باتت الدولة المصرية بثقة نحو تعزيز اقتصادها الوطنى من خلال إعادة تشغيل شركات صناعية كبرى مثل شركة النصر للسيارات وشركة النصر للمسبوكات بعد سنوات من التوقف، تعود هذه الكيانات الوطنية العملاقة للعمل من جديد، بفضل رؤية جادة وجهود حثيثة تقودها الحكومة المصرية من خلال وزارة الصناعة بقيادة الفريق كامل الوزير، هذه الخطوات لا تعكس فقط التزام الدولة بإحياء الصناعة المحلية، بل تحمل فى طياتها مردودًا اقتصاديًا واجتماعيًا هائلًا، يعزز من تنافسية الاقتصاد المصرى ويعيد الثقة فى قدرة الصناعة الوطنية.
تعتبر شركة النصر للسيارات أيقونة للصناعة المصرية منذ تأسيسها فى ستينيات القرن الماضي. كانت الشركة تمثل حلمًا قوميًّا يسعى إلى وضع مصر على خريطة صناعة السيارات عالميًا.
تشمل خطة إعادة تشغيل الشركة تصنيع سيارات كهربائية محلية الصنع، بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة والاستدامة البيئية. هذه الخطوة ليست مجرد مشروع صناعي، بل هى استراتيجية وطنية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز التكنولوجيا المحلية.
ان إعادة تشغيل النصر للسيارات ستسهم أيضًا فى توفير آلاف فرص العمل، سواء بشكل مباشر داخل الشركة أو بشكل غير مباشر.
أما النصر للمسبوكات فهى واحدة من الشركات الرائدة فى إنتاج الزهر المرن فى منطقة الشرق الأوسط، حيث توقفت الشركة لفترة طويلة بسبب معوقات تمويلية وإدارية، لكن عودتها للعمل من جديد تعكس إرادة حقيقية من الدولة لإحياء الصناعات الثقيلة التى تعد أساس التنمية الاقتصادية لأن إنتاج الزهر المرن يمثل عمودًا فقريًا للصناعات الهندسية فى مصر، حيث تعتمد عليه العديد من القطاعات الاستراتيجية مثل السكك الحديدية،و الصناعات الثقيلة، والمعدات الهندسية، وبفضل هذه العودة يمكن لمصر تقليل الاعتماد على استيراد هذه المنتجات.
أما على الصعيد الاجتماعي، فإن توفير فرص العمل يمثل تحولًا كبيرًا، خاصة فى المناطق التى تعتمد على هذه الصناعات كمصدر رئيسى للدخل.
وبدون شك تعتبر إعادة تشغيل هذه الشركات ليس مجرد قرار اقتصادي، بل هو جزء من رؤية شاملة للدولة تهدف إلى إعادة بناء القاعدة الصناعية الوطنية..وتشير إلى أن مصر لا تعيد بناء ماضيها الصناعى فحسب، بل تستعد أيضًا لبناء مستقبل أكثر إشراقًا يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا.