فى الأسبوع الفائت حدث موقفان لهما ما بعدهما من تحول فى العدوان الإسرائيلى على غزة ولبنان.. الأول: أعلنت عنه وسائل إعلام إسرائيلية السبت الماضى أن طائرة مسيّرة استهدفت منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى قيساريا من نوع «صياد 107» التى يصعب رصدها واعتراضها – بحسب الاعلام العبري.
وهى نفس المسيّرة «صياد 107» التى ضربت قبلها قاعدة تدريب للواء جولانى فى منطقة بنيامينا، وقُتل 4 جنود إسرائيليين وأصيب عشرات آخرون، مما يؤكد ما قاله حزب الله من أنه بصدد «الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية فى المواجهة مع العدو الإسرائيلي».
الموقف الثاني: هو تصريحات لوزير المالية الصهيونى بتسلئيل سموتريتش، والتى دعا فيها إلى التوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية، وهو ما اعتبرته مصر والدول العربية والجامعة العربية انتهاكا سافرا للقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولي، وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومصر دائما موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية وهو الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير مصيره.. مؤكدة انه لا سبيل للخروج من الازمة إلا بحل الدولتين، ومحذرة من الاستمرار فى التصعيد الهادف لإطالة الصراع وتأجيجه وتوسيع نطاقه.
هذا التصريح غير المسئول من وزير المالية المتطرف يأتى فى وقت يتواصل فيه التصعيد من قبل الاحتلال فى غزة ولبنان، حيث تم ارتكاب عدة مجازر واقترب عدد شهداء العدوان من 44 ألفا ومئات المصابين والمفقودين تحت الركام، ويصعد نتنياهو الحرب، وهو ما يتطلب مواجهة من الأطراف المختلفة وبناء تحالفات لمواجهة استمرار التصعيد.. وبعد استهداف منزل نتنياهو.. وتصريح وزير مالية الكيان الصهيوني.. فإن المواجهة الحالية والمستقبلية تفرض تحولا كبيرا فى الشكل والمضمون، فقد أعلنت إيران أن حزب الله قضية لبنانية، وهو الامر الذى يحمل الكثير من المتغيرات فى المواجهة، فى ظل الحرب التى تدور وسط اختلال فى النظام الدولي، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية الإسلامية.
فى ظل تلك الظروف ودخول الحرب عامها الثاني، وحدوث تحوُّل كبير وتغييرات فى معادلات القوة والنفوذ لكل الأطراف، وإعادة رسم سيناريوهات تجاوزت كل التوقعات من حيث حجم الجرائم والدمار والضحايا.
ويفرض ذلك كله ضرورة وجود وحدة فلسطينية سعت إليها مصر تكرارا، وتفرضها التحولات لتكون جزءا من اتجاه عربى يوحد المواقف بشكل يعالج الفرقة والصراعات التى أضعفت القضية وشتتت الجهود، وبالتالى فإن عودة القضية الفلسطينية للواجهة يتطلب أن توحد الفصائل الفلسطينية مع الأخذ فى الاعتبار التطورات الجديدة فى الإدارة الأمريكية، وما يشهده العالم من تحولات، تجعل الوحدة ضرورة، فلسطينية.