يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم» صدق الله العظيم.. نعم لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان فى أفضل هيئة وكرمه على جميع المخلوقات حيث يقول فى كتابه العزيز أيضا «ولقد كرمنا بنى آدم» ..فالمولي- عز وجل- خص الإنسان بنعم وخصال دون غيره من المخلوقات، ولعل أهم ما يتميز به بنى آدم على سائر الخلق هو العقل، فإذا أحكم أموره وتصرفاته تفوق على الملائكة لأنهم يملكون العقل دون الشهوة التى يتمتع بها الإنسان، ولكن إذا أهمل عقله وترك نفسه لهواها وتغلبت عليه شهواته بات أحقر من الدواب والبهائم.. اعزكم الله.. لأنها ليس لديها العقل كما هو الحال عند الملائكة وبنى البشر.
أقول ذلك بمناسبة تفشى ظاهرة تناول الخمور والمخدرات بين الكثير من بنى آدم فى زماننا، لاسيما الشباب والنشء الصغار وهو خطر لو تعلمون عظيم ووبال عظيم جدا لأنها تغيب العقول وتعمى الأبصار، بل و البصائر أيضا ولم لا وهى «أم الخبائث» كما وصفها ذو النورين الخليفة عثمان بن عفان، فقد قال رضى الله عنه: اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، إنه كان رجل ممن خلا قبلكم تعبَّد فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت له: إنا ندعوك للشهادة فانطلق مع جاريتها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت: إنى والله ما دعوتك للشهادة ولكن دعوتك لتقع عليّ، أو تشرب كأسا من هذه الخمرة، أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقنى كأسا فسقته كأسا، قال: زيديني، فلم يرم حتى وقع عليها، وقتل النفس، فاجتنبوا الخمر؛ فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ليوشك أن يُخرج أحدهما صاحبه.
فشرب الخمر فى ديننا كبيرة من كبائر الذنوب وإثم من أعظم الآثام وبالإضافة إلى أنه كبيرة من كبائر الذنوب فإنه ينحط بصاحبه إلى أسفل دركات مساوئ الأخلاق.
والامثلة التى توضح مخاطر الإدمان بصفة عامة فى هذا الزمان كثيرة وكثيرة جدا، ولعل واقعة المذيعة «د.ف» الخاصة بعقار «جى اتش بي» والذى يؤدى إلى تنويم الفتيات وتخديرهن خير دليل ومثال على هذا الخطر الداهم.
ولمن لا يعرف فإن عقار «GHP» أو عقار الاغتصاب كما يطلق عليه إعلاميا يبطئ النشاط فى الجهاز العصبى المركزي، مما يجعل المستخدمين يشعرون بالنعاس وربما الحيرة، وهو سائل عديم اللون والرائحة، لذلك قد لا يكون لدى الضحية أى فكرة أنه تم تخديرها وتصفه المواقع الطبية المتخصصة بأنه نوع من أنواع المخدرات التى تستخدم للمساعدة فى تنفيذ الاعتداء الجنسي، وتنتج عنه تأثيرات فسيولوجية أو ذهنية مؤقتة، أو كليهما، تجعل الأفراد غير قادرين على بذل أى جهد أو القيام بردة الفعل الطبيعية تجاه تهديد معين قد يواجهونه..!!
ويشير المتخصصون إلى أن حبوب الاغتصاب قد تتناولها الضحية عن طيب خاطر لأغراض ترفيهية، أو قد يتم تقديمها بطريقة سرية، حيث عادة ما تتم إذابتها فى عصير مركز أو مشروب كحولى وربما فى الجرعات المنخفضة، يمكن أن يسبب العقار الغثيان والقيء، وفى الجرعات الكبيرة، قد يؤدى إلى فقدان الوعي، والنوبات، وصعوبة الرؤية، وعدم القدرة على تذكر ما حدث عند التخدير، وتتمثل الأعراض الجانبية للعقار فى زيادة الهلاوس، والدخول فى غيبوبة، والتأثير سلبا على مركز التنفس، فضلا عن دوار وصرع.
ومن هذا المنطلق يجب على كل الامهات والاباء تحذير بناتهم وفتياتهم من التعامل مع أى مشروب أو حتى عطر أو وردة من قريب أو غريب، وان يكون ذلك فى المنزل فقط، ولو كانت هدية من صديق أو قريب يكون استخدامها فى البيت فى حضرة الأم فقط أو الوالدين معا.
وكذلك ممنوع تناول ساندوتشات من زميل أو زميلة حتى لو كانت «عمايل ست الحبايب» فى المنزل أو أن يقوم زميل أو زميلة بشراء ساندوتشات أو مشروبات للشلة، ممنوع منعا باتا.
الأهم من ذلك كله ان تتم محاسبة من يتورط فى مثل هذه الجريمة مهما كان شأنه أو صفته وأتمنى ان نراهم على حبل المشنقة حتى لو استدعى الأمر تعديل أو تغيير القانون لأجل تغليظ العقوبة لأن مثل هذه الجرائم يمثل خطرا على الأمن القومى للبلاد.