مازالت نداءات الاستغاثة لإنقاذ سكان قطاع غزة تصدح فى كل أرجاء العالم، تنتطر من يستجيب لها، إلا أن أصوات القذائف والطلقات القاتلة أصمت الآذان وأفقدت الدول إنسانيتها، وبات من المعتاد أن يتم تداول أنباء مثل « أن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا موجودين فى شمال قطاع غزة».
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 65 و75 ألف شخص ما زالوا موجودين فى شمال غزة المحاصر، ومنذ أكثر من 50 يوما يواجهون ظروفا متضائلة للبقاء على قيد الحياة.
وأشارت إلى مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ظلت ممنوعة إلى حد كبير من تلقى المساعدات الإنسانية لأسابيع وسط استمرار الأعمال العدائية العنيفة، ولفتت إلى أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت هطولا غزيرا للأمطار وانخفاضا ملحوظا فى درجات الحرارة، بينما آلاف العائلات التى نزحت من المناطق المحاصرة تواجه الآن برد الشتاء وأمطاره دون توفر بطانيات أو فرشات أو ملاجئ تحميهم من المياه.
فى الوقت نفسه، قال مدير مكتب الإعلام الحكومى بغزة، أن هناك مليون و100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية فى القطاع، مشيرا إلى أن الاحتلال أخرج 34 مستشفى عن الخدمة فى القطاع، وأن أكثر من 63 شخصا استشهدوا فى الساعات الأخيرة بكل محافظات القطاع.
كانت الطائرات الإسرائيلية قد واصلت قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 419 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء و الجرحي، حيث ارتكب الاحتلال 3 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية.
كما واصل جيش الاحتلال محاصرة مزيد من مراكز النزوح وإجبار النازحين على المغادرة نحو غرب مدينة غزة، وفجرت قوات الاحتلال روبوتات مفخخة فى محيط المستشفى الأندونيسى ودوار الشيخ زايد شمالى قطاع غزة، وقصفت المدفعية غرب مخيم جباليا ومنطقتى التوام والصفطاوى شمالى مدينة غزة.
من جانبه، دعا وزير التراث الإسرائيلى عميحاى بن إلياهو، لاحتلال جزء من غزة، زاعما «أنه لا انتصار دون احتلال، ويجب احتلال جزء من غزة والاستيطان فيه لتدفيعهم الثمن. الهدوء يتحقق فقط عندما نحتل الأرض وحيث يوجد استيطان يكون الوضع جيدا.»
من ناحية أخري، دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل، المجتمع الدولي، خاصةً الاتحاد الأوروبي، إلى عدم تقويض المحكمة الجنائية الدولية، موضحا أن دعم المحكمة وتعزيز قراراتها هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة بالعالم، لافتا إلى أنَّ حكومة نتنياهو تدوس وتنتهك على القانون الدولى والإنساني.
وأكّد بوريل على أنَّ ما يجرى فى غزة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مُشيراً إلى الحاجة لوقف إطلاق النار كخطوة أولى ثم حل سياسى من أجل السلام، وتحقيق حل الدولتين. وأعرب عن أسفه لأن المواطنين الأوروبيين لا يملؤون شوارع أوروبا احتجاجا على «المأساة الهائلة التى نشهدها فى غزة» ومطالبة الحكومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه الدراما.
وفى إسرائيل، قال العضو السابق فى مجلس الحرب الإسرائيلى بينى جانتس، إنه لم يتم إعادة المحتجزين لاعتبارات سياسية وأكد أن عودة المحتجزين كانت ويجب أن تظل الهدف الأهم للحرب، مضيفا أنه لا يمكن إنكار حقيقة أننا فشلنا فى حمايتهم وتخلينا عنهم وعلينا إصلاح الأمر. وأوضح أن الطريقة الوحيدة لإعادة المختطفين هى إبرام صفقة.