فى ظل استمرار حالة التوتر العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وما نتج عنها من مخاوف اشتعال حرب عالمية ثالثة وربما نووية، مازالت الأوضاع تتجه لمزيد من التصعيد، حيث أمر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بزيادة إنتاج صاروخ «أوريشنيك» الباليستى الجديد، الذى يُعتبر من الأسلحة المتطورة للغاية، والتى لا يمكن اعتراضها بواسطة أى منظومة دفاعية عالمية. يُعتقد أن هذا الصاروخ، الذى يتسم بسرعته الفائقة، سيكون من أهم أدوات الردع الاستراتيجى فى المستقبل القريب، ويُعتبر إعلانًا روسيًا واضحًا عن استعداد موسكو لتوسيع نطاق حربها إذا لزم الأمر.
جاء ذلك بينما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» دميترى بيسكوف أمس أن المواجهة الحالية يتم استفزازها من قبل الدول الغربية، مشيرا إلى أن المرسوم الخاص بتحديث العقيدة النووية لروسيا التى وافق عليها بوتين يمكن اعتبارها إشارة للغرب.
قال بيسكوف، فى مقابلة مع الصحفى بافيل زاروبين تعليقا حول العقيدة النووية الروسية المحدثة: «يتعين على بوتين الرد على هذا التصعيد غير المسبوق، الذى أثارته الإدارة المنتهية ولايتها فى واشنطن فى المقام الأول».
فى سياق متصل، انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا فى إرسال إشارة إلى أوكرانيا بأنه فى إمكانها استخدام أسلحة بعيدة المدى ضد أهداف على الأراضى الروسية، فى تحول أثار غضب موسكو.
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، إن إطلاق أوكرانيا للأسلحة على روسيا سيكون عملا من أعمال «الدفاع عن النفس»، مشددا على أنه لا يوجد لدى باريس أى خطوط حمراء عندما يتعلق الأمر بدعم كييف، كما دعا الحلفاء الغربيين إلى عدم وضع حدود لدعمهم لأوكرانيا فى حربها مع روسيا.
فيما يتعلق بإمكانية مشاركة جنود فرنسيين فى الحرب الأوكرانية، قال بارو إنه لا يستبعد أى خيار. انتقدت موسكو بشدة تصريحات بارو، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لوكالة أنباء تاس الروسية، إن الموافقة «ليست دعما لأوكرانيا، بل إنها ناقوس الموت لأوكرانيا».
كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، أن إمداد كوريا الجنوبية أوكرانيا بالأسلحة سيدمر العلاقات بين سيول وموسكو بالكامل، مشيرا إلى أن روسيا سترد على ذلك بكل الأساليب الممكنة.
قال رودينكو فى مقابلة مع وكالة «تاس» : «ينبغى أن تدرك سيول أن الاستخدام المحتمل لأسلحة كوريا الجنوبية لقتل مواطنين روس سيؤدى فى النهاية إلى تدمير العلاقات بين بلدينا، بالطبع سوف نقوم بالرد بالطرق التى نراها مناسبة ومن غير المرجح أن يؤدى هذا إلى تعزيز أمن جمهورية كوريا نفسها» .
من ناحية أخري، أعلن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أمس أن 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ الأوكرانية تضررت منذ يوليو 2023، جراء الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية، وأضاف أن هناك 20 سفينة مدنية من دول أخرى تضررت بسبب الضربات الروسية منذ يوليو 2023، جاء ذلك خلال اجتماع مخصص لـ»برنامج الحبوب من أوكرانيا» الذى تروّج له كييف.
فى غضون ذلك، تواصل كييف مطالبتها لحلفائها الغربيين بتقديم المزيد من الدعم العسكري، وسط هجمات روسية مكثفة على طول خط الجبهة، وخاصة فى مناطق مثل زابوريجيا وسومي.
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الأوكرانى أمس أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 50 من أصل 73 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، وأضافت القوات الجوية أنها فقدت أثر 19 طائرة مسيرة بينما ظلت 4 طائرات فى الجو، نقلا عن رويترز.
فى الوقت نفسه، شهدت منطقة كورسك تطورات ميدانية جديدة حيث استعادت القوات الروسية السيطرة على 60 ٪ من الأراضى التى كانت تحت سيطرة أوكرانيا.