ــ بين العائلة والذات، عاش الطفل غسان مع أحلامه حتى اصبح طبيبا وتفوق فى دراسته للطب ببريطانيا، وفى الكشف على القلوب التى تأتيه ليعالجها، ولكن صرخات قلوب أبناء وطنه أوجعته عن بعد، فهرع اليها فى فلسطين، وفى غزة ليعالجها، ليصبح الطبيب المسافر دائما الى الوطن كلما جد اعتداء جديد من قوات الاحتلال الاسرائيلى على الفلسطينيين، وليصبح « غسان ابو ستة» قوة مهمة فى دعم اهل بلده، وفى رعايتهم وعلاجهم، وفى الدفاع عنهم، وهو ما قدمه فيلم «حالة عشق» الذى أخرجته كارول منصور ومنى خالدى وشاركت فى انتاجه خمس دول واستطاعت مخرجتاه مزج القصتين فى نوع من الدمج الإنسانى والفنى الفريد، فالفيلم وثق قصته فى الإطار الإنسانى ليضعنا فى مواجهة القيم التى لا تتجزأ حول علاقة الإنسان بعالمه، والمتغيرات فيه، فهل كان على الدكتور غسان» وهو رئيس قسم جراحة فى لندن»ان يتجاهل ما يحدث فى غزة برغم ان عائلته معه فى بريطانيا؟، وهل تضعف وشائج المكان والزمن والملامح النفسية والاجتماعية بفعل البعد المكاني؟ وهل يصبح الوطن مجرد ذكرى بفعل الاحتلال والقمع؟، اختار غسان وزوجته وأولاده الحل الأوفق، ان تكون الرحلة بين لندن وفلسطين المحتلة مستمرة، وان تصبح مهنته هى غايته لعلاج ودعم اهل وطنه والتفاعل مع ما يحدث لهم امام عينيه فى مستشفى الشفا والعودة بغزة ، وتعب لاجل الوفاء باختياراته للعلاج، ونقص الإمكانيات فى مستشفيات غزة، وطرق جنود إسرائيل فى القتل الفردى والجماعي، وعن رحلته وزوجته الى طرق وتفاصيل حياة صعبة «وهو ما تقدمه صوره وكلماته وتعبيرات وجهه بمصداقية كبيرة» حصل «حالة عشق»على جائزة احسن فيلم عربى فى المهرجان ضمن مشاركته فى مسابقة «آفاق السينما العربية» التى عرضت ايضا افلاماً اخرى من وعن فلسطين مثل «غزة التى تطل على البحر» وفيلم «الاجازات فى فلسطين» وعن فلسطين وغزة رأينا الفيلم المصرى الوثائقى «وين صرنا» ، ومن مصر وعنها فيلم «مين يصدق»اول افلام المخرجةزينة اشرف عبد الباقى ومن السودان «مدنيا»، ومن تونس فيلم «قنطرة»، ومن المغرب « المرجأ الزرقاء» ومن الجزائر فيلم «ارض الانتقام» ومن سوريا فيلم «سلمى» ومن لبنان فيلمان «أرزة» و«مثل قصص الحب»، واخيراً من السعودية فيلمان «ثقوب» و«فخر السويدى» وبالطبع فيلم «حالة عشق» الذى حصل على جوائز اخرى منها الجائزة الفضية لاتحاد اذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامى والتى اعطت الدكتور غسان شهادة تقديرية، انه فيلم يستحق جوائزه، ويستحق المشاهدة، فهو اسم على مسمى و«حالة عشق» طبيب لوطنه.