يظل المصريون وأنا منهم بطبيعة الحال يحملون بين جنبات قلوبهم سمات حميدة عديدة.. لعل أهمها الطيبة والسماحة واحترام الآخر.. وغيرها وغيرها.!
نعم.. يوجد بينهم من يحاولون الإفتاء بغير علم فى قضايا أساسية وجوهرية لكن يمكن القول إن حسن النوايا هو الذى يحكم سلوكيات وتصرفات الأغلبية.
ولقد انشغل الناس عندنا فى الآونة الأخيرة بالظروف الاقتصادية الصعبة والوسائل التى تتخذها الحكومة لحلها وبدت مشاعر القلق والتوتر عليهم لاسيما بعد أن أخذت الأسعار ترتفع يومًا بعد يوم.. والجنيه يتراجع أمام الدولار دون أن تظهر وقتئذ أى بشائر توحى بأن الأمور تحت السيطرة أو أنها فى الطريق لذلك.!
>>>
لذا.. عندما أعلنت الحكومة عن صفقة «رأس الحكمة» ارتاح الناس الذين هم نفس الناس وتسللت شموع الاطمئنان إلى قلوبهم وعقولهم.
واستنادًا إلى تلك الحقائق فقد بادرت الحكومة بإذاعة أخبار بعينها بهدف رسم البسمات على الوجوه بينها على سبيل المثال انخفاض سعر الدولار ليصبح موازيا لـ42 جنيهًا مصريًا فى السوق الموازية.
أما فيما يتعلق بالذهب فحدث ولا حرج حيث تعرض لانهيار فى السعر لم يسبق له مثيل فقد بلغ سعر الجنيه أمس 21 ألفًا و840 جنيهًا بعد أن كان قد وصل إلى 32 ألف جنيه.
فى نفس الوقت وضعت وزارة التموين ضوابط تداول عدد من السلع والحد الأقصى لسعر البيع عن طريق تدوين الأسعار على العبوات والفواتير الإلكترونية ولا شك أن كل ذلك مهم ومفيد ومن شأنه ترطيب أجواء البيع والشراء خلال الفترة القادمة.
>>>
على الجانب المقابل ثمة ملاحظة على طريق مواجهة ارتفاع سعر الدولار «الخيالي» ووسائل إذاعة الأسعار «المنضبطة»!
لقد جاء وقت على الحكومة أن كلفت أجهزتها الأمنية بمطاردة المتعاملين بالدولار فى السوق السوداء وطبعًا لها الحق –كل الحق– لكن من المهم أيضًا التفرقة بين تاجر السوق السوداء وبين أستاذ جامعى دبر بالكاد دولارات لسداد مصروفات ابنه أو ابنته التى تتعلم فى الخارج.
>>>
على أى حال فلنعتبر الستة شهور الماضية بمثابة فترة استثنائية نرجو ألا تعود ثانية وإن شاء الله سوف نحقق إرادتنا بجهدنا واجتهادنا وصبرنا الجميل.
ثم..ثم.. فنحن جميعًا قد عرفنا أن صفقة «رأس الحكمة» هى التى حركت المياه الراكدة وأنعشت الاقتصاد وعملت على تنشيطه من شتى الجوانب.
ولكن ذلك لا يكفى لا بد وأن نعود لنذكر بضرورة زيادة الإنتاج فى مختلف المجالات وبالتالى رفع معدلات التصدير والعمل على النهوض بالسياحة نهضة شاملة وكاملة وواعية.
>>>
و..و.. شكرًا