رغم إعلان دولة الاحتلال ان هناك هدنة مرتقبة فى غزة تناقش بنودها على الطاولة، تواصل اسرائيل مسلسل مجازرها الوحشية فى القطاع، كما تفعل منذ أكثر من عام، مخلفة عشرات الشهداء والمصابين خاصة من الاطفال، فى وقت يعيش فيه أهالى غزة ظروف إنسانية كارثية لا إنفراجة فيها .
اشتعلت خيام النازحين الفلسطينيين أمس بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذى كثّف هجماته على رفح الفلسطينية ، ومخيم النصيرات، والمواصى بخان يونس، مما أسفر عن سقوط أكثر من 20 شهيدا.
كما استشهد 8 فلسطينيين على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين فى حى الشجاعية، شرقى مدينة غزة، فى قصف جوى اسرائيلى استهدف منزلا سكنيا كان يؤوى عدد من النازحين .
وفى جنوب غزة سقط شهيدان واصيب آخرون، جرّاء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنزل هناك، بينما استمرت قوات الانقاذ وطواقم الاسعاف لساعات طويلة تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
فى الوقت نفسه قالت مصادر محلية إن قوات إسرائيلية نسفت عدة منازل جنوب رفح الفلسطينية، مما اسفر عن سقوط قاطنيها بين شهيد وجريح.
فى الاثناء قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة إن إسرائيل أعادت استهداف مستشفى كمال عدوان، شمالى قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة 6 كوادر طبية، بينهم حالات خطيرة استدعت دخول العناية المركزة، فضلاً عن الحاق أضرار مادية بمبنى المستشفي.
وأوضحت الوزارة أن الهجوم الإسرائيلى أدى إلى تدمير المولد الكهربائى الرئيسى بالمستشفي، وثقب خزانات المياه لتصبح المستشفى بدون أكسجين ومياه.
ولفتت الوزارة إلى وجود 80 مريضا و8 حالات فى العناية المركزة داخل المستشفي، مشيرة الى أن الوضع الحالى ينذر بـ»الخطر الشديد» على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفي.
فى سياق آخرأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح فى شارع الصفطاوى غرب مدينة جباليا شمالى قطاع غزة.
كذلك قالت سرايا القدس إن عناصرها قصفوا -بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين- مركزا لقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلى فى جحر الديك وسط قطاع غزة.
وفى الضفة الغربية حذر فلسطينيون من عواقب تكثيف عمليات الهدم التى تنفذها السلطات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس والتى تصب فى صالح تنفيذ مخطط اليمين الإسرائيلى لضم الضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى فجرأمس، أحياء عدة فى البلدة القديمة من مدينة نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة من عدة محاور، كما داهم جنود مشاة أحياء البلدة القديمة، منها حارة الغرب، وشارع النصر، وسوق البصل، وباب الساحة، واعتلى قناصتها بعض المنازل.
وأضافت المصادر إنه سمع أصوات انفجارات، وأطلق الجنود القنابل الصوتية والرصاص الحي، ولم يبلغ عن إصابات.
على الصعيد الإنسانى حذر منسق الشئون الإنسانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادى من توقف توصيل المساعدات الضرورية بأنحاء غزة، بما فيها الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية.
وقال هادي، فى بيان صحفي، إن بقاء أكثر من مليونى فلسطينى فى غزة أصبح على المحك، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية،على مدى الأسابيع الستة الماضية، منعت الواردات التجارية.
وأضاف هادي، أن المدنيين الفلسطينيين يكافحون من أجل البقاء، فى ظروف لا تصلح للحياة مع استمرار الأعمال العدائية، «إنهم يُدفعون إلى حافة الهاوية ويفتقرون إلى الوصول للدعم الضرورى الذى يحتاجونه بشدة، ليعانوا من كارثة إنسانية لا تُضاهي».
وشدد المسئول على أن الوكالات الإنسانية فى غزة تبقى ملتزمة بالبقاء والعمل، ولكن التساؤلات تطرح بشكل متزايد حول مدى قدرتها على العمل، مناشدا بضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون إعاقات الى قطاع غزة عبر سبل قانونية.