وعندما يسقط المطر!! و«طبيب المشاهير».. والآباء..!
وقال هشام عز العرب الخبير المصرفى القدير فى مقابلة تليفزيونية كان يتحدث فيها عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولى وعن الأزمة الاقتصادية أنه «متفائل جداً.. فياما دقت على الراس طبول وشفنا أيام سودا وصعبة وعدينا..».
ونحن مع ما يقوله عز العرب.. والناس كلها أيضاً على ثقة وقناعة بأننا وبإذن الله سوف نتجاوز الأزمة الحالية لأن البلد الذى لم يسقط عندما سقطت الدول فى أعقاب أحداث يناير 1102.. وما تلاها وأعقبها من فراغ أمنى مدمر لن تسقط أبداً..!
ولكن متى ستأتى الأيام البيضاء.. متى سنخرج من النفق الذى كان مظلماً؟!
والخروج لن يكون سهلاً.. ولن يكون بالتفاؤل أو التشاؤم.. فالطريق معروف.. والطريق هو العمل.. والعمل يعنى الإنتاج.. العمل يعنى الدقة والجودة والضمير فى الإنتاج.. العمل يعنى مضاعفة صادراتنا وتقليل الاعتماد على الواردات.. والعمل يعنى أن نتوقف قليلاً عن الكلام وعن جلد الذات وعن الاستمتاع بإبراز العيوب وإفساد الإنجازات.. والعمل يعنى بناء منظومة متكاملة فى الأداء والتنفيذ.. والعمل يعنى احترام القانون حتى يكون هناك نظام وعدالة واحترام لبعضنا البعض.
ولا تقولوا إن الحكومة وحدها هى المسئولة.. ولا تلقوا بكل شيء على عاتق الحكومة.. فالحكومة هى المواطن.. هى نحن.. هى مساعدة بعضنا البعض بالتشجيع، بالدعم، بالمساندة، وبالصبر أيضاً.. فالحكومة أو الإدارة وحدها لن تفعل ولن تقدم المعجزات.. وصحيح أن هناك أولويات وأن هناك وجهات نظر متعددة حول مجالات الإنفاق وتوجيه الموارد.. ولكن الأكثر دقة هو كيفية الاستفادة من المشروعات العملاقة التى تحققت.. والأكثر دقة هو تحويلها إلى استثمار وعائدات.. والأكثر أهمية هو أن يكون هناك تعبير قوى عن الانتماء وبالثقة فى أن لدينا القدرة على أن نكون.. وحتماً سوف نكون وبمشيئة الله وإرادة الشعب.
>>>
وماذا عن الذين يتاجرون بالأزمات؟! ماذا عن الذين نصبوا من أنفسهم أوصياء على الوطن.. ماذا عن الذين يزايدون على الفقراء ومحدودى الدخل ويتسلقون فوق أكتافهم لركوب «التريند».. مرض العصر وآفة الخراب!
إن بعض الذين يمنحوننا ويلقون علينا دروساً فى البعد الاجتماعى وفى الحديث عن المعاناة والفقر هم من الذين ينفقون الملايين من الجنيهات فى حفلات الزواج.. هم من الذين يتقدمون ببلاغات للشرطة عند تعرضهم لبعض السرقات فى منازلهم ولا يستطيعون أن يقدموا كشفاً وبياناً محدداً بما تمت سرقته لأنهم لا يعرفون حجم ما لديهم أو ما بداخل منازلهم من مجوهرات وأموال..! وهم من الذين لا يعرف أحد كيف حصلوا على ثرواتهم أو حتى طبيعة أعمالهم..!
إن الذين يرفعون الشعارات من تجار الأزمات عليهم أن يضربوا المثل وأن يكونوا القدوة لنا جميعاً بإقبالهم على مساندة ودعم المشروعات الإنسانية والاجتماعية، عليهم أن يذهبوا إلى المناطق الفقيرة وأن يقدموا خدماتهم ومشروعاتهم لخدمة من يستحقون المساعدة والرعاية.
إننى أقدم التحية لمن يقدمون على أعمال الخير فى صمت.. من الذين يتعايشون مع الناس ويعيشون من أجل الناس.. التحية لرجال أعمال ورجال صناعة وطنية أقاموا ويقيمون مشروعات خيرية فى الأحياء التى أتوا منها.. ويحرص بعضهم على أن يظل مرتبطاً بهذه الأحياء وأن يقدم المساعدات المادية والعينية والغذائية للمحتاجين.. هؤلاء هم ثروتنا وهؤلاء هم من يحققون السلام الاجتماعى والتقارب بين كل طبقات المجتمع.
>>>
وماذا عندما يسقط المطر؟! عندما تتساقط حبات المطر زخات زخات فإننا لا نفرح ولا نبتهج ولا نتذكر فيروز وهى تغنى للمطر الذى يحمل الخير والفرحة والتفاؤل.. وإنما نتساءل عما سيحدث بعد المطر عندما ينقطع التيار الكهربائى على الفور.. وعندما تكثر حوادث الاصطدام بين السيارات.. وعندما تزداد مساحة مستنقعات المياه فى الشوارع وعندما نخشى على بيوتنا القديمة من الانهيار.. وعندما تتوقف كل مظاهر الحياة فى انتظار توقف المطر.
وفى بلاد كثيرة فى العالم فإنهم يؤدون الصلاة من أجل سقوط الأمطار إلا عندنا فإننا نصلى كى لا تمطر وكى لا يأتى المطر فيكشف كل العيوب..!!
>>>
ودكتور «دمه خفيف» أحياناً.. فهو أول من يظهر على السوشيال ميديا عند وفاة أحد المشاهير من فنانين وسياسيين ورياضيين ليتحدث عن سبب الوفاة وكأنه كان متابعاً لحالته الصحية وصديقاً للمتوفى وقريباً منه..!
والدكتور شعبان وقبل أى إعلان عن سبب الوفاة فإنه يبادر بالحديث عن الأزمات القلبية والذبحة الصدرية والانفعال والحزن والغضب ويرسل تحذيراته ونصائحه وطرق الوقاية أيضاً..!
ولا تعليق على نشاط الدكتور فى التعليق على أسباب الوفيات..!! راجل عنده ملفات كل المرضى من المشاهير فقط..!
>>>
وقرر صاحبنا أن يقيم وحده.. قرر أن يترك زوجته وأبناءه وأن يأتى بخادم يرافقه فى حياته الجديدة.. قال إنه قد أصبح عبئاً ثقيلاً على أسرته بعد مرضه وتقدمه فى السن.. قال إنه لا يجد من يتحدث معه أو يستمع إليه.. وكلهم كما يقول كانوا وكأنهم ينتظرون موته.. أصبحوا يتجنبون الذهاب إلى غرفته.. ويتأخرون فى تقديم الدواء وقد لا يتذكرونه.. وأنهم لا يجلسون معه إلا للحديث عن ثروته وأمواله وعقاراته.. وقد طلبوا منه توكيلاً لإدارتها.. قال إنه لم يعد يشعر بكونه أباً لأولاده.. لقد صاروا غرباء عنهم..!
وما قاله هذا الأب مؤلم ومحزن.. ويعبر عن الفشل فى التربية.. الفشل فى تكوين أسرة مترابطة.. هذا الأب كان يقوم بالحرث فوق الماء فلم يترك أثراً..!
>>>
وأخيراً:
>> وعزيز النفس سريع الانسحاب.
>> والأخطار هى التى ربت الإنسان.
>> والوحدة أفضل من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك.
>> وعلى قدر الاتكاء يأتى السقوط خفف استنادك.
>> وأؤمن بشدة أن قسوة الحياة
تكشف أشخاصاً رائعين جداً.