المواطنة واقع وليست شعارا
تقنين أوضاع 3453 كنيسة ومبنى تابعًا.. منذ 2016 حتى الآن
«الجمهورية الجديدة»
ترسخ قيم العدالة والمساواة والحوار والتسامح.. فى مواجهة التعصب والفكر المتطرف
بالإرادة السياسية.. والقانون
احتراق ورقة الفتنة لجماعة الشر.. على صخرة الوحدة الوطنية
خلال السنوات العشر الأخيرة، لم نرى فى «الجمهورية الجديدة» تشريعات «سياسية» وتصريحات إعلامية، واطلاق شعارات لتخدير مشاعر الشعب، وإنما حصنت الدولة انجازاتها بإرادة شعبية حقيقية وممارسات حكومية واقعية، حولت الأحلام إلى حقائق فعلية ملموسة.. بالفعل وبشهادة القاصى والداني، خطت مصر خطوات ثابتة وواسعة نحو «جمهورية جديدة» طالما تطلعنا إليها قوامها مبادئ وثوابت مدينة حديثة فى مقدمتها مبدأ المواطنة واللُحمة الوطنية من خلال ترسيخ قيم العدل والمساواة وتفعيل محاور التسامح والعيش المشترك، ونبذ العنف الأعمى والتطرف الأحمق..بالإرادة السياسية والقانون.. أفسدت الدولة المصرية ورقة الفتنة التى حاولت «جماعة الشر» اللعب بها لتفكيك سر قوة هذا الوطن، المتمثل فى تماسكه ووحدته والانتماء لأرضه ونيله وهواه والتفاخر بماضيه وحاضره.
من أجل ذلك، اصدرت الدولة القانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس، ومن يومها وحتى الآن اكتسبت 3453 كنيسة ومبنى تابعًا وضعًا قانونيًا.
وحرص المشرع المصرى فى دولة 30 يونيو على سن القوانين التى تحمى حرية ممارسة الشعائر الدينية وبناء وصيانة دور العبادة، وتقنين أوضاعها، إلى جانب الاهتمام بالمشروعات الدينية والتراثية والحضارية والثقافية كونها أيقونات تاريخية فريدة تعمق الهوية الوطنية وتعكس مكانة مصر فى كل الأديان السماوية، ومكانة الأديان السماوية فى قلوب المصريين المؤمنين الموحدين.
آمن الشعب بأن بلاده أرض مقدسة ومباركة من المولى سبحانه وتعالي، تعظم القيم الإنسانية وتثريها ثقافة التعددية المختلطة بالسماحة، الأمر الذى لاقى استحسانًا بل وانبهارًا من المجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية فى العالم ولعل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم هذا الاتجاه، والتركيز فى كل مناسبة على تقوية الهوية المصرية فى كل الشعب، ليشارك الجميع بكل ما أوتى من قوة وعزيمة فى بناء «الدولة الجديدة» أكبر دليل على إرادة حقيقية فى ترسيخ هذه المبادئ.
وقد شهد العالم بهذا التقدم الكبير فى «المواطنة» الذى حققته مصر، حيث تحسنت نقاط بلادنا فى مؤشر السلام المجتمعى الصادر عن «Institute For Econanied and Peace» ليسجل 2.5 نقطة عام 2023 مقابل 3 نقاط فى 2014 كما تقدمت 6 مراكز فى مؤشر المواطنة الصادر عن «US Ivews» محتلة المركز الـ51 العام الماضي، مقابل المركز الـ57 عام 2016 مرتكزة على اهتمامها بحقوق الإنسان والحرية الدينية والمساواة بين الجنسين فى آخر اجتماع للجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس فى أواخر أكتوبر الماضي، تمت الموافقة على تقنين أوضاع 293 كنيسة ومبنى تابعًا وبذلك يبلغ عدد الكنائس والمبانى التابعة التى تمت الموافقة على تقنين أوضاعها 3453 كنيسة ومبنى من اجمالى نحو خمسة آلاف منشأة دينية قبطية، مازالت تستجمع مستندات ملكيتها للأراضى والمبانى وكذلك اجراءات الحماية المدنية والشروط التى حددها القانون لحماية الأرواح والمنشآت.
ومنذ أول اجتماع للجنة المعنية بهذا الشأن فى مايو 2018 وحتى الآن انعقد 27 اجتماعًا للجنة بهدف اصدار قرارات التقنين وبحسب آخر احصاء كان مجلس الوزراء قد اصدره بنهاية العام الماضى يتضح أنه من بين 2900 قرار تقنين حصلت 1505 كنائس على قرارات تقنين مقابل 1395 مبنى تابعًا وهو رقم كبير لم يحدث على مدار مائتى عام، والفضل فى للإرادة السياسية الحقيقية فى ترسيخ المواطنة.
وأظهر التقرير التوزيع الجغرافى للكنائس والمبانى التى تم توفيق أوضاعها حيث احتلت محافظة المنيا المرتبة الأولى فى الحصول على قرارات تقنين بواقع 560 كنيسة ومبنى يليها محافظة أسيوط فى المرتبة الثانية 444، والجيزة 245، والإسكندرية 240، وسوهاج 224، ثم القاهرة 163، والبحيرة 169، والشرقية 161، والقليوبية 152، وبنى سويف 103، وأسوان 56، والفيوم 48، والدقهلية 47، والغربية 44، والمنوفية 41، والبحر الأحمر 39، وقنا 36، ومحافظة السويس 35، والأقصر 29، والإسماعيلية 17، ومطروح 15، وبورسعيد 12، وكفرالشيخ 10، وشمال سيناء 6، وكل من جنوب سيناء والوادى الجديد 2.
السفير محمد الحمصانى المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء كان قد ذكر انه تم انشاء اكثر من 69 كنيسة بالمدن الجديدة، فى حين جارى استكمال إنشاءات 43 كنيسة أخرى بالمدن الجديدة، بحسب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بان يكون بكل مدينة جديدة مسجدًا وكنيسة.. وهذا التنوع هو سر قوة مصر.
البابا تواضروس الثانى بطريرك الأقباط الارثوذكس اشاد بالانجازات الكبيرة التى تشهدها بلادنا فى بكل مكان وفى كافة المجالات وقال: «من النعم الكبيرة، اصدار الدولة قانونًا لبناء الكنائس، والذى كان بعيدًا عن المصريين عشرات السنين، وبعد قانون بناء الكنائس صار بناء كنيسة هو عمل له قانونه وفاعلياته.. بل انه صار من أعمال السيادة فى مصر، وهذا الأمر فى غاية الاهمية»..وخلال ترؤسه لأول قداس يقام فى كنيسة القديس مار مرقس والبابا كيرلس السادس «تحت الإنشاء» بمثلث الأمل بالتجمع السادس قال البابا تواضروس: «سوف يسجل التاريخ أن الدولة فى مصر فى زماننا كانت ترعى المواطنين وتعطيهم حقوقهم وتسعى للمساواة وهذا الوضع لا شك يقدم صورة ايجابية لمصر أمام العالم، فالكنيسة هى أحد أعمدة الوطن والمجتمع المصري، وهى عمود مخلص فى التاريخ وفى الوطنية»«.
وأشار البابا إلى أن الدولة انتصرت للمواطنة بالقانون الذى اتاح بناء مئات الكنائس بشكل قانوني، بعد قرون.
القس ميخائيل أنطون نائب رئيس اللجنة المشكلة لدراسة أوضاع الكنائس من قبل مجلس الوزراء، أشاد بحرص الحكومة على تحقيق مبدأ المواطنة من خلال العمل بجدية وهو ما أدى إلى حل الكثير من المشكلات.
وقال إنه منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، اهتم ببناء الكنائس الجديدة فى كل مجتمع عمرانى جديد إلى جانب تقنين أوضاع الكنائس القديمة والمبانى التابعة لها، موضحًا أن أول تقنين كان فى مايو 2018 وذلك تنفيذًا للقانون الصادر فى عام 2016 الذى أعطى آنذاك مهلة سنة للطوائف المختلفة لتقديم كشوف حصر بأسماء الكنائس والمبانى التابعة التى يجب تقنين أوضاعها.. ثم اصدر رئيس الوزراء قرارًا بتشكيل لجنة برئاسته منبثقة من القانون.. وضعت بروتوكول للتعاون وحددت آلية التنفيذ، موضحًا أن هذه اللجان تقوم بمعاينات ميدانية لهذه المنشآت وتستوفى الملفات من عقود ورسومات.. وترفع تقاريرها للجنة الفنية التى تقوم بدورها برفعها إلى رئيس مجلس الوزراء ويوضح القس ميخائيل أنطون أن مصر تعيش عصرًا مختلفا وهو عصر «الجمهورية الجديدة» التى يحصل فيها المواطنون على حقوقهم ومن أبرز ما تحقق من انجازات حضارية، إلغاء العمل بمرسوم الخط الهمايونى وصدور قانون بناء الكنائس رقم 80 لعام 2016 الذى لم يقتصر على اصدار تصاريح بناء الكنائس الجديدة ولكن أيضا تقنين أوضاع الكنائس والمبانى التابعة القائمة بالفعل.
الانبا إبراهيم اسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية دائمًا يعرب عن سعادته بهذا المسلك الوطني، وأثنى مرات عديدة على حرص الرئيس السيسى على ارساء مبدأ المواطنة وقال: «إن تهنئة الرئيس شخصيًا للمصريين فى عيد الميلاد، رسالة بإن المسيحيين شركاء فى الوطن».
الدكتور القس أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية أعرب عن امتنانه للدولة المصرية التى تسير بخطى ثابتة نحو «جمهورية جديدة» تنتقل فيها المواطنة من كونها شعارًا إلى ممارسة عملية وحقيقية على أرض الواقع، سواء فيما يتعلق بالرأى العام أو على صعيد القرارات التى تصدرها الدولة، ومن أهمها تلك التى تقنن أوضاع الكنائس والمنشآت التابعة لها.
تقارير دولية.. بالأرقام
واضافة إلى تحسين نقاط مصر فى مؤشر السلام المجتمعى الصادر عن «Institute For Econanied and Peace» الذى سجل 2.5 نقطة العام الماضى عام 2023 مقابل 3 نقاط فى 2014، مؤشر المواطنة الصادر عن «US Ivews» الذى يسجل تقدم مصر 6 مراكز فى 7 سنوات.. فقد سجلت بلادنا قفزة فى مؤشر الاستقرار السياسى وغياب العنف الصادر عن «The World bak» مسجلة 14.5 نقطة مقابل 7.62 عام 2014 فيما أعلنت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية خروج مصر من قائمة الدول المثيرة للقلق منذ ثمانى سنوات، بعد أن كانت قد وضعت بلادنا على هذه القائمة المشئومة بدءًا من عام 2011 وحتى عام 2016 وقد أعربت عن ارتياحها لجهود الدولة المصرية وتقديمها مبادرات لتعزيز التسامح الدينى وتجديد الخطاب الدينى بما يدعم مشاعر التعايش السلمى وحسن الجوار والوحـدة الوطــنية واحترام الآخر والحـــرية الدينيــة مؤســسة «Open Door Imernd Lanal» أصدرت تقريرًا ثمنت فيه تحدث الرئيس السيسى بشكل متكرر وايجابى عن شركاء الوطن المسيحيين.. ومواصلة جهوده لايجاد هوية مصرية واحدة تشمل جميع المصريين، علمًا بان هذه المؤسسة نشأت عام 1955 وهى معنية بالدفاع عن حقوق المسيحيين فى جميع انحاء العالم.
«أبحاث الكونجرس الأمريكي» ابرزت هى الأخرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه منصبه وهو يدعو إلى التعايش والوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة.. فيما أعدت وكالة أسوشيتدبرس تقريرًا أثنت فيه على حرص الرئيس باستمرار على حضور قداس عيد الميلاد وتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد ورأس السنة مشيرة إلى الخطوات التى اتخذها لتعميق المواطنة بتعيين قاض مسيحى رئيسًا للمحكمة الدستورية العليا لأول مرة فى التاريخ وتعيين أول سيدة مسيحية كمحافظ، وهناك ماهو أكثر من ذلك بكثير سواء نواب البرلمان أو أول وكيلة قبطية لمجلس الشيوخ فضلا عن السماح ببناء الكنائس بعد عقود من التوقف.
وعندما نذهب إلى الشهادات العالمية نجد
البابا فرانسيس ــ بابا الفاتيكان وقد أشاد بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق التعايش والتفاهم بين الأديان، وهذا ما بدا جليًا خلال افتتاحه كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية إلى جانب مسجد الفتاح العليم ليعكس إرادة سياسية حقيقية لترسيخ مبدأ المواطنة.
وكان البابا فرانسيس فى العظة الأسبوعية بكاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان قد أكد عقب عودته من مصر، أمام العالم أجمع، أن الشعب المصرى شعب ودود ومتسامح وطيب لأقصى الحدود، معبرًا عن ذلك بقوله: «المصريون فتحوا لى قلوبهم قبل أبوابهم».
أماالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فقد أكد تقديره لجهود الدولة المصرية من أجل الاعتراف بكافة الأديان وضمان حرية العبادة والاعتقاد، معربًا عن سعادته بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية.
وشدد ميجل موراتينوس الممثل السامى لتحالف الأمم المتحدة للحضارات على أن ما حققته مصر من انجازات فى مجال الحريات الدينية فى السنوات الأخيرة شيء يدعو للفخر.
وهو نفس ما أكدته كاترين نوفاك رئيس المجر التى اثنت على أجواء المحبة والسلام التى يعيشها المسلمون والمسيحيون فى مصر، بفضل جهود الدولة وعلى رأسها الرئيس السيسى بالتعاون مع بطريرك الأقباط ــ البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ــ من أجل تعزيز الحوار والتعايش بين كافة المصريين..كما أبدى كريا كوس ميتسو تاكيس رئيس وزراء اليونان انبهاره بمصر وهى منارة للإسلام المعتدل ودورها المحورى فى تعزيز التعايش السلمى والتواصل بين جميع أفراد المجتمع والأديان والثقافات التى امتزجت فى بوتقة واحدة عبر عدة قرون.
فيما أكدت ميرفين توماس ــ مؤسس ورئيس أكبر منظمة دولية غير حكومية متخصصة فى الدفاع عن الحرية الدينية «CSW» هو الآخر اعجابه بهذه الدولة التى تعيش فيها أغلبية مسلمة، لكنها اتخذت خطوات ايجابية عديدة نحو تعزيز الحق فى اعتناق الدين أو المعتقد منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي.