يتواصل العدوان الإسرائيلى السافر على السكان المدنيين فى قطاع غزة المنكوب حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب إلى 44 ألفا و249 فلسطينيا، و104 آلاف و746 حالة إصابة.
ذكرت الوزارة، فى البيان الإحصائى اليومي، أن إسرائيل ارتكبت «3 مجازر» ضد العائلات فى قطاع غزة، ما أودى بحياة 14 فلسطينيا و108 إصابات، خلال آخر 24 ساعة.
فى الإجمالي، قالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية فى القطاع منذ 7 من أكتوبر 2023، وحتى مطلع نوفمبر الجاري، بحسب بيان لها.
نوهت الصحة الفلسطينية، إلى أن قوات الاحتلال «مسحت بالكامل نحو 1410 عائلات عدد أفرادها 5444 شخصا، من السجل المدنى فى الفترة المرصودة».
أوضحت أن عدد العائلات التى أبيدت كاملا ولم يبق منها إلا ناجٍ واحد، بلغت نحو 3463، بحيث يصل عدد أفرادها إلى 7934 فلسطينيا خلال الفترة نفسها.
بينت أن عدد العائلات التى تعرضت لمجازر إسرائيلية وبقى منها أكثر من ناجٍ بلغ نحو 2287 وعدد أفرادها 9577.
يواصل جيش الاحتلال قصف أهداف مختلفة فى قطاع غزة، معظمها منازل مأهولة، خاصة فى محافظة الشمال، التى تتعرض لحصار مشدد منذ 53 يوما، ما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف.
على الصعيد الإنساني، قال مصدر رسمى لوكالة «رويترز» إن طائرات عسكرية أردنية أسقطت، أمس، مساعدات إلى شمال غزة لأول مرة منذ 5 أشهر للمساعدة فى تخفيف الوضع الإنسانى المتردى فى القطاع.
ذكر المصدر أن طائرتين من طراز C-130 تابعتين للقوات الجوية الأردنية أسقطتا الشحنة التى تحتوى على ما يقرب من 7 أطنان من الغذاء والإغاثة الأساسية للمناطق التى حددتها وكالات الأمم المتحدة على أنها الأكثر احتياجا وتواجه الجوع.
من جانبه، قال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّه يجب الذهاب إلى مجلس الأمن وطرح مشروع قرار بشأن المساعدات الإنسانية، لتجنب المآسى فى غزة، محمّلا الجيش الإسرائيلى مسئولية حرمان غزة من المساعدات الإنسانية، بحسب وكالات.
أضاف «بوريل»، أنّ التجويع يستخدم سلاحًا ضد شعب ترك وحده فى شمال غزة، والمساعدات الإنسانية لا تصل إلى غزة والأمم المتحدة غير قادرة على تقديم الدعم.
من جهة أخري، تسلم العاملون الفلسطينيون فى مكاتب مقر الرئاسة فى الشيخ جراح إخطارات رسمية تعلمهم بأن «الأونروا» قررت إعادة تموضع مكاتبها الرئاسية خارج مدينة القدس.
كما تم إعطاء العاملين مهلة 12 شهر للبحث عن وظائف بديلة، مشيرة إلى أنه حال انتهاء هذه الفترة سيتم إنهاء عقودهم وشطب وظائفهم.. أتى هذا القرار فى حين أن الموظفين الأجانب فى هذه المكاتب لن يفقدوا وظائفهم، بل سيتم استيعابهم بذات الوظائف خارج فلسطين وعلى الأغلب فى مكاتب الأونروا الإقليمية فى العاصمة الأردنية عمان.
ولم يشمل القرار المفاجئ مكاتب الشيخ جراح المتعددة والتى تعنى وتتابع عمل الوكالة فى القدس وسائر مناطق الضفة الغربية.
يذكر أن هذا القرار جاء بعد أيام قليلة من إبلاغ إسرائيل الأمم المتحدة رسميا بقطع علاقاتها بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وأواخر الشهر الماضى أقر الكينست بغالبية ساحقة مشروع قانون يحظر «أنشطة الأونروا» داخل إسرائيل والضفة وغزة، فى خطوة تحمل تداعيات كارثية على الأوضاع الإنسانية فى القطاع.
على صعيد آخر، قالت لجنة التحقيق الإسرائيلية المدنية بأحداث 7 أكتوبر، إن الحكومة فشلت فى حماية المواطنين وعليها تحمل المسئولية، وقد جمعت اللجنة خلال التحقيق 120 شهادة على الأقل «تثبت فشل دولتنا».
أضافت لجنة التحقيق الإسرائيلية المدنية بأحداث 7 أكتوبر، «توصلنا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قادنا إلى أكبر كارثة فى تاريخ بلادنا، وهو يحاول منع عملنا، لأنه يخشى النتائج التى قد نصل إليها»، بحسب وكالات.
وفى وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أضاع صفقة لإنهاء الحرب فى قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين مع حركة «حماس» الفلسطينية خلال يوليو الماضي، إرضاء لوزيرى الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن جفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.. أضافت هيئة البث أن حماس كانت على استعداد للإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين، دون ربط ذلك بشرط وقف إطلاق النار بشكل كامل، فى يوليو الماضي.
أشارت إلى أن موافقة حماس وقتها كانت محاولة للربط بين المرحلتين الأولى والثانية من اقتراح وقف إطلاق النار، والخاص بالمساعدات الإنسانية.
من جهته، أعاد وزير المالية الإسرائيلى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الدعوة إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتهجير نصف سكانه، وذلك إمعانا فى الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023.
قال «سموتريتش»، خلال مؤتمر لمجلس المستوطنات الإسرائيلية، «من الممكن والضرورى احتلال قطاع غزة، ولا داعى للخوف من هذه الكلمة»، وفق تعبيره.
رفض «سموتريتش» التحذيرات الإسرائيلية من أن إعادة احتلال قطاع غزة «ستكلف إسرائيل أموالا طائلة»، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
جدد دعوته لما أسماه الهجرة الطوعية للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة لخفض عدد السكان إلى النصف فى غضون أقل من عامين، وقال: «إن تشجيع الهجرة الطوعية هو احتمال آخذ فى الانفتاح، ومن الممكن خلق وضع إذ سيكون فى غزة خلال عامين أقل من نصف سكانها الحاليين، مع السيطرة الكاملة من دولة إسرائيل».