فى اليوم الثانى لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ارتكب جيش الاحتلال عدة انتهاكات، وسط اعتراضات إسرائيلية داخلية على بنود الاتفاق وحلحلة سياسية فى لبنان.
قرر رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه بري، عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية فى التاسع من يناير المقبل. أوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن بري دعا إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ فى هذا المنصب لغياب التوافق بين القوى السياسية حوله.
وقال برى فى مستهل الجلسة التشريعية التى افتتحت بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء وبعد مداخلة للنائب ملحم خلف: «كنت آليت على نفسى أنه فور وقف إطلاق النار سأحدد موعدا لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وكان المبعوث الأمريكى آموس هوكستين قد اعتبر وقف إطلاق النار فى لبنان فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية والنهوض بالدولة، قائلا إن «على اللبنانيين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة تعكس رغبتهم فى التغيير بعيدا عن حزب الله»، وفق وصفه.
وفى آخر كلمة له قبل وقف إطلاق النار، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب سيقدم مساهمة فعالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابى بالطريقة الدستورية.
ولم ترد حتى الآن أسماء للمرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون فى نهاية أكتوبر 2022، فشل البرلمان 12 مرة فى انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أى فريق بأكثرية واضحة فى البرلمان تخوله ايصال مرشحه، على وقع انقسام سياسى يزداد حدة بين حزب الله وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.
ويتم اختيار من يشغل منصب الرئيس من خلال تصويت فى البرلمان اللبناني، الذى يتألف من 128 مقعدا. ويقوم العرف السياسى فى لبنان على أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المارونية، بينما يعود منصب رئيس الحكومة للطائفة السنية، ورئيس مجلس النواب للطائفة الشيعية.
من ناحية أخرى شهد اتفاق وقف النار انتهاكات متعددة حيث أصيب ثلاثة أشخاص فى غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية على سيارة فى بلدة مركبا الحدودية جنوبى لبنان، كما رصدت الوكالة الوطنية للإعلام إطلاق دبابات إسرائيلية قذائف على مواقع عدة بجنوب البلاد.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلى استهدف بقذائف المدفعية بلدتى الطيبة والخيام وسهل مرجعيون فى محافظة النبطية جنوبى لبنان.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلى أنه رصد وصول من وصفهم بالمشتبه بهم -وبعضهم بسيارات- إلى عدة مناطق فى جنوب لبنان، وهو ما يشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، حسب قوله. يأتى ذلك فيما حذر الجيش الإسرائيلى سكان 10 بلدات جنوب لبنان من العودة إليها.
وفى السياق، أكد النائب اللبنانى عن حزب الله، حسن فضل الله، أن «إسرائيل تهاجم العائدين إلى قراهم فى جنوب لبنان».
كانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على لبنان، منذ بدء العدوان، حتى يوم الاثنين الماضي، بلغ 3823 قتيلا و15859 جريحا. ولا تفرق الوزارة بين القتلى المدنيين وعناصر حزب الله فى الإحصائية الخاصة بها.
من جهته، أعلن الجيش اللبنانى أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره فى القطاع بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذى بدأ سريانه الأربعاء.
وقال الجيش اللبنانى فى بيان، إن ذلك يأتى استنادا إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولى ببنوده كافة، والالتزامات ذات الصلة.
على صعيد الداخل الإسرائيلي، انتقد رئيس بلدية كريات شمونة اتفاق وقف إطلاق النار، وقال «أشعر بالإحباط الشديد من اتفاق الاستسلام الذى سيقودنا إلى معركة أخرى فى الشمال» مؤكدا أنه «لم يتم القضاء على حزب الله ولم نتعلم أى شيء وهذا يزعجنى كثيرا».
من جانبه، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم موشيه سعادة إن إسرائيل «باعت إنجازاتها فى لبنان بثمن بخس لشراء هدوء وهمي».