توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بترميم وصيانة وتحديث أضرحة ومقامات آل البيت الكرام خطوة ممتازة وهى تتماشى تماماً مع مصر الحديثة التى لا تهمل آل البيت أحياءً وأمواتًا. من قبل كانت مصر الملاذ والملجأ والتى احتضنت هؤلاء النبلاء واليوم هى الراعية لأولياء الله الصالحين. كنا وما زلنا وسنظل عشاقاً لآل البيت الكرام ونتبرك بهم ونحذو حذوهم ونسير على دربهم منذ وطئت أقدامهم أرض الكنانة والمصريون يحتفلون بهم ويقيمون الموائد والموالد وينفقون سراً وعلانية ترحماً عليهم وحباً فيهم وستظل مصر الأزهر بوسطيتها واعتدالها وقادتها راعية للأولياء الصالحين والتذكير بمناقبهم ومآثرهم وما قدموه. ولا يمكن أن ننسى كيف احتضن المصريون هؤلاء الكرام عندما وفدوا إليها.. ومن خلال زيارتى المتكررة لمساجد آل البيت وأضرحة الصالحين تقابلت هناك مع شخصيات نبيلة ومحترمة يجدون فى هذه الزيارات الخير والبركة من خلال قراءة الأوراد وترديد الأدعية المأثورة عنهم والحديث عن تاريخهم وسيرتهم النبيلة والانفاق على الفقراء والمساكين حباً فيهم واقتداءً بسيرتهم العطرة حيث كانوا يحرصون على رعاية المساكين والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان. الرئيس السيسى رغم مشاغله العديدة والمسئولية الملقاة على عاتقه جاء حرصه والاهتمام بالمساجد التاريخية وأضرحة آل البيت ليرد على من غابت عقولهم ويعبدون الله على حرف، الذين قادوا حملة ممنهجة ومنظمة للنيل من هذه الأضرحة والتشكيك فيها.
مصر الجديدة ترعى أولياءها أحياءً وأمواتاً، وهكذا تكون الوسطية ويكون الاعتدال.. رضى الله تعالى عن آل البيت وعن كل الأولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وبعيداً عن شطط الغلو ومن ينكر كرامتهم تظل مصر بلد الأزهر الشريف والكنائس التى تحترم حرية العبادة وتصونها وتكفل للجميع حقهم الشرعى والقانوني. ومما يروى عن السيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها أنها جاءت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها، وكان عمر السيدة نفيسة 48 سنة.
بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل، ولما علم الناس فى مصر بنبأ قدومها خرجوا لاستقبالها فى مدينة العريش أعظم استقبال ثم صحبوها إلى القاهرة.. وقد أحبها أهل مصر حباً جماً، وكانوا يعتقدون فى كرامتها، فاذا نزل بهم أمر جاءوا إليها يسألونها الدعاء، فتدعو لهم، وأجرى الله على يديها شفاء المرضى والعجزة فسميت بأم العواجز، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، ففكر زوجها أن يرحلا إلى الحجاز. ودفنها بـ»البقيع» بعد وفاتها فاجتمع أهالى مصر واستجاروا بالوالى ووافق بعد رؤية الرسول فى المنام. ولكنها قالت له: لا أستطيع ذلك، لأننى رأيت رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، فى المنام وقال لى لا ترحلى من مصر، فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها، ووهبها والى مصر عبدالله بن السرى بن الحكم داره الكبرى بدرب السباع، وحدد لزيارتها يومى السبت والأربعاء من كل أسبوع. رضى الله عن آل البيت الكريم وبارك فى الرئيس السيسى الذى لا يدخر وسعاً فى الارتقاء بمساجدهم لتكون مبنى ومعني.