ضرب الفنان حسين فهمى نموذجا يحتذى به فى حب مصر والسمو فوق كل حزن وألم من أجل أن يعلو اسمها وان يظل مهرجان القاهرة السينمائى هو الأقوى والأعرق رغم كل الظروف والأزمات وان يتصدر المشهد السينمائى فى مصر والوطن العربي.. هذا هو الفنان الحقيقى الذى يعى رسالته جيدا وأهدافها يعرف جيدا قيمة ان يكون رئيسا لأكبر مهرجان فنى فى مصر والوطن العربى هو مهرجانها الأول والأقدم والأعرق ورغم الفاجعة الكبرى التى عاشها برحيل شقيقه الفنان مصطفى فهمى قبل المهرجان بأيام قليلة رفض حسين فهمى أن يتخلى عن المهرجان وان يعيش مشاعر الحزن التى تقتله وتظهر فى كل ملامح وجهه.
حسين فهمى فنان يستحق التقدير وان يتم تكريمه على هذا الدور الكبير الذى عاشه من أجل أن يرفع اسم مصر عاليا وان يخرج بمهرجانه فى أحسن وأروع صورة تليق بمصر.
صعب ان يتحمل إنسان ذلك ولكن فهمى كتم الألم واستقبل الضيوف بابتسامة حزينة وعيون يملأها الدمع المكتوم تحرك بين أروقة المهرجان وفعالياته بروح المحبة لبلده فكان فهمى هو الطير المذبوح حزنا وألما على فراق أعز الناس له ورفيق رحلته منذ طفولته لكن عليه ان يتحرك وعليه ان يقوم بمهامه وهذا يعطى لنا مثلا لنماذج كثيرة لفنانين عاشوا نفس الموقف فهناك الزعيم عادل إمام والذى جاء له خبر وفاة والده وهو على خشبة المسرح يعرض إحدى مسرحياته فى لبنان وكانت آخر ليلة عرض وواصل العرض الكوميدى وهو يموت من الحزن وفى آخر العرض ارتمى فى أحضان جمهوره موجها لهم كلمة اليوم مات أبى وظل يتحدث عنه وسط الجمهور وكأنهم هم السند له والعزاء الوحيد بكى الجمهور وصفق الحاضرون وكانت لحظات صعبة جدا عاشها الزعيم لكن هناك حدثاً لابد ان يكتمل وعرضاً لابد ان يستمر هو الأهم النجوم الكبار الذين يعتصرون حبا وفناً ووطنية ويعلون الواجب فوق أى شعور آخر.. هؤلاء النجوم قليل ان نجدهم ولذلك استحق حسين فهمى كل التأييد من النجوم أصدقائه وفى مقدمتهم ليلى علوى والهام شاهين ومحمود حميدة الكل ساند حسين فهمى وحضروا كل فعاليات المهرجان من أجل مصر ومن أجل مساندة زميلهم فما فعله حسين هو واجب على كل مصرى تجاه بلده فى كل مجال وليس الفن فقط.
لم يقدم حسين فهمى دورة عادية للمهرجان ولكنه قدم دورة أكدت دور مصر القوى فى دعم القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية فكان فيلم الافتتاح الذى أكد دور مصر فى احتضان قضية فلسطين لم يكن حسين فهمى غائباً عما يدور حوله وإنما أراد ان يقول كلمة مصر أمام العالم وتأييدها ورفضها لكل المذابح التى تتم فى فلسطين أو لبنان ذلك هو الفنان الحقيقى الواعى المثقف الذى يعى جيدا ما يفعله.. ورغم كل الألم تستمر الحياة رغم ألم الفراق والفقد تقوينا الصدمات وتتوارى الأحزان أمام المهام العظام وما فعله فهمى هو رسالة للعالم بأن مصر باقية قوية بقواتها الناعمة وهى الرائدة التى يتفانى فنانوها لريادتها.