افتتح مكتب الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية “امفنت” مكتبه الجديد في القاهرة، حيث تعمل على تعزيز ممارسات الصحة العامة في ١٦ دولة، بحضور المدير التنفيذي للشبكة الدكتور مهند النسور ونائب وزير الصحة والسكان المصري الدكتور عمرو قنديل، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور نعمة سعيد عابد والدكتور حسام المندوه عضو مجلس النواب وأمين صندوق نادي الزمالك، وكوكبة من الخبراء والمسؤولين الصحيين من إقليم شرق المتوسط وخارجه.
وقال الدكتور مهند النسور المدير التنفيذي للشبكة الأوسطية للصحة المجتمعية “امفنت” بمناسبة إطلاق مكتب الشبكة بالقاهرة ن المكتب جاء تتويجاً لرحلة تعاون طويلة تمتد لنحو 20 عاماً مع وزارة الصحة المصرية لخدمة قطاع الصحة، والمساهمة في تدريب متقدم للكوادر في مختلف مجالات الصحة العامة، مشيراً إلى الإعلان عن برنامج تدريبي مع 28 جهة تعنى بالصحة العامة، حيث تركز الشبكة في برامجها على ترسيخ فكرة فرق العمل المتكاملة من الجهات المعنية وذات الصلة لتطوير جودة الخدمات الصحية بالتعاون مع مختلف الأطراف الصحية والاجتماعية والنفسية والزراعية والبيطرية والبيئية وغيرها.
وأضاف أن تنمية مهارات وقدرات العاملين بالقطاع الصحي أمر بالغ الأهمية، بخاصة في ظل الأزمات الطبيعية والبشرية التي تواجه منطقتنا.
وتابع قائلا، أرى في وجودنا في جمهورية مصر العربية خطوة استراتيجية نحو إقامة شراكات أوسع مع مختلف الجهات في البلاد لتعزيز الاستجابة متعددة القطاعات لمواجهة التحديات الصحية، معربا عن تفائله بأن هذا المكتب الجديد سيقربنا من تحقيق رؤيتنا في بناء مجتمعات أكثر صحة في الإقليم والبلدان ذات الأولوية، وأنه يتطلع لرؤية أثر التواجد في مصر على صحة المجتمعات”.
وقال الدكتور مهند النسور المدير التنفيذي للشبكة الأوسطية للصحة المجتمعية “امفنت” ، أن مصر بلد الحضارة والتاريخ والعلم وحققت إنجازات صحية خلال الفترة الماضية وحظيت بإشادة دولية واسعة فى هذا المجال ،و نجحت في استئصال والسيطرة على العديد من الأمراض مثل التهاب الكبد سي والجذام وغيره من الامراض المستعصية،و أبرزها إعلانها مؤخرًا خلوها من مرض الملاريا، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرًا في مجال الصحة العامة لبلد يفوق عدد سكانه ال100 مليون نسمة
وجاء افتتاح مقر الشبكة بالقاهرة تتويجًا لرحلة تعاون لجهود استمرت لما يقرب 20 عاما مع وزارة الصحة عام بذلتها الحكومة المصرية والشعب المصري للقضاء على أمراض تعود جذورها لآلاف السنين. سلسلة من النجاحات الوطنية فمصر عززت قدرتها على إنتاج اللقاحات، وحققت تحسينات ملحوظة في صحة الأمومة والطفولة، كما شهدت تقدمًا كبيرًا في تطوير الفحوصات المخبرية، والبنية التحتية الصحية،
من جانبه، قال نائب وزير الصحة والسكان المصري الدكتور عمرو قنديل إن وزارة الصحة المصرية تعمل مع كافة الجهات الدولية، ومنها الشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية، ومنظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى التعاون الوثيق بين الوزارة وهذه الهيئات، وأن الوزارة تستعد لمواجهة أية أوبئة أو جوائح، وكذلك الكوارث الطبيعية والبشرية، من خلال كل الطرق الممكنة للتصدي لتلك المخاطر، وتحديد الاحتياجات وتقديم الحلول.
بدورها، أكدت الدكتورة سلمي عفيفي، إن “امفنت” ساهمت في العديد من الدورات التدريبية للعاملين بالمجال الصحي من المراقبين الصحيين، وأن الدورات التي قدمتها اثبتت الدراسات أن خبرة الحاصلين عليها تختلف عمن سواهم، خلال جائحة كورونا.
وقالت عفيفي إنها تسعي لتعزيز قدرات العاملين في برنامج التطعيمات الموسع للعمل علي القضاء علي فيروس سي، من خلال التعاون بين وزارة الصحة ومركز السيطرة الامريكية، موضحة أنه تم اطلاق برنامج دعم نظام الترصد لمتلازمة الحصبة الألمانية، وأنه تم دعم برامج القضاء علي الحصبة منذ عام 2023، إلى جانب العمل علي رفع مناعة السكان في الدولة.
وأضافت أنه تم عمل دورات تدريبية علي رصد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات عام 2021، وذلك من خلال مديري برامج التحصين، لافتة إلي أنه تم تدريب العاملين بالمسئولين في برامج الترصد مع وزارة الصحة.
ونوهت إلى دعم أنشطة العاملين في مجال التطعيم الميداني، وعمل مبادرة شاملة لتدريب العاملين علي مهارات التطعيم وبرامج المخاطر والتدريب الشامل علي رقمنة التطعيمات إضافة إلى تكوين فرق وطنية للاستجابة السريعة لتأهيل الكوادر الصحية واكتشاف للتفشيات بين السكان.
وشهد إطلاق المكتب عرضاً سلط الضوء على مساهمات “امفنت” في تعزيز الصحة العامة على مستوى الإقليم، إلى جانب عرض فيديو قصير عن أبرز إنجازاتها ومبادراتها في مصر، وكذلك مناقشات حول الأنشطة الحالية لها في مصر، بخاصة مع وزارة الصحة والسكان في مجالات مثل برامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs)، ومكافحة الأمراض السارية، لتنمية مهارات وقدرات العاملين بالقطاع الصحي و بناء كوادر قيادية مؤهلة، إلى جانب تنظيم جلسة حوارية حول آفاق التعاون المستقبلي وفرص تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الصحية في مصر والإقليم.
ويشكل افتتاح مكتب “امفنت” في مصر خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز القطاع الصحي من خلال إطلاق مبادرات مبتكرة والبناء على النجاحات المحققة، حيث تضمنت هذه النجاحات المساهمة في حملات وطنية مثل مكافحة شلل الأطفال والمسح القومي للالتهاب الكبدي بي وسي، وقيادة مبادرات صحية كبرى مثل “100 مليون صحة”، فضلاً عن دعم أنظمة الترصد الوبائي، وتدريب العاملين الصحيين، والاستجابة لجائحة كورونا.
كما دعمت “امفنت” إطلاق برنامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETP) لنهج الصحة الواحدة في مصر، مما أسهم في تعزيز النهج المتكامل لمواجهة التحديات الصحية، وسيتيح وجودها في البلاد تقديم برامج تدريب في الوبائيات الميدانية مصممة خصيصا لتلبية احتياجات الصحة العامة في مصر.
وتعد امفنت تدريب العاملين بالقطاع الصحي عنصرا محوريا في رؤيتها، ومن خلال ذراعها الأكاديمي والتدريبي، الأكاديمية الدولية للصحة المجتمعية (أياف)، تخطط ا لإطلاق برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تطوير مهارات العاملين في مجالات الوبائيات، والتأهب للطوارئ، وغيرها من المجالات الحيوية، وتهدف هذه الجهود إلى تمكين الكوادر الصحية من التصدي بفعالية للتحديات الصحية الحالية والمستقبلية، مما يعزز قدرة النظام الصحي في مصر على الاستجابة للأزمات.
يذكر أن الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) تأسست عام 2009 لتكون المنظمة الجامعة لبرامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs) في إقليم شرق المتوسط، بهدف ربط ودعم هذه البرامج في الإقليم، لا سيما في سياق ملف الصحة العامة المعقدة في الإقليم. وبعضوية برامج تدريب الوبائيات الميدانية منها السعودية ومصر والأردن وباكستان، وتم الإعلان رسميًا عن الشبكة وتسجيلها في الأردن في مايو 2009.
وتعمل امفنت حالياً بشكل وثيق مع عدد من الدول هي، أفغانستان ومصر والعراق والأردن وليبيا والمغرب وباكستان والسعودية والسودان وتونس واليمن، وغيرها من الدول ويجري العمل على إنشاء مكتب في باكستان.