فى ذكرى يوم التضامن العالمى مع الشعب الفلسطينى واصل الاحتلال الإسرائيلى جرائمه المعتادة فى قطاع غزة أمس مخلفًا شهداء جدد اومصابين جددا، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل منقطع النظير فى القطاع فى ظل اصرار الاحتلال على منع دخول المساعدات للمدنيين الذين يعيشون فى بؤرة من الجحيم وينهش فيهم الجوع والفقر والمرض والتشريد.
وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، قالت أمس إن قطاع غزة يشهد «أعنف» قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.
أوضحت «الأونروا»، عبر منصة «إكس»، أن اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى يأتى مع استمرار الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى القطاع دون رادع دولي».
يذكر ان يوم 29 نوفمبر عام 1977 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم الدولى للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث اعتمدت الجمعية فى نفس اليوم عام 1947 قرار تقسيم فلسطين ،لإنشاء دولتين على أرض فلسطين، دولة عربية وأخرى يهودية.
يقدّم اليوم الدولى للتضامن مع الشعب الفلسطينى الفرصةً لتجديد لفت انتباه المجتمع الدولى على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة حتى يومنا هذا، وأن الشعب الفلسطينى لم يحصل بعد على حقوقه المشروعة.
من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من أن قطاع غزة، لا سيما الجزر الشمالية، تعانى من نقص حاد فى الأدوية والأغذية والوقود والمأوي، مطالبة الكيان الإسرائيلى بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فى القطاع.
قال المدير العام للمنظمة أدهانوم جيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب فى غزة قبل أكثر من عام لجأ تقريبا جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم، مضيفا أن 90 ٪ منهم يعيشون فى خيام.
أوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفسى وغيرها، فى حين يتوقع أن يؤدى الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية».
وحذر مدير المنظمة من أن الوضع مروع بشكل خاص فى شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلى عملية واسعة النطاق فى المنطقة مطلع أكتوبر الماضي.»
على الصعيد الميدانى واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها لمناطق متفرقة فى قطاع غزة، لا سيما شمال ووسط القطاع فى حى الزيتون، النصيرات، وخان يونس، مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 شهيد ومصاب خلال 24 ساعة وتدمير العديد من المنازل وزيادة عدد النازحين إلى مليونى شخص، من أصل 2.3 مليون نسمة فى القطاع.
نشرت وزارة الصحة فى قطاع غزة، تقريرا بشأن حصيلة المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق العائلات الفلسطينية خلال عام من الإبادة الجماعية.
قالت الوزارة إن القوات الإسرائيلية ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات، حيث تم محو 1410 عائلات كاملة من السجل المدني، فيما بلغ عدد العائلات التى بقى منها ناج واحد فقط 3463 عائلة.
فى السياق استشهد 29 مواطنا فى مخيم النصيرات منذ توغل جيش الاحتلال الإسرائيلى فى المخيم، فيما يتواصل القصف المدفعى مستهدفا مجمل مناطق وسط قطاع غزة.
استشهد شخصان اخران بقصف إسرائيلى لمجموعة من المواطنين فى محيط مفترق الصناعة بحى تل الهوا بينما انتشلت طواقم الدفاع المدنى 3 شهداء و5 إصابات جراء استهداف إسرائيلى منزلا لعائلة «نصار» فى شارع الوحدة غرب مدينة غزة.
كما نسف الجيش الإسرائيلى مربعات سكنية فى مخيم جباليا.فيما استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلى على خان يونس، جنوب قطاع غزة.
فى الاثناء أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العمليات العسكرية فى مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة، حيث تشير التقديرات إلى وجود ما بين 100 إلى 200 عنصر من المقاومة الفلسطينية فى المنطقة.
وفقًا للتقارير، تمكن الجيش الإسرائيلى حتى الآن من «قتل» نحو 1,500 مقاوم، واعتقال 1,200 آخرين يتم استجوابهم للحصول على معلومات استخباراتية لدعم العمليات الميدانية.
نفذت قوات «لواء جفعاتي»، اقتحام مجمع مدرسة كبير فى المخيم، وأسفرت عن استشهاد 40 مواطنا فلسطينيا، بينهم 22 خلال اشتباكات مباشرة و18 عبر غارات جوية.
كما تم اعتقال نحو 100 شخص إضافى دون تسجيل إصابات فى صفوف الجنود الإسرائيليين، حسب «يديعوت أحرونوت».
تعتمد قوات الاحتلال فى هذه العمليات على استراتيجية تقضى بتقسيم المناطق الشمالية من قطاع غزة وفرض حصار عليها، مع إخلاء المدنيين باتجاه الجنوب.
تصف المصادر العسكرية هذه الإجراءات بأنها «منظمة ومنهجية»، رغم الانتقادات الدولية التى تواجهها.
منذ بدء العملية، نفذ الجيش نحو 1,500 غارة جوية على أهداف متعددة فى القطاع، فيماتهدف العمليات إلى تأمين المستوطنات القريبة من غزة، مثل نتيف هعسرا وسديروت.
مع استمرار القتال، وتؤكد القيادة العسكرية الإسرائيلية عزمها على تحقيق أهدافها، رغم التحديات الكبيرة التى تواجهها ميدانيا.