أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، أنه رغم مرور الجزء الأكبر من الفترة الزمنية المحددة لتحقيق أهداف خطة 2030 للتنمية المستدامة، إلا أنه مع ذلك مازلنا لم نصل بعد إلى مستوى مرضٍ يواكب طموحاتنا فى المنطقة العربية، مؤكدا أن الفترة القصيرة المتبقية تستدعى منا التوجه نحو تعزيز جهودنا بصورة أكبر، مع تبنى مبادئ المرونة والتكيف فى مواجهة صعاب ومثبطات لا ينبغى أبداً أن تكسر همتنا ولا عزمنا الأكيد على تحقيق الأهداف.
قال أبوالغيط، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للأسبوع العربى للتنمية المستدامة فى نسخته الخامسة أمس ، إن أحداث الحمائية الاقتصادية ترتفع بقوة، والتضخم والديون تطحن اقتصادات، بعضها متقدم وبعضها الآخر ينتمى لبلدان الجنوب، وإذا أضفنا إلى هذه المخاطر المتعددة التغير المناخي، وما يرتبط به من تصاعد ظواهر الهجرة والصراعات على الموارد الطبيعية.. نجد أنفسنا أمام مزيج مزعج من التحديات والمخاطر.
شارك فى الجلسة الافتتاحية للأسبوع العربى للتنمية المستدامة، الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وستيفان جيمبرت المدير الإقليمى لمصر واليمن وجيبوتى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة البنك الدولي، وإلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة بجمهورية مصر العربية، ويوسف خلاوى الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي.
شدد أبوالغيط على أن هذه التحديات تدفعنا دفعاً لارتياد سبل غير مطروقة والتفكير فى بدائل مبتكرة وغير مألوفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويقتضى ذلك التكيف المستمر مع المتغيرات، والمرونة اللازمة فى تعديل الخطط والأولويات من دون أن نحيد عن الأهداف الأساسية والغايات الرئيسية للتنمية، بما فى ذلك السعى بجرأة إلى تقديم رؤى ذاتية وحلول مبتكرة نابعة من واقعنا، وما نواجهه من مشكلات.
تحدث أن الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة العربية تترافق مع رياح عالمية غير مواتية، وأن المناخ «الجيوبوليتيكي» ملبد بغيوم الحروب، والصراعات المحتملة بين القوى الكبري.
ركز على أننا نحتاج بالتأكيد إلى تسريع وتيرة العمل وتعزيز القدرة على التكيف على واقع يناقض ـ فى الكثير من جوانبه ـ أهداف الاستدامة وشروط تحققها.
تتناول جلسات هذه النسخة من الأسبوع العربى للتنمية المستدامة، والتى تستمر أربعة أيام، أهمية إيجاد الحلول العملية التى من شأنها تسريع وتيرة التنفيذ، عن طريق تعزيز الشراكات الفاعلة التى تدفع نحو تحقيق التنمية المستدامة فى المنطقة العربية وتؤثر بشكل ملموس على معيشة المواطن العربي.
يتطلع الأسبوع العربى للتنمية المستدامة هذا العام إلى أن يكون حدثًا تحويليًا يعزز القوة الجماعية للدول العربية والهوية العربية، ويبنى مستقبلًا مرنًا ومنصفًا ومزدهرًا، لنقوم معًا بتمهيد الطريق لمستقبل عربى يتسم بالاستقرار والاستدامة.
كما ستنظم الجامعة العربية بالتعاون مع منتدى البركة للاقتصاد الإسلامى النسخة الثالثة من مؤتمر البركة الإقليمى الثالث تحت عنوان «الاستراتيجيات المبتكرة للتخفيف من حدة الفقر: التكامل بين الاقتصاد الإسلامى والتنمية المستدامة»، والذى يهدف إلى استكشاف حلول مبتكرة ومستدامة لمشكلة الفقر استنادا على مبادئ الاقتصاد الإسلامى والتى تعزز تطبيق التنمية المستدامة لكافة المجتمعات.
يسعى المؤتمر إلى خلق منصة تفاعلية تعزز من التعاون الإقليمى بين الدول والمؤسسات، وتبادل الخبرات بين صناع القرار والممارسين بهدف استدامة التنمية فى المنطقة العربية، وسيتم استعراض بعض من أفضل الممارسات والنماذج الناجحة فى عدد من الدول الأخري، بالإضافة إلى مناقشة التحديات والعقبات التى تواجه العالم الإسلامى والعربى فى تحقيق التنمية المستدامة.