الأسبوع الماضى استيقظنا جميعاً على حلم جميل تحقق مع إعادة تشغيل مصانع شركة النصر للسيارات.. بعد ان كنا فقدنا الأمل فى عودتها.. وشعرنا اننا فقدنا شركة عريقة فى تصنيع وتجميع السيارات فى مصر.. كانت رافداً من روافد امداد الأسر المصرية بالسيارات.. وكنا نشاهد منتجاتها من سيارات ركوب أو أتوبيسات أو سيارات نقل تسير فى الشوارع بطول البلاد وعرضها.
ذكريات عديدة وسريعة مرت بالذهن ونحن نتابع الاحتفال بإعادة التشغيل.. وأعتقد اننا جميعاً كذلك.. ولست وحدى فى هذا.. دارفى الذهن شريط الذكريات مع مختلف سيارات شركة النصر القديمة وقبلها السيارة رمسيس مروراً بنصر 1100 و1300و2300 و128 و127 و133والريتمو و١٣١وصولاً لشاهين والدوجان وبعدها توقف الإنتاج..
كانت الفرحة كبيرة بعودة الحياة لشركة النصر.. وأتمنى ان تسابق الشركة الزمن لنرى من جديد إنتاجها الجديد بعد عودتها للحياة ينتشر فى شوارع مصر.. وان تزدهر هذه الصناعة وتعود وتصبح لدينا سيارة مصرية خالصة تصميما وإنتاجاً.. وان تكون الأغلبية العظمى من مكوناتها من الإنتاج المحلي.. وأشعر أن الأغلبية العظمى من المصريين ممن كانوا يفكرون فى اقتناء سيارة اجلوا قرارهم لحين خروج أول سيارة من مصانع شركة النصر إلى السوق.. والتى أتوقع ان يكون عليها إقبال كبير.. وان نعود من جديد لنظام فتح باب الحجز وسداد مقدم للسيارة لحين الاستلام.
عودة مصانع شركة النصر للعمل وان كان قراراً قد تأخر كثيراً.. إلا أنه حلم تحقق وبدلاً من بيع المصانع بخطوط إنتاجها تم إعادتها للحياة.. ولتضيف الكثير للاقتصاد المصرى إن شاء الله.. وتحقق تقدماً فى هذه الصناعة لتحتل مصر المكانة التى تستحقها فى هذا المجال.. والتى يمكن من خلالها ان يزداد سقف طموحاتنا وأحلامنا وان نصل إلى من سبقونا فى هذا المجال من دول النمور الآسيوية.. ونسبقهم بإذن الله.
مع إعادة افتتاح وتشغيل مصانع شركة النصر والسيارات.. عادت أحلام امتلاك سيارة بسعر يمكن ان تتحمله العديد من الأسر المصرية.. والكل يأمل فى ان يكون إنتاج شركة النصر مميزاً من كافة النواحي.. من ناحية الجودة والرفاهية والسلامة والأمان.. بالإضافة إلى النقطة المهمة التى تهم السواد الأعظم من أبناء الشعب المصرى الذى يحلم باقتناء سيارة.. وهو تميز السعر وانخفاضه ليصبح فى إمكانية الأغلبية.. خاصة مع الارتفاع المستمر فى تكاليف الحياة والمعيشة بصفة عامة.
إن شركة النصر أصبحت الآن أمام تحد كبير مع نفسها وأمام أبناء الشعب الذين فرحوا بعودة المصانع للإنتاج بعد توقف استمر لأكثر 15 عاماً بعد ان كان قد صدر قرار بتصفية الشركة.. وبيع المصانع.. ولكنه لم يتحقق والحمد لله.. ونجحت الدولة فى إعادة تشغيلها من جديد.. وليس لدى معلومات كافية عن حجم الإنتاج المتوقع خلال السنوات القادمة أكثر من ان حجم الإنتاج سيصل إلى إنتاج ٦ سيارات فى الساعة.
أعتقد أنه مع الوقت سيزداد المعدل.. وستنجح النصر للسيارات فى ان تعود من جديد لتحتل المرتبة الأولى بين السيارات فى مصر.. وتصبح السيارة الأكثر انتشاراً فى الشارع المصري.. ومن المؤكد أيضاً أن عودتها للإنتاج سيؤثر على سوق السيارات بأكمله فى مصر.. وسيساهم فى انخفاض أسعار السيارات بشكل كبير.. خاصة مع الإقبال الكبير متوقع من المصريين على حجز واقتناء السيارات النصر التى ستخرج من هذا المصنع العملاق.. لتعود سوق السيارات إلى طبيعتها دون المبالغات التى نراها جميعاً فى أسعار السيارات.. سواء الصينية أو اليابانية أو الأوروبية.. لا فرق حتى أسعار السيارات الصينى أصبحت مبالغ فيها جداً.. على الرغم من تعدد أنواعها وكثرتها.. وكذلك السيارات الأوروبية.. بالإضافة إلى النقطة المهمة وهى ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بشكل مبالغ فيه أيضاً.
من هنا فإننى وغيرى كثيرون لدينا الأمل فى ان تحقق شركة النصر ومصانعها التوازن المفقود فى سوق السيارات فى مصر.. وان تعود أسعار السيارات إلى طبيعتها أو الأرقام الحقيقية دون مبالغه زائدة فى تحقيق أرباح فلكية وخرافية.. فنأمل ان تفعلها شركة النصر للسيارات.. وتساهم فى ضبط سوق السيارات فى مصر.. وتتاح الفرصة للكثيرين من جديد لاقتناء سيارة جديدة.. ويكتب النصر لشركة النصر.
وتحيا مصر.