء والمتخصصين لمعرفة ماهى مزايا وعيوب النظام السابق والجديد، وهل قرارعودة الاسئلة المقالية فى صالح الطالب لاعداد خريج جيد لسوق العمل فى المرحلة القادمة أم لا؟
يقول د. محمد كمال استاذ بجامعة القاهرة انه مع صدور قرار المجلس الأعلى للجامعات بتطبيق نظام الامتحانات المقالية بجانب امتحانات «البابل شيت» مضيفاً ان الامتحانات الموضوعية تتميز بجعل الطالب يركز فى كل جزئيات الموضوع الذى يدرسه ويطبق عليها اختبارات تقيس مدى الاستيعاب وتتم فيه الدقة والموضوعية فى التصحيح الذى لا يوجد فيه إمكانية للأهواء الشخصية، ممايؤدى الى تغطية واسعة للمحتوى الدراسى ويحقق المستهدف منه .
وأضاف كمال ان من عيوب «البابل شيت « التركيز على الحقائق والمعلومات السطحية، وعدم تنمية المعرفة الشمولية لكل جوانب الموضوعات المدروسة، وعدم القدرة على تنمية مهارات التعبير لدى الطلاب حتى أن بعضهم لا يستطيع كتابة فقرة واحدة، وأخيرا سهولة التخمين والغش بشكل كبير مشيرا إلى أن الامتحانات المقالية تتميز بالتقييم العميق لفهم الطلاب وقدرتهم على التعبير عن المادة بشكل متعمق، وتقييم مهارات الكتابة والتفكير النقدى مما يؤدى الى المرونة فى إجابات الطلاب، غير أنها يعيبها التصحيح الذاتى والتقديرى للمصحح، و تتطلب وقت ومجهود كبيرين فى التصحيح، ولا تغطى كل جزئيات المحتوي.
واشار الى ان قرار الجمع بين النظامين هو الصائب على أن تكون الغلبة فى الامتحان للأسئلة المقالية، وتخصص نسبة أقل للأسئلة الموضوعية أو البابل شيت وهذا يساعد فى تجهيز خريج قادر على المنافسة فى سوق العمل .
وعن كيفية تطبيق النظام الجديد للامتحانات هذا العام الدراسى أكد كمال ان من السهل للجامعات التعامل مع هذا التغيير بسهولة ومرونة تامة فأعضاء هيئة التدريس مهيئون لكل ذلك، وسبق ووضعوا الامتحانات من قبل بالطريقة المقالية، ثم بالموضوعية، وبالتالى يسهل عليهم الجمع بين النظامين فى نفس الامتحان.
وأوضح ان المشكلة الحقيقية ستواجه الطلاب انهم اعتادوا منذ سنوات على الامتحانات الموضوعية أو البابل شيت حتى افتقد الكثيرون منهم مهارات التعبير والكتابة والشرح والتحليل والنقد وهى مهارات أساسية مضيفا ان تجربة حقوق القاهرة العام الماضى بتطبيق الامتحانات المقالية أثبتت ذلك حيث انخفضت نسب النجاح والتقديرات بشكل كبير.
واضاف كامل أنه من المعروف أن نظام الاختيار من متعدد أصبح شائعًا فى معظم الامتحانات الجامعية وما قبلها بمدارس الثانوى والاعدادى فى الفترة الأخيرة، وهذا النظام يتميز بسرعة التصحيح والقدرة على تغطية عدد كبير من الأسئلة فى وقت محدود ، موضحاً ان هذا النظام يواجه العديد من الانتقادات التى تؤثر سلبًا على قياس مستوى الطالب ،منها عدم قياس الفهم العميق لاعتماد الطالب على هذا النظام فى تحديد الإجابة الصحيحة من بين مجموعة من الخيارات التى ربما تكون متشابهة، وهذا يعنى أن الطالب يمكنه اجتياز الامتحانات دون فهم عميق للمفاهيم أو القدرة على تطبيقها ولذلك يصبح اختبارا سطحيا.
وأشار الى ان نظام الاسئلة المقالية بجانب الاختيارى مهم فى تطوير مهارات الكتابة والتعبير عند الطلاب فى ظل انتشارمواقع التواصل الاجتماعى مع تداخل اللغة العربية مع العامية مع الفرانكو آراب مما ادى ذلك الى إضعاف مهارات الكتابة والتعبير السليمة لدى الطلاب, إلا ان القرار الخاطئ بتعميم أسئله الاختيار من متعدد دون الاسئله المقالية يصبها فى مقتل ويساهم فى إضعاف والتحصيل الدراسى عند الطلاب.
وأكد د. سليم عبد الرحمن استاذ بجامعة حلوان ان الاسئلة المقالية لها اهمية بالغة ولا يمكن الاستغناء عنها فى ظل العولمة والتكنولوجيا لانها تعطى فرصة للطالب المتميز يعبر عن ذاته وارائه من خلال الكتابة والتفكير العميق والابداع وانها صعبة الغش.
ويكشف عبد الرحمن انه من اقترح على الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم ادخال جزء من الاسئلة المقالية فى امتحانات الثانوية العامة خلال السنوات الماضية ، مما أدى الى حدوث طفرة فى النتائج والتمييز عن طريقها بين الطلاب المتفوقين ومعرفة مهارات الابداع والتفكير لدى الطلاب من خلال الاجابات الخاصة بها.
اشار إلى أهمية الاسئلة المقالية بجانب الاختيارية فى ورقة الامتحان للطلاب خاصة فى الكليات الانسانية التى تحتاج موادها الى فهم وتركيز وابداع.