الحقيقة.. نحن أمام رؤية عبقرية فى الإصلاح والبناء والتنمية.. ارتكزت على الإرادة واستشراف المستقبل.. والأفكار الخلاقة تثبت كل يوم جدواها وتحقق ثمارها.. وتفتح الطريق أمام مصر نحو المستقبل الواعد.. بعد أن كانت قبل الرئيس السيسى على شفا الانهيار.. لكنه أخذ بيدها وقادها إلى عهد جديد من النجاحات والإنجازات والقوة والقدرة.. وأن تكون واحة الأمن والاستقرار.. وقبلة الاستثمار.
تدفق الاستثمارات الأجنبية على مصر لم يكن أمراً من قبيل الصدفة أو المفاجأة ولكن جاء وفق عمل، ورؤية إستراتيجية عميقة استشرفت المستقبل، وعملت من أجله وفق حسابات دقيقة، ونظرة بعيدة المدي، ونستطيع أن نرصد ذلك بسهولة من خلال قراءة دفتر أحوال أضخم وأكبر وأعظم مشروع وطنى للبناء والتنمية، وتحقيق التقدم، وتشخيص دقيق لمتطلبات الانطلاقة المصرية الكبرى أو بمقاييس الوقت الحالى الانفراجة الاقتصادية الكبري.
حالة الكفاح والنضال المصرية على مدار 10 سنوات، والتحدى لأزمات وعقبات ومشاكل متراكمة ومعاناة عميقة من الماضى أتت ثمارها بنجاح كبير فاق كل التوقعات، رغم ما واجهته تجربة مصر الملهمة فى البناء والتنمية ليس فقط عقبات وتحديات، ولكن أيضا حملات ضارية وشرسة من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والإحباط ومحاولات هز ثقة المصريين فى قدرتهم على تنفيذ مشروع عظيم لوطنهم، فالمستحضر لأحداث وعمل 10 سنوات يستطيع أن يصل إلى حقيقة واضحة أنه لم يخرج مشروع عملاق وعظيم فى مصر إلا وتعرض لسهام الأكاذيب والتشكيك من قبل قوى الشر، لكن كانت ردود الأفعال للدولة المصرية قوية وحاسمة وواعية، امتلكت الإصرار وإرادة الاستمرار فى تنفيذ الرؤية بثقة وإدراك حقيقى للنتائج والثمار التى سوف تتحقق، وقد كان وحدث على أرض الواقع، لم تصدق أو تفلح كل حملات الأكاذيب والإحباط، ومضى المصريون بثقة خلف قيادتهم الوطنية الملهمة يسابقون الزمن، ويواصلون الليل بالنهار من أجل استكمال البناء والتنمية، وبنود التجربة المصرية الملهمة.
دعونا نؤكد أن الاستثمارات الأجنبية الكبرى وغير المسبوقة، لا تأتى صدفة أو مجاملة، فأى مستثمر يضع أمواله الهائلة لابد أن يكون وفق حسابات دقيقة ودراسات جدوى وقياس دقيق لحجم المكاسب التى تتحقق ومدى جودة البيئة الاستثمارية ومقومات وأسباب نجاح الاستثمار، فكما يقولون «رأس المال جبان»، لابد أن يستند على حالة مثالية من الأمن والاستقرار الشامل على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ومدى توافر مقومات النجاح من بنية تحتية وأساسية عصرية، وتشريعات وتسهيلات وسرعة فى الإجراءات وتوافر مصادر الطاقة المتنوعة، وكذلك وسائل النقل وشبكة الطرق والموقع الجغرافى الإستراتيجى الفريد والقدرة على الوصول إلى كافة الأسواق الخارجية فى أفريقيا وآسيا وأوروبا، والحقيقة أن مصر تمتلك الرصيد الأوفر عالمياً فى الموقع الإستراتيجى الفريد الذى احتاج فقط إلى إدراك حقيقى لأهميته وهو ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال الاستثمار العبقرى فى موقع مصر الإستراتيجي.
بعد توقيع مصر والإمارات الشقيقة لأكبر صفقة استثمار مباشر فى تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة بما يحقق لمصر 35 مليار دولار، و35٪ حصة من صافى الأرباح، توالت وتواترت الأنباء وطبقاً لأحاديث الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بأن هناك استثمارات كثيرة سوف تأتى فى الأيام القادمة، ناهيك عن أن الحكومة تعكف على إعداد قائمة كبيرة من المشروعات الاستثمارية فى مجالات متنوعة سوف تطرحها أمام المستثمرين فى العالم، لذلك فإن بوادر هذه الأحاديث بدأت تتكشف بالفعل، سواء فى شكل استثمارات خليجية كبرى بالإضافة إلى استثمارات إيطالية محتملة بقيمة 4 مليارات دولار فى مجال الحديد والصلب، بالإضافة إلى توقيع الحكومة 7 اتفاقيات فى مجال الهيدروجين الأخضر، وطرحها أمام مطورين عالميين، باستثمارات تبلغ 40 مليار دولار فى عشر سنوات، بالإضافة إلى استثمارات صينية متوقعة.. كل هذا التدفق، وهناك المزيد، لم يأت صدفة، ولكن نتاج عمل وتحدى ورؤية من قيادة سياسية وطنية استثنائية، نقبت عن الكنوز المصرية وحولتها إلى ثروة ثمينة وبنت قواعد الانطلاق الحقيقى والإستراتيجى للدولة المصرية بعد عقود طويلة من الفشل والتراجع وغياب إرادة البناء والإصلاح، لذلك فنحن أمام قائد عظيم امتلك الرؤية والشجاعة والقدرة على التحدي، وكسب ثقة واحترام شعبه، فمضى يبنى دون توقف، وبإصرار فريد على رؤية البناء ومنهجه الذى تم وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية، وبناء حقيقى لركائز الانطلاق إلى المستقبل.
لا تندهش عندما تسمع هذه الأخبار القوية عن الاستثمارات القادمة والمتوقعة لمصر بعد توقيع صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة، فكل شيء موجود فى مصر لنجاح هذه الاستثمارات، فى بلد قوى وقادر يتمتع بالأمن والاستقرار، والقدرة، وتوافر أسباب النجاح الحقيقي.
لا يمكن أن ننسى إعطاء صاحب هذه الرؤية المثمرة والثاقبة حقه لأنه وضع يده على مشاكل وأزمات وتحديات ومعاناة مصر وشعبها على مدار العقود الماضية، وأيضا تحديد نقاط القوة والقدرات المصرية وإدراك قيمتها وتحويلها إلى قيمة مضافة سواء فى البحث عن الكنوز، والاستثمار فى الموقع الجغرافي، ومن ثم إعداد العدة وتهيئة المجال، للوصول إلى الأهداف.
خلال سنوات تنفيذ ملحمة البناء والتنمية المصرية، وتركيز الدولة المصرية على إقامة بنية تحتية عصرية من شبكة طرق حديثة وبأعلى المعايير والمواصفات ووسائل النقل الحديثة وأبرزها القطار السريع، تعرضت مصر لحملات من الأكاذيب والتشويه والتشكيك، ورغم كل هذا الهجوم والتشويه الضارى والكاذب إلا أن الرؤية أثبتت جدواها وعبقريتها فى صناعة الفارق، وهى السبب الرئيسى فى تدفق الاستثمارات وتحويل مصر إلى قبلة للاستثمار الأجنبي، فالرئيس السيسى تحدى التحدى فى استعادة هيبة الدولة والأمن والاستقرار وبناء قوة وقدرة مؤسسات الدولة الوطنية ولم يغامر بمصر إلى صراعات. ولم يستدرجها إلى حروب، وتعامل مع كافة التحديات بحكمة بالغة وتقديرات موقف إستراتيجى دقيق، وحفظ لمصر أمنها واستقرارها ومقدراتها وثرواتها، بعبقرية القيادة والحكمة.
لكن السؤال المهم، ما أبرز عوامل نجاح مصر، ووصولها إلى أن تكون قبلة للاستثمارات الأجنبية، وكيف جاءت هذه الفرص الغزيرة والثمينة لدى الدولة المصرية فى كافة المجالات والقطاعات، بعد أن كانت مصر قبل السيسى فى حالة تراجع وانهيار أو شبه أشلاء دولة تفتقد لأدنى معايير الاستثمارات الناجحة من خلال بنية تحتية متهالكة ومتقزمة تفتقد للطموح أو التحليق فى تحقيق أهداف غير مسبوقة.
أولاً: الرئيس السيسى بنى رؤيته على خوض معركتين مهمتين الأولى القضاء على الفوضى والإرهاب واستعادة هيبة الدولة وترسيخ الأمن والأمان والاستقرار لمصر وشعبها، والثانية الانطلاق فى مشروع وطنى عظيم وغير مسبوق للبناء والتنمية بمعدلات وأزمنة غير مسبوقة وقياسية فى كافة المجالات والقطاعات فلم تكن هناك أولويات، أو رفاهية التأخير.
ثانياً: عمل الرئيس السيسى على إصلاح كل شيء فى كل القطاعات والمجالات، فأصبح لدينا قاعدة وبنية تحتية وأساسية عصرية، فى كل مجال أو قطاع، فالطاقة لها قاعدة وبنية عصرية، وأيضا الصناعة، والزراعة التى حققت فيها مصر نهضة وطفرة غير مسبوقة كما أكد الرئيس السيسى خلال استقباله بالأمس مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن هناك 4 ملايين فدان زراعية تدخل الخدمة خلال العامين الجارى والقادم، وهو إنجاز فريد، يحقق أهداف مصر فى الاكتفاء وتحقيق الأمن الغذائي، ومن خلال التركيز على البحث العلمى والتكنولوجى والتوسع الرأسى وزيادة إنتاجية الفدان حتى نضمن عدم تكرار تداعيات الأزمات العالمية مثل الحرب الروسية – الأوكرانية وتقليل وتخفيض نسب اعتمادنا على الخارج فى سد احتياجاتنا، أيضا هناك قاعدة وبنية تحتية وقدرات عصرية فى مجال البترول والغاز، والكهرباء لذلك مصر باتت جاهزة تماماً وبفوائض كبيرة لاستقبال أكبر الاستثمارات العالمية، وهذه شهادة نجاح لجدوى وعبقرية رؤية الرئيس السيسى فى البناء والتنمية.
ثالثاً: الرئيس السيسى وضع يده على الكنوز المصرية الثمينة ونجح بالفعل كما يقول الناس فى تحويل التراب إلى ذهب، فمصر تطل بسواحل شاسعة على البحرين المتوسط والأحمر، ولديها أهم ممر وشريان ملاحى فى العالم، كما أنها تمثل قلب العالم بما لديها من موقع جغرافى إستراتيجى فريد لم ينجح فى استثماره من قبل سوى الرئيس عبدالفتاح السيسى لذلك نرى تطوير وتحديث وتوسعة الموانئ المصرية لتكون موانئ عصرية وعالمية تتمتع بأعلى المعايير والمواصفات والقدرات، ليس هذا فحسب بل ربط شبكة الموانئ بعضها ببعض أو ربطها بشبكة طرق حديثة وهى نظرة استشرافية للمستقبل تكشف عن حكمة القيادة وبُعد نظرها.
رابعاً: البحث عن الكنوز المصرية حالة فريدة واستثنائية فى عهد الرئيس السيسى، فمصر بما لديها من شواطئ ومياه على البحرين المتوسط والأحمر، لديها بطبيعة الحال قدرات عظيمة فى مجال الهيدروجين الأخضر (طاقة المستقبل) والذى يشهد فى القريب استثمارات ضخمة أيضا، الرئيس السيسى أولى اهتماماً كبيراً بتحويل الثروات التعدينية إلى قيمة مضافة بدلاً من تصديرها كمواد خام، لذلك وجه بتحويل الرمال السوداء والكوارتز، والجرانيت والرخام إلى صناعات عملاقة تحقق الاكتفاء الذاتى وتصدر للخارج.
رؤية وطنية فريدة تمثل مورداً جديداً للدولة المصرية على الصعيد الاقتصادى بل لا أبالغ إذا قلت إن حركة بناء المتاحف المصرية هى تعظيم للثروة المصرية من الآثار ومصر تمتلك أكثر من نصف آثار العالم.. هو إدراك رئاسى فريد ورفيع المستوى بأهمية ثروات مصر.
خامساً: الاستثمار المباشر الأضخم والأكبر فى تاريخ مصر لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة هو نتاج طبيعى لرؤية الرئيس السيسي، من خلال حرصه على الاستثمار فى الموقع الجغرافى الإستراتيجى الفريد لمصر، ليس هذا فحسب بل إقامة بنية تحتية عصرية من شبكة طرق عالمية حيث يصل عدد الحارات فى الاتجاه الواحد للطريق إلى عشر حارات مع الاستثمار فى امتلاك قدرات الطاقة المتنوعة هى القواعد الأساسية التى قادت إلى توقيع هذا الاستثمار الأكبر والأضخم، كما أن رؤية البناء فى عهد الرئيس السيسى اتسعت لإقامة المدن الجديدة الذكية التى توفر استثمارات ومجتمعات عمرانية وسكانية وصناعية وزراعية وسياحية وتجارية وتعليمية وصحية تستوعب ملايين المصريين وكذلك توفر ملايين فرص العمل، وتخلق آفاقاً رحبة للمستقبل.
الغريب أن قوى الشر وأكاذيبها وحملات التشكيك والتشويه على مدار الساعة كانت ومازالت تحاول إحباطنا، كانوا يسفهون من مشروعاتنا العملاقة، ويقولون إن الناس «هتاكل» طرق وكبارى وهتعمل إيه بالقطار السريع والآن الرد على أرض الواقع وماثل أمام الجميع، فهذه الاستثمارات العملاقة وغير المسبوقة التى وقعت أو التى فى الطريق تؤكد للجميع أن شبكة الطرق العصرية هى بوابة النهضة الاقتصادية وسوف تصنع الفارق فى حياة المصريين، وأؤكد شخصياً أنه فى ظل هذه المدن التى تستوعب عشرات الملايين لن تجد مقعداً فى القطار السريع لأن هذه المدن ستكون حاضر ومستقبل المصريين، وسوف تحدث الفارق فى حياتهم، ولذلك الجميع الآن بات على قناعة بعبقرية الرؤية الرئاسية فى البناء والتنمية وهى بالفعل تجربة مهلمة، ودرس لكل دولة تتطلع إلى تحقيق النهضة والتقدم، وسبحان الله تكون هذه الملحمة المصرية فى البناء والتنمية هى مفتاح الخروج من الأزمة الاقتصادية بسبب الحروب العالمية، وأيضاً الطريق إلى المستقبل الواعد وسوف يرى المصريون جميعاً أن وطنهم بنى فأبدع، وعمل للحاضر والمستقبل، وأن توقعات الخبراء والمفكرين الاقتصاديين وكبريات المؤسسات والمنظمات الاقتصادية العالمية بوصول مصر إلى مصاف أفضل وأقوى الاقتصادات فى العالم حقيقة على أرض الواقع، لأن الخير القادم كثير، وحصاد الرؤية والملحمة والتجربة المصرية فاق التوقعات، وباتت مصر مهيأة تماماً لتكون مركزاً للمال والأعمال فى الشرق الأوسط واستقبال الاستثمارات العالمية الكبري، بفضل رؤية وإرادة قائدها العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى بنى أركان وركائز القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة والقوة أيضاً التى تحمى البناء والانجازات وتحفظ لمصر أمنها واستقرارها وتحافظ على نجاحاتها وإنجازاتها وأمنها القومى تلك هى مفردات حكمة القوة وعبقرية الرؤية، لذلك لانملك إلا توجيه التحية لقائد عظيم وطنى شريف، ظل قوياً متفائلاً واثقاً فى أتون أعتى الأزمات العالمية، ومعه شرفاء هذا الوطن.