رغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارا باعتقال بنيامين نتنياهو بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب فى حرب الإبادة التى يشنها على غزة، مازال رئيس الوزراء الإسرائيلى يضيف إلى سجله الدموى مزيدا من الجرائم، حيث توعد أمس سكان القطاع وخيرهم بين الموت والدمار أو الحياة.
قال نتنياهو فى اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعى أمس: «أناشد سكان غزة. يمكنكم اختيار الحياة وضمان مستقبلكم ومستقبل عائلاتكم، أو يمكنكم التشبث بالدمار والموت. القرار لكم. اختاروا الحياة».
وكان نتنياهو يتحدث، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن مصير عشرات الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس داخل قطاع غزة، وقال: «نحن ملتزمون ببذل كل ما فى وسعنا لإعادة جميع المحتجزين».
وكرر رئيس الوزراء عرضه بمنح 5 ملايين دولار لمن يحرر رهينة حية. كما قال إن إسرائيل تتحقق من مقطع فيديو لحماس، نشر السبت الماضي، يظهر جثة لرهينة قالت الحركة إنها قتلت فى غارة إسرائيلية شمالى قطاع غزة.
على صعيد ملف صفقة الرهائن فى غزة، كشف مسئول أمنى إسرائيلى بارز أن الصفقة باتت «أقرب من أى وقت مضي»، بسبب الضغط العسكرى على حماس، قائلا إن الحركة مستعدة للتنازل عن شروط سابقة.
يأتى هذا بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 415 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء و الجرحي، حيث ارتكب الاحتلال الاسرائيلى سبع مجازر خلال الـ48 ساعة الماضية ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 120 شهيدا و 205 مصابين.
كما واصل جيش الاحتلال استهداف الطواقم الطبية بمستشفى كمال عدوان فى شمال القطاع مما ادى هذه المرة لاصابة مدير المستشفى حسام ابو صفية وتعطل محطة الأكسجين.
وتطل المجاعة برأسها وسط وجنوب قطاع غزة فى ظل اختفاء الدقيق من الأسواق نتيجة تقليص المساعدات وعدم قيام الانروا بتوزيع الدورة الرابعة.
وشوهد عشرات الآلاف من المواطنين يصطفون فى طوابير طويلة للحصول على ربطة خبز امام عدد قليل جدا من المخابز، وسط تحذيرات من منظمات دولية من مجاعة فى ظل مماطلة إسرائيل بإدخال المساعدات.
فى الوقت نفسه، تعرضت الخيام التى تؤوى آلاف النازحين فى مناطق عديدة من قطاع غزة أمس إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
ووجه الدفاع المدنى بغزة تساؤلات للعالم الإنسانى وللمنظمات الدولية بأن خيام النازحين تعرضت لأضرار بمجرد سقوط أمطاراً محدودة وخفيفة؛ فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطار غزيرة ومتواصلة؟.
وحذر بشدة بأن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار فى ظل انسداد قنوات الصرف الصحى بفعل تدمير جيش الاحتلال للبنى التحتية فى مناطق القطاع، والخشية أيضا من انهيار منازل ومبانى ينزح فيها مواطنون هى غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وناشد المجتمع الدولى الإنسانى والأمم المتحدة لإنقاذ حياة النازحين فى المخيمات بقطاع غزة قبل فوات الأوان، وأن تساعدهم وتمدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الشتاء.
من ناحية أخري، وزعت طواقم بلدية الاحتلال أمس قرارات هدم فى حى البستان فى بلدة سلوان، فى مدينة القدس المحتلة بالضفة الغربية، بعد أن اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال برفقة عناصر الشرطة الاسرائيلية، الحى وقامت بتعليق قرارات هدم على المنشآت، إضافة الى توزيع انذارات.
فى سياق آخر، أعلنت الحكومة النرويجية أنها قدمت مقترحًا لزيادة التمويل للسلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشيرة إلى أن الوضع فى الشرق الأوسط أكثر خطورة مما كان عليه منذ عقود، وإن الحكومة الفلسطينية تعانى من وضع مالى حاد.
من جهتها، أكدت الأونروا أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلى بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبى 6 ٪ من حاجة السكان، الأمر الذى تسبب بأزمة حادة، خاصة فى الحصول على الخبز، وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.